وجوه رمضان الصاعدة: بدايات ناجحة لأحلام لا تعرف التأجيل

ينحتون مسيرة درامية بتؤدة، بعضهم اصبح له جمهور ينتظر ظهوره وآخرون منذ الظهور الاول يكسبوا قلب المشاهد وتفكيره،

وكان الممثلون الشباب عماد الدراما الرمضانية ورهان المخرجين لتقديم وجوه جديدة تقنع في الاداء والرسالة.
هم مستقبل الدراما الرمضانية، لكل ممثل مميزاته التي تجعله يتقن الانتقال بين الشخصيات لترسخ في ذاكرة المتفرج، يسيرون في عالم النجاح بخطوات ثابتة ويكسبون جمهورا امن بصدقهم في الاداء امام الكاميرا وتمكنهم من الشخصيات، اسامة كشكار ومنى التلمودي ومالك بن سعد نجحوا للعام الثاني في الدراما الرمضانية وسيف عمران يشارك لاول مرة ليكون حضوره مفاجأة لمتابعي المسلسلات الرمضانية.
أسامة كشكار: حضوره مبهج
يعرفه جمهور المسرح جيدا، ممثل «غول» متحول يتلون كما الشخصيات العديدة التي لعبها، احب الخشبة وقدم لها الكثير من الحب فجازته بشخصيات مسرحية غير متشابهة اتقنها جيدا ونجاحه على الركح وامام جمهور المسرح كان زاده لينجح امام متابعي الدراما، الممثل المتمكن من شخصياته وادائه المتقن اسامة كشكار من نجوم مسلسل «حرقة» ومن الوجوه الشابة في الدراما الرمضانية،سبق له ان قدم شخصية رجل الامن في «شورب2» كشكار في شخصية «عياد» الشخصية المسكونة بالوجع والتيه، وجع نقله على محياه، شخصية قليلة الكلام لكن اغلب المشاهد كانت موجعة شخصية تحمل متابعيها الى خبايا الوجع الداخلي المكتوم.
شخصية تتشابه مع متابعيها فداخل كل انسان الم يخفيه عن الاخرين، ألم الفشل والحرمان والشعور بالاغتراب داخل الوطن والعائلة، مشاعر متناقضة ومركبة تتقنها عيون الممثل لتحول الجمل الى نظرات انكسار حينا ونظرات تحدّ احيانا اخرى، «عياد» شخصية «رجلة» ذات معدن اصيل وقيم نبيلة يؤمن بالصداقة والانسانية وفي الوقت ذاته يقتصّ لنفسه ممن ظلمه، تركيبة نفسية عجيبة اتقنها الممثل المبدع اسامة كشكار صاحب الحضور الرهيب على الركح والمبهج امام الكاميرا، ممثل يعمل بشعار الحرفي يعمل بيديه، والمهني بعقله، والفنان بقلبه وعقله ويديه.
مالك بن سعد: خطوات ثابتة ونجاح مضمون.
ممثل مبدع، متلوّن كما الحرباء يتقن الانتقال بين شخصياته، يلاعبها كما يلاعب طفل صغير ألعابه، يتقمص الدور حد التماهي معه، الممثل الشاب مالك بن سعد يصنع لنفسه مسيرة نجاح بخطوات ثابتة واداء مقنع، انطلقت مسيرته من تجارب «الستاند اب» وتقديم شخصيات كوميدية ومواقف مضحكة واتقنها، ثمّ عرفه جمهور الدراما في مسلسل «شورب» بجزءيه، بعدها حقق نجاح بدوره في مسلسل «المايسترو» يعود هذا العام بشخصية مختلفة تماما في مسلسل حرقة اخراج الاسعد الوسلاتي.
«فارس» الفتى الهادئ الطباع، المحب لعائلته والساعي لكسب قوته وواع بمكانته ودوره امام عائلته، شاب يحمل عقل كهل وقلب طفل صغير، سنوات من الخوف والألم يرسمها الممثل في تعابير وجهه وطريقة انتقاله بين الجمل والمشاهد، «فارس» شخصية مختلفة كليا عن ادوار مالك بن سعد السابقة، نجح فيها وكسب جمهور متابعين، ممثل متمكن من قيم شخصياته يحسن الدخول في عوالمها والتعرف اليها جيدا قبل تقمصها لتدو وكأنها الحقيقة، مالك بن سعد ممثل يجمع متابعيه «ممثل ما يمثلش» اي انه يصل درجة من الصدق حدّ التماهي المطلق من الشخصية.
سيف عمران: الاكتشاف الجميل
نجح في «الستاند اب» كأول تجربة دخل من خلالها الى عوالم التلفزة والتمثيل لتكون شخصية «مهراس» نقطة التحول وبداية الانطلاق الحقيقية في عالم الدراما لسيف عمران، «مهراس» من الشخصيات الرئيسية في سلسلة «كان يا ما كانش» شخصية مركبة مضحكة ومربكة في اغلب المشاهد يكون سيف عمران مع ممثلين عرفهم جمهور الدراما وأحبهم وهما عزيز الجبالي في شخصية «برغل» وجهاد الشارني في شخصية «نعناع»، «مهراس» شخصية لها روح مرحة وحضور مختلف، بتلقائية الاطفال وغباء الكبار احيانا تتميز الشخصية التي اداها سيف عمران، «مهراس» الصديق الوفي والابن البار والمدافع الشرس عن الحق كلها مقومات نفسية وقيم تقمصها سيف عمران في شخصيته المضحكة والمبكية، شخصية مميزة هي من نقاط القوة في العمل وتعد اول انطلاقة حقيقية لممثل احبته الكاميرا ودخل الى قلوب متابعي الدراما الرمضانية.
منى التلمودي: المشاكسة المتلونة
خبرت عوالم التمثيل جيدا، تعرف الخشبة ويعرفها جمهور المسرح، محبة لما تقدّم، ممثلة متميزة كلما تقمصت شخصية اتقنتها وتميزت فيها، الممثلة الجميلة منى التلمودي تطل الى جمهور الدراما في شخصية جديدة «المحامية»، منى التلمودي من ممثلات المسرح المتميزات، كلما شاركت في عمل كانت من الركائز الاساسية في نجاحه، من «انتحار معلن» الذي تحصلت فيه على جائزة افضل ممثلة الى «فريدم هاوس» الى «الرهوط» و «شظايا الذاكرة» وغيرها من الاعمال التي صنعت الشخصية المسرحية للممثلة التي احبت التمثيل واختارته مهنة وهواية.
منى التلمودي عرفها جمهور الدراما رمضان 2020 في مسلسل «النوبة» اخراج عبد الحميد بوشناق في دور الراقصة، ومن الراقصة الى «المحامية» في مسلسل الحرقة اخراج الاسعد الوسلاتي، شخصية مختلفة تماما من حيث التركيبة النفسية والفكرية وكأن الممثلة هدّمت تماما شخصية الراقصة وشيدت تدريجيا شخصية جديدة، محامية قاسية وانتهازية تتاجر بملفات المهاجرين وتتاجر بمشاعر عائلاتهم لتربح المال والسلطة، شخصية المحامية بدت مختلفة عن الشخصيات السابقة التي قدمتها التلمودي، مسكت بزمام شخصيتها وبحرفية عالية اتقنتها وقدمتها الى جمهور «الحرقة»، المحامية شخصية مركبة تظهر القسوة وتخفي وجع الام والانسانة، وذاك الخيط الرفيع بينهما تتجول فوقه الشخصية كما راقصة الباليه، شخصية اتقنتها الممثلة لتوجيه النقد الى بعض المحامين الذين ينسون القسم وشرف المهنة وينخرطون في تجميع المال على حساب اوجاع الثكالى ودموع الاباء وحرقة الامهات اللواتي هاجر أبناؤهن ورموا بأنفسهم في حضن البحر والموت، بالاضافة الى حضورها ضيف شرف في سلسلة «كان يا ما كانش» بشخصية زوجة الاسكندر الاصغر» شخصية ساخرة وناقدة اتقنتها الممثلة العارفة بخبايا شخصياتها والعالمة بالتمثيل وخبراته.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115