قاعة المبدعين الشبان: حكايات العرائس.. العروسة قبلة السينمائيين ...

حين تبوح العروسة بإسرارها وتخبرك بقصصها وحكاياتها، حين تتحدث العروسة لتنصت أيها الانسان إلى ما تقوله بكل شغف،

في رحاب العروسة كان اللقاء في حضرة حكاياتها المشوقة حيث اجتمع محبو الدمية والسينما.
في تجربة مشتركة جمعت المركز الوطني لفن العرائس ومركز تونس للاقتصاد الثقافي الرقمي التقت مجموعة من الحالمين، بعضهم يحرك العروسة والآخرون يحولونها الى تقنية سينمائية لتتحدث العروسة امام الكاميرا وتصبح فيلما سينمائيا.
وقد اسدل الستار على الدورة الأولى للورشة الفنية للأفلام القصيرة «حكايات العرائس» بالإعلان عن الأفلام الفائزة وتأكيد العمل لتكون الورشة تظاهرة قارة تحتفي بالعروسة والسينما.
حكايات العرائس: العروسة شخصية سينمائية
«حكايات العرائس» هو اسم التظاهرة التي جمعت المؤسستين وسمحت لمجموعة من الطلبة ومحبي السينما بالمشاركة في ورشة ثم مسابقة لانجاز افلام بتقنية «الستوبموشن» و«الكروماكي» يكون محورها وشخصياتها العروسة، وفي كلمته الترحيبية قال السيد يوسف بن ابراهيم رئيس ديوان وزير الشؤون الثقافية «نسعد بهذه الشراكة بين مؤسسات وزارة الشؤون الثقافية وهذا ما سيفتح مجالا للتشجيع على الابتكار والإنتاج الذي من شأنه ان يثمر نتائج إيجابية في صناعة طاقات جديدة وشابّة وخاصّة الالتزام بتقديم الدعم اللازم للطلبة خرّيجي معاهد الفنون الجميلة للنهوض بالقطاع الثقافي في شتى المجالات والفنون» .واكّد بن إبراهيم ان الوزارة ستظّل من الداعمين لمثل هذه المبادرات داعيا إلى ان تتحوّل هذه التظاهرة الى مهرجان في قادم السنوات».
هي تجربة سينمائية مختلفة تسلط الضوء على تلك الدمية وتحاول ان تصنع منها مادة سينمائية، فالعروسة هنا لا ينتهي دورها بانتهاء العرض بل تظل حية كلما شوهد الفيلم، في حكايات العرائس كانت المواضيع مختلفة والعروسة حسب افكار المخرج وفريقه التقني.
والجوائز كانت عبارة عن عروسة ذهبية وفضية وبرونزية، العروسة البرونزية كانت من نصيب فيلم «العمال يذهبون الى الجنة ايضا» واختارت المخرجة وفريقها الحديث عن معاناة العمال وألمهم من خلال معاناة وسائل الحمام «فرشاة الاسنان» و»المرحاض» و»الورق الصحي» فهي الأخرى تتشابه مع الانسان في الكدح والتعب دون الحصول على كلمة شكرا.
وتحصّل فيلم «دمية الامل» والفيلم يكشف عن القرب بين الدمية والطفل فالواقع الذي يعيشه الاطفال مسكون بالخوف والسواد والدمية تكون دوما رمزا للامل والصدق والطفولة، اما العروسة الذهبية ففاز بها لفيلم «كرم مجاني» فيلم يجمع شخصين عازف موسيقى ورجل اعمى يضع أمامه قبعة وورقة خطّ فوقها «رجل اعمى ساعدوني» في الجزء الأول لا يتحصل الاعمى على ايّ مال، لكن حين يغير العازف اللافتة ويكتب «انا لا أراكم لكن أرى حبكم واشعر به» حينها تتغير معاملة الناس وتمتلئ قبعته اموالا فالفيلم يؤكد على قيمة الكلمة ودورها في التغيير نحو الافضل او الأسوإ.
«حكايات العرائس» مزج بين المسرح والسينما، عمل مشترك بين مؤسستين لخدمة الثقافة البصرية و الفنية ومزيد التعريف بالعرائس لتكون سهلة الاستعمال وشخصيات سينمائية، هي فرصة لتكريم العرائسيين ليعرف الجمهور اعمالهم ويكتشفوا ابداعاتهم، تجربة ابداعية تجمع العديد من الفنون مختلفة وتدعم ثقافة الحياة زمن الخوف من الكوفيد، انتهت التجربة الاولى بنجاح بعد مشاركة عدد من الطلبة وتعرّفهم على فن العرائس وخصوصياته.
العروسة روح العرائسي الحية
العروسة التي ترافق الطفل في صغره، الدمى المتناثرة في كل بيت، هل سالت نفسك ماذا تشعر به تلك العروسة؟ هل هي سعيدة في بيتك؟ هل يقلقها إهمالك وهل تغدق عليها حبّك؟ هل أن دميتك سليمة؟ هل أصلحت يدها المكسورة ام انك تناسيتها لتصبح نسيا منسيا، في الفيلم تطرح هذه الاسئلة، فيلم «ماما» الفيلم المهدى الى روح العرائسي المنصف بلحاج يحى.
الفيلم يبثّ الحياة في العرائس المرمية فوق الركح بعد رحيل والدها وصانعها المنصف بلحاج يحى، الفيلم يكشف ان العروسة التي يحركها العرائسي ينفث فيها من روحه فتشعر هي الأخرى بالحب والخوف والفرح والحزن، العروسة ليست فقط قطع من الخشب او القماش يتم لصقها وخياطتها، هي جهد فنان فكّر وصمّم ونفّذ، هي عينة من التعب والسهر للحصول على عروسة ملائمة للمسرحية او حدث او تظاهرة، الفيلم أحيى العرائس من سباتها واتاح لها الفرصة لتنطق بوجع النسيان بعد رحيل صانعها.
«حكايات العرائس» تجربة مسرحية سينمائية، وجزء من التوجهات الفنية للمركز الوطني لفن العرائس البحث عن وسائل جديدة لدعم هذا الفن ومزيد نشره بالانفتاح على الفنون الأخرى وخاصة الولوج الى عالم الثقافة الرقمية بمختلف تقنياتها وأن فكرة تنظيم ورشة فنيّة في إطار مسابقة لإنجاز الأفلام القصيرة تكون العروسة محورها الأساسي بتقنيات حديثة بالشراكة مع مركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي قد انبثقت من هذا التوجه» حسب تصريح السيدة منية المسعدي المديرة العامة للمركز.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115