Print this page

من مفاجآت مهرجان الأغنية التونسية: قصيدة حمة الهمامي إلى راضية النصراوي في مسابقة الأغنية الوترية

هما رفيقان لا يفترقان في الحياة، ومناضلان لا يحيدان عن المبدإ في زمن السمسرة والجبن،

وهما بطلان لقصة حب ووفاء صارت مضرب الأمثال... فكان قدوم حمة الهمامي وراضية النصرواي إلى مدينة الثقافة لمواكبة السهرة الثالثة لمهرجان الأغنية التونسية محل احتفاء وموضع ترحاب...
لم يكن حضورهما -مهرجان الأغنية التونسية- في حد ذاته حدثا بارزا، فقد كان حمة الهمامي على وجه الخصوص من السياسيين القلائل الذين يقبلون على متابعة التظاهرات الثقافية والعروض الفنية. لكن المفاجأة كانت بأن حمة الهمامي لم يأت هذه المرة بصفته مشاهدا بل مشاركا في المسابقة الرسمية للمهرجان!
في شهر سبتمبر الماضي، كتب حمة الهمامي كما لم يكتب من قبل إلى راضية النصراوي وعنها بدموع الكلمات وآهات الحروف ... فكانت قصيدة «أأبكيك ... إليك سيدتي وملهمتي» انتفاضة عشق وبقاء في وجه العجز والعدم وترياق علاج وشفاء من السقم والوجع. في هذه القصيدة نزع الهمامي عنه رداء السياسة وتسلّح بنبض الشاعرية كي يكون شاعرا صادقا في وفائه إلى حبيبته ومخلصا في تمسكه بها وأمينا في نقل لوعته وجزع نفسه من التيه والضياع...
بعد أن هزّت القصيدة كل من يعرف الثنائي الجميل حمّة وراضية من قريب أو من بعيد وقد فاضت بالود والوله والشجن... تلقّفها الفنان طارق ترجت ليبعث في كلماتها التي لم تكن أبدا خرساء صوتا أعلى وصخبا أكبر ورواجا أكثر.
في مهرجان الأغنية التونسية، تحوّلت قصيدة حمة الهمامي إلى أغنية تتهادى حلما وأملا على إيقاع ألحان طارق ترجت وتتمايل طربا وشجنا مع التوزيع الموسيقي لفراس البحري. وفي صنف الأغنية الوترية، تتنافس هذه الأغنية على جوائز المهرجان لكن يبدو أنت حمة الهمامي قد حقق المبتغى والمراد - بالتتويج أو دونه- بمجرد أن سمع قصيدته المهداة إلى رفيقته في الكفاح والحياة وهي تُغنى على ركح المسرح الكبير ليبلغ صداها الأفق القصي ويصل مداها السماء البعيدة.
غنّى الفنان طارق ترجت مقاطع مختارة من قصيدة حمة الهمامي إلى ملهمته راضية النصراوي بتأثر واضح وصوت شجي أما حمة فكان يمسك بيد راضية ويحكم القبض عليها وهو يرهف السمع إلى قصيدته، أغنيته وكأنه يتزود منها بالقوة والصبر... وكأنه يقول لها كما قال في قصيدته:
يَا سيِّدَتِي،
ومُلْهِمَتي
ألا انْتَفِضِي
وهَاتِي يَدَيْكِ…
وهَيَّا بِنَا نَمْضِي بِلَا حُزْنٍ
وَلَا دَمْعٍ،
فقَدْ خُلِقْنَا لتَفْدِينِي
وَأَفْدِيكِ…

المشاركة في هذا المقال