مسرحية «المعطف» لحبيبة الجندوبي وإيمان العظيمي: للطفل نصيبه من الفرجة الحقيقية

شجعوا أطفالكم على الحلم، ادعوهم ليعايشوا عالما أجمل مما يشاهدونه في التلفاز او الهواتف، دعوا لأطفالكم الحرية ليحفزوا الخيال ويصنعوا عوالم مبهرة تكوّن شخصيتهم

وتشجعهم على الإبداع، دعوا لأطفالكم الحق في اللعب بالورق وكل الالعاب اليدوية ليتعلموا ثقافة صناعة شيء جميل إذ يحتاج الطفل اللعب والخيال بهذه الكلمات تعبر عاشقة الدمى حبيبة الجندوبي عن كل أعمالها الموجهة للطفل وآخرها «المعطف».

العمل المسرحي الجديد اخراج ايمان العظيمي وحبيبة الجندوبي والموسيقى لاسامة السعيدي والعرائس صنعها محمد خالد حمدي وعدنان الجندوبي والاداء الركحي لكل من أميمة المجادي وعدنان الجندوبي وادارة انتاج فتحي الذهيبي وعمل انتاج الدمية للانتاج الثقافي بدعم من وزارة الشؤون الثقافية.

في المعطف تتماهى الفرجة بالرسائل المسرحية
«المعطف» رحلة الى عالم عجائبي تبدع في صناعته حبيبة الجندوبي وإيمان العظيمي فكلتاهما تؤمنان بالطفل وقدرة المسرح على زراعة الامل في نفوس الصغار وتعليمهم ابجديات الحلم والجمال، «المعطف» عالم عجائبي يجمع داخله قصصا عديدة تدعو الطفل الى قيم الصدق والشجاعة والالتزام بالقوانين.
من الورق المقوى وعلب الكرتون تحديدا صنع كامل ديكور العرض، اشهر من البحث والتجريب للوصول الى النتيجة النهائية التي تجمع بين البساطة والاذهال فالكرتون يصبح طاولة وزورق ومدينة العاب وفضاء للعب، طريقة مميزة لادخال الكرتون في اللعب الدرامي ليصبح الديكور كأنه شخصية مسرحية لها حضورها البارز طيلة العمل، الديكور يختلف حسب المشاهد ويوزعه الممثلين حسب الحركة بكل خفة وحبّ لما ينجزونه على الركح، مع الديكور تصنع الموسيقى عالم من البهجة للطفل، الموسيقى التي يبدع في صناعتها اسامة السعيدي، في المعطف تشجع الطفل لينصت اكثر للنص وتجذبه الى كل تفاصيل العمل المسرحي العرائسي، الموسيقى تكون مرة عنوان للمغامرة فتصبح قوية ومخيفة وكأنها تدعو الطفل إلى معايشة انفعالات «بينوكيو» ومرات تتحول الى عنصر فرحة فتكون الايقاعات مبهجة يطرب لها الجمهور.
من قصة بينوكيو اللعبة الخشبية تبدأ الرحلة المسرحية، رحلة تدعو الى المغامرة والحلم يقدمها ثلة من امهر الممثلين ومحركي العرائس، في «المعطف» يصنع رجل لعبته الخشبية الجميلة التي تبعث فيها الحياة ليقرر ان يخوض مغامراته المختلفة ويعايش العديد من الصعوبات، الحكاية يعرفها المتفرج من الطفل لكن طريقة المعالجة الدرامية هي المختلفة إذ أن للفريق روحه الخاصة في التعامل مع العرائس وطريقة مميزة في شد انتباه الجمهور وسلب عقل الكهل قبل قلب الطفل.

بطل القصة صياد، يقضي كامل يومه بين زرقة البحر والسماء وزورقه الصغير، زاده بضع سمكات ومعطف، يصنع في لياليه الطوال لعبة خشبية، وبعصا سحرية تتحرك تلك اللعبة فيقرر صانعها إرسالها إلى المدرسة وفي تلك الرحلة العجيبة يعيش بينوكيو العديد من المصاعب ويواجه مغامرات هي عقدة العمل المسرحي الموجه لطفل، فالمسرحية تحترم التمشي الدرامي وتحترم عقل الطفل المتفرج وتقدم له عملا مسرحيا يجمع بين المبنى والمعنى، عمل يبهر الطفل في طريقة تحريك العرائس والتماهي المطلق بين المحرك والعروسة كذلك الفرجة من اضاءة وموسيقى وديكور مصنوع باتقان وحب والرسائل التربوية والتعليمية التي تمرر عبر النص والحركة فالمسرحية تشجع الطفل على التفكير وإعمال العقل.

مسرح الدمى مسؤولية يحملها الصادقين

ممتعة هي الدمى والعرائس، ساحرة اثناء التحريك، تكاد تبدو حقيقية وكأنها أناس، العرائس حين تصنع بحب ويحركها صاحبها بصدق تبدو بذلك الجمال والتماهي بين المحرك وعروسته ذلك خط عمل حبيبة الجندوبي منذ انطلاقتها في مسرح الدمى.
في المعطف اجتمعوا على حب المسرح والإبداع في تقديم عمل عرائسي للأطفال يكون متكاملا، مجموعة شغوفة بالدمى يقدمون أدوارهم بكل صدق، يشترك الجميع في اللباس الاسود لتبرز الدمية على حساب محركها، على الركح اجتمع ثنائي كلاهما مهتم بالدمى ومسرح العرائس، عدنان الجندوبي عرائسي وفنان مختص في هذا المجال يخوض غمار التجربة منذ اعوام، شغوفة بالعالم المختلف للطفل، يحلم مع العروسة ويشارك الأطفال أحلامهم الصغيرة أيضا، وممثلة حديثة التخرج هي اميمة المجادي اختصاص مسرح العرائس هي الأخرى أتقنت التحريك وصادقت عروستها أثناء التحريك، ثنائي التجربة والطموح اجتمع في عمل واحد فأبدع كلاهما وشدّ انتباه المتفرج.
«المعطف» تجربة مسرحية أخرى تضاف لرصيد حبيبة الجندوبي تجربة تتشارك فيها مع رفيقة الحلم والفكرة وتلميذتها إيمان العظيمي، والعظيمي من الممثلات المتميزات على الركح وهي مهتمة بمسرح الطفل لها تجارب ناجحة على الركح مع المخرج محسن الادب واليوم تخوض تجربة الاخراج مع استاذتها حبيبة الجندوبي، كلتاهما تؤمنان بقدرة مسرح الطفل على التغيير ودوره لتشجيع الطفل على الحلم، العظيمي والجندوبي يشتركان في الحلم بمزيد التعريف بمسرح العرائس والحرص على تقديم عمل يحترم ثقافة الفرجة ويحترم الطفل، كلتاهما تعملان على حماية الدمية وبعث الروح فيها لتقاوم موجات الاستسهال وتنتصر لثقافة الفرجة والنقد.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115