وثائقي "بن قردان البنيان المرصوص" لفطين بن حفصية: "انتصرنا ليس بقوة السلاح بل لايماننا بالوطن"

لا تزال اثار الرصاص تظهر للعيان رغم مرور الأعوام لا تزال اصوات الرصاص التي سمعها المواطنون فجر 7مارس تسكنهم

وكأنها حدثت أمس لازالت اصوات المواطنين وهي تهتف باسم تونس موجودة على مواقع التواصل الاجتماعي تذكر متصفحيها ان لتونس رجال ونساء ربما يغضبون من سياسة الدولة وساستها لكنهم لا يسلمون الارض الى تجار الموت، ولازالت ملحمة بن قردان عنوان لفشل داعش في الرقعة الجغرافية الصغيرة التي تسمى تونس.

"بن قردان البنيان المرصوص" هو عنوان الفيلم الوثائقي الذي اعده الصحفي فطين بن حفصية واخرجته سنية النفزي بمناسبة ذكرى الملحمة للتلفزة الوطنية، الفيلم محكم البنيان كتابة واخراجا، يرشح بالحقائق، يكشف وحدة التونسيين ومواطني بن قردان امام "داعش" ويذكّر ان بن قردان لازالت تنتظر التفات السلطة والتنمية.
تونس ارض للحياة لا للموت
التزاما بقضايا التونسيين وتوثيقا للتاريخ ولملحمة اجهاض التوسع الداعشي في تونس يتنزل الفيلم الوثائقي ّبن قردان البنيان المرصوص" من اعداد الصحفي فطين بن حفصية، النص مكتوب بدقّة، صور ووصف يشعر التونسي بالفخر والانتماء لهذه الأرض، نص كتب بكل الحب لدماء الشهداء التي روت ارض بن قردان وكشفت الوحدة بين القوات الحاملة للسلاح والمواطنين في صدّ الهجومي الارهابي.

"داعش" التي نجحت في ليبيا والعراق وسوريا فشلت في تونس، داعش التي ارهبت المواطنين في العديد من الدول ودفعتهم لاخلاء بيوتهم وترك اراضيهم فشلت في "البليدة" اقصى الجنوب الشرقي لتونس وتمسك المواطنين بمنازلهم ووطنهم وعوض ان يكونوا حزام مدني يساند الارهابيين كما اعتقدوا اصبحت معركة الشارع بحزام مدني شعبي يدعم القوات الحاملة للسلاح من جيش وشرطة وحرس "الحزام الشعبي شتت تركيز الارهابيين، كانوا يعتقدون ان المواطنين سيدعمونهم فخيبت امالهم ولقوا العكس، كانوا يبحثون عن حاضنة شعبية لهم، فأصبحت الحاضنة الشعبية سند القوات الحاملة للسلاح" كما جاء في تصريح مصطفى عبد الكبير رئيس المرصد التونسي لحقوق الانسان في الفيلم.

في الفيلم الوثائقي جمع الصحفي فطين بن حفصية بحرفية العديد من الشهادات لمسؤولين وقيادات امنية وحوار للحبيب الصيد الرئيس الحكومة في تلك الفترة وامال القرامي ومحمد نظيف ومصطفى عبد الكبير بالإضافة الى مواطني بن قردان، شهادات متنوعة للحديث عن الحقائق وإعادة تجسيدها من خلال صور المعركة.
في الفيلم امتزج النص المكتوب بوطنية مع شهادات حية لامنيين وجنود شاركوا في الملحمة فانسابت الحقائق مثيرة تشد انتباه المتفرج وتزيده فخر الانتماء لرقعة جغرافية تغلبت على الفكر الداعشي وأسلحته المتطورة "ربحنا المعركة ليس لقوة سلاحنا بل لإيمان الجندي بوطنه وروحه القتالية العالية، كسبنا المعركة لأننا نؤمن ان ليس لهم مكان في تونسنا" كما يقول رائد بالجيش الوطني من المشاركين في ملحمة بن قردان.

بن قردان دحرت داعش ولازالت تنتظر التنمية
"بن قردان البنيان المرصوص" هو عنوان الفيلم الوثائقي وفي السينما للعنونة قيمتها لأنها تكون الصورة الخارجية للمضمون، واختار بن حفصية عنوان يرمز الى تماسك اهل المدينة كما البنيان الواحد، تماسك المواطنين مع الامنيين انقذ البناية من السقوط، وكلمة "مرصوص" تحيل الى الوحدة الحقيقية ففي الملحمة كان الحزام الشعبي والقوات الحاملة السلاح كما الحجارة المتراصة متماسكة وقوّية عجزت اسلحة داعش وترهيبها عن فكّ هذه القوة لتكون النتيجة النصر "نحن صمدنا، تحدينا وضعنا بين اعيننا فقط علم تونس، ولا وجود لخرقة سوداء ولا لدولة غير الدولة المدنية".

"بن قردان البنيان المرصوص" تتجول الكاميرا في الشوارع والبيوت والمسالك الصحراوية لتعيد تجسيد الاحداث وإعادة تركيب الصور الى المتفرج، توثيق للمعركة وحديث عمن افتدوا الارض بالدماء، الكاميرا تكون عين المشاهد لينتقل الى البليدة يعرف طرقاتها ومسالكها ويتجول في ربوعها متبعا الخط الهجومي الذي انطلقت منه اولى رصاصات الارهابيين منذ 2مارس، ومع سقوط اول شهيد وارتفاع شعار "يا ارهابي صبرك، بن قردان تحفر قبرك" ثم شعار "تونس حرة حرة والارهابي على بره تأكدنا ان لا مكان لهم على ارضنا" حسب تعبير الاستاذة امال القرامي مضيفة ان فشل داعش في بن قردان غير الخارطة الخغرافية للتنظيم الذي توجه الى النيجر والتشاد بعد فشله في شمال افريقيا.
ملحمة 7مارس 2016 ملحمة البطولة وانتصار التونسيين على قوات داعش وفكرة الموت، هي انتصار للحياة والوطن سقط فيها 20شهيدا من امنيين وعسكريين ومواطنين، الروح القتالية والانتصار للارض كانا الدافع الاول للانتصار وبعد مرور اعوام من الملحمة لازالت بن قردان تنتظر نصيبها في التنمية، ولازال ابنائها يشعرون بالتهميش لعدم التفات السلطة الى منطقتهم الحدودية، في الفيلم تنقل الحقيقة ويتحدث المواطنين والباحثين بتلقائية امام الكاميرا مؤكدين على ضرورة انجاز مشاريع تنموية في بن قردان حتى تستطيع الدولة الحفاظ على ابنائها عوض التفريط فيهم الى قوى ارهابية تستقطبهم مقابل المال كما حدث في مرات سابقة. 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115