محسن مرزوق يعلن عن نشر كتابه «جنازة مشمسة» للشهيد شكري بالعيد: هذا موقفي من الأوضاع التي تعيشها تونس منذ 2011 وهذه المقترحات التي تقدمت بها من أجل اصلاح البلاد

انتظمت أمس الأول بدار السلامي بصفاقس ندوة صحفية للسيد محسن مرزوق للاعلان عن نشر كتابه الجديد في الذكرى الثامنة

لرحيل الشهيد شكري بالعيد حيث حمل هذا الكتاب عنوان «جنازة مشمسة» وهو مراوحة بين الشعر والنثر تحدث فيها عن العلاقة الوطيدة بين الطرفين بالإضافة الى عدم نسيان حقيقة عملية اغتياله ومواصلة النضال من أجل الحرية والعدالة في تونس. مرزوق أكد في حديثه لـ«المغرب» أنه تربطه علاقة صداقة وأخوة بينه وبين الراحل شكري بالعيد منذ قديم الزمان بالرغم من اختلاف التوجه السياسي الذي يصب في خانة واحدة وهي الدفاع على تونس وشعبها من أجل فرض الحريات والعدالة الاجتماعية والتي تبقى نقطة تشابه بين الطرفين في النضال، مرزوق أكد أيضا أن ذكرى رحيل الشهيد شكري بالعيد يجب أن يكون احتفال للبلاد التونسية بما أنه وقع اغتياله في وقت كان يدافع على الحقوق وهو يبقى رمزا من الرموز التونسية التي ناضلت من أجل الحريات لكن رأينا العكس يوم السبت الفارط من خلال غلق كل طرق العاصمة أمام المحتجين الذين أرادوا الاحتفال بذكرى الشهيد شكري بالعيد وهذا لا يليق بدولة ديمقراطية تحترم نفسها.
• الشعر والأدب لا يكذبان
خلال تصريحه أكد محسن مرزوق أن الشعر والأدب لا يكذبان لأن كتابته تخرج من الأعماق على عكس السياسة، كما أن اختيار عنوان «جنازة مشمسة» هو دليل على أن جنازة الشهيد شكري بالعيد كانت مشمسة في قلوب كل التونسيين رغم حزنهم العميق نظرا للعدد الكبير الذي رافقه يوم رحيله من مختلف الفئات العمرية. وأضاف مرزوق في حديثه «ربما شكري بالعيد هو أول شهيد سياسي بعد الثورة التونسية ولكن ليس الأول من شهداء الوطن الذين أفنوا اعمارهم من أجل الدفاع على الراية والحريات ولذلك لم أجد أي صيغة أعبر بها عن صدقي العميق إلا بهذا الكتاب من خلال الشعر والنثر الذي كتبته نظرا للعلاقة الجيدة كانت تربطني بالشهيد شكري بالعيد والحقيقة.» ومن بين الرسائل التي قدمها محسن مرزوق في كتابه مقدمة وهي كالتالي «عزيزي شكري، اقدم لك هذه المجموعة في عام الوباء. سنة ارادت الطبيعة فيها أن تبصق في وجه الانسان الاثم الجاهل الجشع. لعنة جمدت حركته ثم زعقت بدون صوت ليسجد على ركبتيه ينظر لذاته أمام مرآة ذاته الحقيرة. كان عقابها بسيطا وجهنميا. دست له فيروسا ميكروسكوبيا اوقف ألاته ومصانعه وطائراته وبوارجه وحواسيبه وحولته من صياد الي صيد. أجبرته أن يعود مثل أي حيوان من حيواناتها لوضعه البدائي الأول يكافح من أجل البقاء بعد أن تصور أنه صار إلاه الكون».
«عزيزي شكري، لقد كانت بداية التزاماتنا الأولى بقضايا الشأن العام موقف ضد هذا الانسان الظالم بالتحديد. ظالم أخيه الانسان بالقهر الطبقي والاجتماعي. ظالم المرأة. الانسان حبيب الظلام عدو الحياة كما لعنه أبو القاسم الشابي. وكان التزامنا هو الوقوف الى جانب المظلوم وهدفنا تفكيك منظومة الظلم بأيديولوجيتها وقبحها وعنفها ودولتها. لذلك منذ عرفتك ونحن تلاميذ في المرحلة الثانوية كنا نتقن بعد الربط بين النضال ضد الظلم في بلادنا ومحاربته في العالم. فقضية الانسان هي ذاتها. كنا وطنيين وأمميين. أنا أحاول البقاء كذلك طالما حييت، اما أنت، فإلى جانب حياتك فقد صيرت استشهادك شعلة وطنية أممية. فالانسان هو ذاته. الظالم هو ذاته والمظلوم هو ذاته. والشهيد هو ذاته. مهما اختلفت الأزمنة والأوطان. حتى الفيروسات هي ذاتها عزيزي...».
• الموقف السياسي
في حديثه لـ«المغرب» أكد محسن مرزوق أنه يجب المرور للجمهورية الثالثة في تونس لما تعيشه البلاد من وضع مترد وعلل ذلك بالانقسامات الحاصلة صلب الثالوث الحاكم، وأضاف مرزوق في تصريحه «الكل يعلم أن المرحوم الباجي قائد السبسي هو من وضع السيد يوسف الشاهد في الحكم ورأينا بعد ذلك التقلبات الحاصلة حيث انقلب السحر على ساحره من خلال وضع اليد في اليد مع شخصيات أخرى مما أدى إلى انقسام في الطبقة الحاكمة وهو ما كبل مواصلة تسيير الدولة. تونس اليوم لا تختلف كثيرا على ذلك العصر بما أن الرئيس قيس سعيد عين رئيس الحكومة هشام المشيشي لتولي دواليب رئاسة الحكومة لكننا رأينا صورة أخرى تقريبا مشابهة لفترة حكومة الشاهد وهو ما يؤكد على أن البلاد تسير في نفق مظلم والحال أننا نعيش اليوم في وباء وجب التصدي له وكثرة الفقر نتيجة غلاء المعيشة والبطالة التي تتكاثر يوما بعد ويوم وغياب استراتيجية اقتصادية قوية تنقذ البلاد مما فيه اليوم. حتى أن حرية التعبير أصبحت مهددة اليوم نظرا للأحداث التي حصلت في الفترة الأخيرة وأنا سعيد اليوم بخروج بعض الشخصيات للاحتجاج على مطالبها في كنف الاحترام وبعيد عن أي أعمال تخريبية أو مهينة لأن حرية التظاهر يجب الحفاظ عليها في كنف الاحترام المتبادل بين جميع الأطراف».
• أهم المقترحات
أكد محسن مرزوق أنه هنالك عديد المقترحات التي تقدم بها منذ فترة من أجل الخروج بالبلاد من هذا المأزق الذي تعيشه وهو بعث حوار وطني لإنقاذ البلاد وليس انقاذ الأحزاب مثلما حاصل هو اليوم من أجل توفير حلول عاجلة على المستوى الاقتصادي نظرا لما تعيشه البلاد من ظرف اقتصادي صعب وثانيا التركيز على موضوع الوباء الذي انتشر بصفة كبيرة في البلاد من خلال التركيز على الصحة، كما طالب مرزوق في مقترحاته أن يدير هذا الحوار المنظمات الوطنية مثل الاتحاد العام التونسي للشغل الذي تقدم بدوره الى رئيس الجمهورية بهذه المبادرة في شهر جوان الفارط لكنها لم تجد الصدى من عدة أطراف. وأضاف مرزوق «صحيح أنه لا يجد اليوم شهداء سياسيون لكن هنالك شهداء من المؤسسات الأمنية والعسكرية وهو ما يؤكد أن تونس يلزمها المرور للجمهورية الثالثة من خلال الاعتماد على مقترح نظام الحكم الرئاسي الذي يتماشى مع البلاد وليس نظام برلماني قسم تونس الى مجموعات وأحزاب تحارب من أجل السلطة مثلما نشاهد اليوم بما أننا لم نشاهد اي تقدم بعد 10 سنوات من حكم النهضة في وقت كان أملنا تطوير هذه البلاد وكانت ثورتنا في 2011 ضد نظام بن علي وليس ضد الدولة. تقريبا هذه أبرز المقترحات التي تقدمت بها وأتمنى أن يقع النظر فيها لأنها مهمة لمستقبل تونس وشعبها بعيدا عن الأحزاب».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115