عرض «أليس» لحسام الساحلي وأسامة المهيدي في مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة: كوميديا موسيقية مغلفة بطعم الحلوى والفرح

هلمّ بنا الى الفرح، هلمّ بنا لنستمتع بعرض تونسي الروح عالمي الإنجاز، فلنرحل جميعنا ايها القارئ الى بلاد العجائب، دع عنك فكرة الطريق وسؤال «كيف»

فحسام الساحي وأسامة المهيدي هما من سيوفران لك رحلة في عوالم الخيال فقط عليك الانتباه الى التفاصيل لتكون المتعة أكثر، اذن هلمّ لاصطحاب «أليس» في رحلتها الى بلاد العجائب ولنستمتع بعرض موسيقي مسرحي كوريغرافي في عرض يرتقي الى مصاف الحلم.
«أليس» من إنتاج مشترك بين مسرح الأوبرا وشركة «بدعة» للانتاج، هو عرض فني متعدد الألوان حمل الجمهور إلى عالم خيالي ساحر مليء بالمشاعر،موجه للكبار والصغار ومقتبس عن الرواية العالمية» أليس في بلاد العجائب» للكاتب لويس كارول صاغه الثنائي حسام الساحلي واسامة المهيدي.

فلنرحل الى عوالم المتعة والفرح
«أليس» في بلاد العجائب كوميديا موسيقية بطعم الفرح وألوان الربيع، موسيقى مميزة ابدع في تلحينها اسامة المهيدي وقدمها بحرفية عازفي الاوركستر السينفوني التونسي، في قاعة الاوبرا تشكلت كل تعاليم الحياة، وامتزجت حركات الجسد ولغته الصادحة بالحب التي نحتها مريم الفرشيشي مع العاب السيرك والرقصات المتناسقة والمتجانسة التي صنعها محمد الدجبي وتماهت الحركة مع النوتات الموسيقية التي انسابت من الات عازفي الاوركستر السمفوني التونسي. فكانت الرحلة الى عالم سرمدي مبهر بتقنيات ضوئية مميزة عبر تقنية ثلاثية الابعاد ابدع في تجسيدها لؤي خولي ومروى ولها، ومن يستحضر عالم المتعة حتما يرحل الى الابهار الضوئي والسينوغرافي الذي يصنعه دائما وجود صبري العتروس، كل مقومات الفرجة حضرت من خلال الملابس المتقنة الصنع التي اشرفت عليها ليلى الدجبي وكلمات موسيقية كتبتها عايدة النياطي فولد العرض متكاملا نصا وصورة واداء، عرض يحترم عقل الكبير ويقدم مساحة من الفرح لقلوب الاطفال، لتولد اليس التونسية ساحرة ومقنعة يشارك فيها 73فنان من جميع الاختصاصات.
«أليس» رحلة الطفل والكهل، عمل تمتزج فيه كل معالم السحر والإبهار والإقناع، «أليس» بفستان سماوي جميل ترافق صديقها «ارنوب» في رحلة الى عالم العجائب لتكتشف اسرار وقصص اخرى تنقل الى الطفل الحاضر بأسلوب بسيط وطريقة سردية تتماهى مع الموسيقى واعتماد اللهجة التونسية كان جميلا وبهيا، الاطفال في قاعة الاوبرا شدّهم العرض إلى حدّ الصمت المطلق والانتباه الكلي لما يقدّم على الركح، فكانت اليس جميلة والعرض تتحد داخله كل مقومات النجاح والإبهار.

رحلة «أليس» اتقن صنعها حسام الساحلي وأسامة المهيدي فولد العرض مشحونا بطاقة الحب والفرح، الساحلي اشتغل على ابهار الصورة وتأثيرها في ذهن الطفل المتقبل والمهيدي عمل على بهاء الكلمة واختراقها للقلب فلامسا بذكاء قلب الطفل وعقله وجعلا كل الحضور اطفالا ينبشون داخلهم عن طفولة يتركون لها مساحة لمدة ساعة ونيف تلعب وتمرح وتراقص الفرحة كما تراقص «اليس» صديقها «ارنوب» وتقفز بين الورود وزهور الربيع المنعكسة على الشاشة وكامل القاعة فتشعر انك فعلا في حقول موشاة باجمل الالوان والورود الزكية الرائحة والبهية التشكيل.

«أليس» تفرح الطفل وتشاكس الكبير
لنا الفن كي لا تقتلنا الحقيقة، لنا الفن لنصنع عوالم الفرح واللعب، لنا الفن وسيلة لإسعاد الطفل وايقاظ ملكة السؤال لدى الكبير، لنا الفن لنرقص ونغني ونستمتع ونرسم العالم كما نريده ونخوض المغامرات ونكتشف القصص الخيالية ونرحل ليها بشغف الاطفال وحكمة الكبار هذا ما توفره «أليس» لجمهورها.
«أليس» عرض فرجوي موسيقي مسرحي، عرض تكاملت فيه كل مقومات الابداع التونسية الروح واللهجة انطلاقا من قصة عالمية، «أليس» عرض امتع الاطفال واصطحبهم الى عوالم الخيال فراقصوا الفراشات ولامسوا الالوان والحيوانات الناطقة انطلاقا من تقنيات ثلاثية الابعاد وإقناع الممثلين في تقمص الشخصيات فكان العرض مشحونا بالبهاء والجمال.
«أليس» عرض للطفل والعائلة، يوقظ الطفولة في انفس الكبار يسمح لها باللعب والرقص وفي الوقت ذاته يطرح العديد من القضايا التي نعيشها اليوم باسلوب ساخر وكوميدي فيقدمون النقد مغلفا بالضحكة، في العرض يقدّم الملك فاقدا لصلاحياته غير قادر على اتخاذ القرارات، و»القطة» تحوك الدسائس لتمنع زهرة الحب من الظهور تحاول نشر الفتنة والخوف

والنميمة وصاحب الطربوش «الفنان» تحيط به كل المعيقات يمنع من الغناء والحلم، يجبرونه على الصمت حتى لا يزعج صفاء الملكة، والارنب يمنع من دخول المملكة دون تقديم المال للحارس، كلها شخصيات توجد في الواقع، سخصيات نعايشها ونعايش اثرها في اليومي التونسي قدمت على الركح بنص بلهجة دارجة بسيطة وناقدة تطرح العديد من الاسئلة عن تونس وواقعها وحال الفنان داخلها وكيف تنتشر الفتنة بسرعة عكس طاقة الحب والفرح.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115