الصحراء الممتدة برمالها الذهبية تدعو محبي الفن ليزوروا قرية الصابرية من ولاية قبلي ويكتشفوا سحر المعنى وعمق المبنى هناك حيث تكتب الشمس سير الاولين وتخطّ الرمال قصص المارين منها الى عالم الخلود، فالصحراء عالم منفرد يستحق الاكتشاف.
وفي الصابرية سيكون اللقاء من 20الى 24مارس مع فعاليات الدورة الاولى للمهرجان الدولي للمسرح في الصحراء بدعم من تفنن تونس الابداعية والعديد من الشركاء الذين امنوا باهمية الفن في الصحراء وسعوا لفك العزلة الثقافغية على القرى البعيدة عن المركز، المهرجان سيجمع نجوم المسرح والدراما في مدارج جدّ مختلفة (كثبان رملية» على غرار دليلة المفتاحي وسهام مصدق وصلاح مصدق وجمال ساسي وجمال المداني وحمادي الوهايبي وصالح الجدي وعاطف بن حسين ولسعد بن حسين ومحمد مومن وسيكرم الكاتب عز الدين المدني في حضرة الصحراء.
المهرجان «الحلم» في رحاب الصحراء
«حلمة ولدت صغيرة لتكبر وتمتد كما رمال الصحراء» هكذا يعبر حافظ خليفة عن حلمه بمهرجان مسرحي في الصحراء، في الصابرية سيكون اللقاء، ستفتح الكثبان احضانها لزوار المكان ليشاهدوا الربيع في الصحراء ويشاهدوا عروضا مسرحية وكوريغرافية ونقدية، ففي الصحراء تصبح الفرجة أجمل في الصابرية تلك القرية المهمشة ثقافيا سيكون اللقاء الاول مع مهرجان ولد كبيرا، سيلتقي الجمهور مع 22 عرضا مسرحيا وفرجويا بالاضافة الى الندوة العلمية والورشات، في الصابرية ستسرقك الصحراء الى كثبانها الى عالمها المغري لتمتع حضورها وتشدهم الى ربيعها المميز.
المهرجان الدولي لمسرح الصحراء الذي سيكون في قرية الصابرية من 20 الى 24مارس الجاري، خمسة ايام من المسرح والفرجة، خمسة ايام من معانقة الصحراء ورمالها وامتدادها، هناك تكون الفرجة مختلفة لان الكثبان الرملية الطبيعية ستكون المدارج والركح، الكثبان شبه الدائرية تتماهى مع المسارح الرومانية والاغريقية لتكون الفرجة في حضن الطبيعة ركحا ومدرجا حسب تعبير حافظ خليفة الحالم بصحراء تزهر مسرحا «المهرجان هو الجزء الثاني من المشروع، البداية كانت مع الورشات التي انطلقت في ست ولايات من الجنوب التونسي مع ورشة فن الممثل وستّة مؤطرين وبعد ثلاثة اشهر من التكوين ستقدم الورشات التي انجزت بالشراكة مع مراكز الفنون الركحية تطاوين وقبلي وقفصة ومدنين وقابس وتوزر» ويضيف مدير المهرجان «أردنا فك العزلة الثقافية على المناطق المنسية ثقافيا، نريد تشريكها في المهرجان الحلم، نريد ان نقدم للجمهور ما تخفيه الصحراء من حكايات وما يقدمه أبناؤها من إبداعات، كما سيوفر المهرجان موارد عمل لشباب الصابرية فهم سيكونون تقنيي المهرجان والمشرفين على نجاحه» فالمهرجان اذن ثقافي واجتماعي وسياحي لان الضيوف سيكونون وسط
الصحراء سيقيمون هناك ويعيشون متعة اكتشاف عالم الصحراء،تظاهرة تفتح ابواب الجمال على الصحراء لتقدم لروادها القليل من ثقافة الرمال وعشق اهل الصحراء للفنون بكل تلويناتها.
الكثبان الرملية تتحول الى مسارح تحكي قصص الصحراء ومريديها
«يا قادم للصحراء، غني جنوبك، ارفع راسك مثل النخلة، عالرملة ارقص وغني، دقّوا الطبول، عيشوا المسرح بالعرض والطول، ورد الرمل يغني» هكذا غنت زهرة الاجنف مرحبة بضيوف المهرجان الدولي للمسرح في الصحراء والاغنية من كلمات والحان الفنان سامي دربز، وفي اطار الخصوصية ايضا الملعقة الرسمية ميزتها اللون الاصفر وهو لون الرمال
الذهبية ويتوسطها «زهرة الرمال» تلك الوردة المتحجرة المميزة للصحراء.
ايام قليلة تفصل محبي الفنون والمشرفين على المهرجان عن حلمهم المميز، في الصابرية سيقسم الفضاء الجغرافي الى اربع مساحات فنية واربعة مسارح، المسرح الاول هو مسرح الواحة والثاني مسرح الساحة فمسرح ام الجدّيان فمسرح الزاوية.
بالنسبة لمسرح الواحة ستفتتح به الانشطة من خلال مسرحية موجهة للطفل «ماء الحياة انتاج مركز الفنون الركحية والدرامية بقبلي في اليوم الاول ثم مسرحية «جزيرة العجائب» انتاج مركز جربة في اليوم الثاني واليوم الثالث يقدم مسرحية «البخيل» لشركة لمة للانتاج ويختتم اليوم الخامس بعرض الكلون وكل عروض مسرح الواحة تكون في العاشرة صباحا.
المسرح الثاني مسرح الزاوية تكون عروضه في الرابعة مساء وتنطلق بعرض «داموس» لجمعية القطار لمسرح الشارع، العرض فرجوي ينقل معاناة عمال الداموس، عرض مكتوب بالدماء يقدم وضع العمال الاقتصادي والاجتماعي ويدعو المتفرج لمزيد الانخراط في حركات الدفاع عن حقوق العمال.
ويفتح مسرح الزاوية كثبانه ليشاهد الجمهور انتاجات الورشات التي قدمت لثلاثة اشهر في فن الممثل، ويكون اليوم الثاني لورشة قبلي وتوزر واليوم الثالث لورشة قابس واليوم الرابع لورشة قفصة وتطاوين واليوم الخامس تختتم العروض بورشة مدنين مع تقديم انتاجات ورشة المركز الوطني لفن العرائس.
المسرح الثالث هو مسرح ام الجدّيان وستكون جميع عروضه في الخامسة والنصف مساء وتفتتح بمسرحية «سوق سوداء» اخراج علي اليحياوي وانتاج مركز الفنون الركحية تطاوين في اليوم الاول، ويتجدد اللقاء اليوم الثاني مع مسرحية «كوميديا2» اخراج كيلاني زقروبة فعرض كوريغرافي ايطالي في اليوم الثالث ثم مسرحية «سقوط حر» اخراج رمزي البنيلي في اليوم الرابع للمهرجان وتختتم العروض بعمل «ما يدوم حال» انتاج جمعية مسرح الواحات شنني قابس.
المسرح الرابع هو مسرح الساحة، الفضاء الارحب الذي سيحتضن العروض الفرجوية الكبرى بداية من السابعة مساء، يفتح المسرح كثبانه الساحرة لجمهور ملحمة «خضراء» اخراج حافظ خليفة في اليوم الثاني يكون اللقاء مع العرض الاول لـ«طقوس الحصاد» للكوريغراف حافظ زليط عاشق الصحراء والمغرم بتحويل قصصها وحكاياها على الركح، وتتواصل العروض الفرجوية الكبرى مع الحكواتي والفنان صاحب الاسلوب المميز، ابن الجريد الذي نقل حكايات النخيل الى عروض فرجوية العروسي الزبيدي وعرضه «الفزعة طلت»، ويكون لقاء جمهور مسرح الساحة في اليوم الرابع مع عرض فرجوي بعنوان «عروبتي» اخراج صالح الجدي وانتاج مركز الفنون الركحية بقابس.
لتختتم فعاليات عروض مسرح الساحة والمهرجان بعرض صحراوي الولادة والفكرة والأحداث والإخراج، عرض ينقل نضالات قرى ونجوع الجنوب التونسي ضدّ الاستعمار الفرنسي، ملحمة تؤكد صدق المراة الجنوبية وجرأتها واستبسالها امام قوة المستعمر وعتادها، ابن رجيم معتوق منذر بن ابراهيم سيصحب جمهوره في حديث الصحراء الى قصص باحت بها الرمال عن بطولات بني غريب في حربهم ضدّ المستعمر الفرنسي في تونس ودورهم في معاضدة الثورة المسلحة في الجزائر.
الصحراء في قرية الصابرية التابعة لمعتمدية الفوار ولاية قبلي تنادي محبي المسرح والفنون الحية ليزوروها ويكتشفوا مدارجها وكثبانها، الصحراء تدعوكم لتمتعوا العين بجمال المكان والقلب ببهاء الفنون، الصحراء تنادي محبي التجديد لاكتشاف مسرح مختلف.