اختتام مهرجان قفصة للفرجة الحية: دورة أوفت بوعودها، والقنوات التلفزية، تتوخى سياسة النعامة ...

بسهرة تكريم المبدعين والفرق المسرحية المشاركة من تونس والجزائر ومصر، أسدل الستار على فعاليات النسخة الرابعة لمهرجان قفصة للفرجة الحية. التي أوفت بوعودها، رغم الغياب الاعلامي، وخاصة من حيث التغطية التلفزية التي تتوخى سياسة النعامة. وهو ما حدث قبل مدة مع مهرجان

الفروسية والتراث، والمهرجان الدولي لمسرح الطفل بأم العرائس، ويحدث الان مع مهرجان قفصة للفرجة الحيّة.

ورغم هذا الغياب الذي اصبح ممنهجا كلما تعلق الامر وكما اشرنا بما هو فني وجمالي، وثقافي وابداعي، فان هذا المهرجان الذي بدأ يخطو بثبات نحو الدولية، قد انطلقت فعالياته منذ يوم 6 ماي الفارط مسجلا وضمن فقرات دورته الجديدة مشاركة مراكز الفنون الدرامية والركحية بقفصة ومدنين وصفاقس والكاف، وفرقة مسرح الناقوس بالاغواط (الجزائر) ومركز الحرية والابداع بالاسكندرية (مصر) الى جانب المسرح الوطني الذي شارك بعملين مسرحيين الاول «K.O» والثاني «العنف» في الاختتام للثنائي الفاضل الجعايبي وجليلة بكار بمشاركة عدد من الممثلين (فاطمة بن سعيدان وجليلة بكار ولبنى مليكة ونعمان حمدة وأيمن الماجري ونسرين المولهي وأحمد طه حمروني ومعين مومني) وهذا العمل الذي أوغل في عالم الجريمة بكل ما فيه من عنف وقساوة، من انتاج المسرح الوطني.
العنف.. أسبابه وتداعياته..

«هنا، رائحة العنف لا تُطاق.. ولكنها رائحة وجب علينا التوقف عندها لتقصي معاني هذا العنف ولتحليل دوافعه وأبعاده، فأن تقتل امرأة زوجها، أن يذبح واحد منا صديقه من الوريد الى الوريد، أن ترمي أم بابنها بين ألسنة النيران، أن تلقي مجموعة من التلاميذ بأستاذتهم من الطابق الأول متسببين في وفاتها، كلّها جرائم نعيش على وقعها يوميا وتتطلب منا التساؤل حول الوحوش الكامنة فينا، وكيف تتحرر هذه الوحوش من قيودها لتطلق عنان السوء المتخفي في دواخلنا.»

حول هذه التيمة التي تنازعت فيها قيم الإنسان مع قيم التوحش، دارت أحداث مسرحية «العنف»، وقد كانت طاقة هذه المسرحية على الازعاج والدفع بالمتفرج الى حافة هاوية السكون والتوازن هي نقطة قوتها الأبرز، ففي «عنف» لا مجال لنصف الكلمات ولنصف المواقف، فالركح قاتم والأجساد ثائرة والفم حاد لا يخشى قول «العنف»، فهو من صلب واقعنا اليومي، قد نرفض مشاهدته، وقد نرفض مجرد التعليق عليه، لكنه قائم الذات في شوارعنا وفي بيوتنا ولا مجال للفرار منه.

ولاول مرة يشارك شباب المسرح من ولايات قفصة وتوزر وقبلي، خلال هذه التظاهرة المسرحية والفرجوية بتقديم جملة من عروض «فنون الشارع» بمدن الحوض المنجمي. ولان لكل بداية نهاية، فقد كان الاختتام بنزل الاقامة حيث تم تنظيم سهرة متعددة الفقرات حضرت فيها الموسيقى والاغاني المختلفة. وتم خلالها تكريم الفنان المسرحي: الفاضل ﭭلنزة الذي اقترن اسمه بعديد الاعمال المسرحية الهامة التي انتجتها بالخصوص فرقة مسرح الجنوب بقفصة، وايضا الفرق المسرحية المشاركة من تونس والجزائر ومصر. وقد أوفت هذه الدورة بوعودها، رغم بعض الهنات المتعلقة بتأخر مواعيد الانشطة الفكرية والعروض المسرحية عن هذه التظاهرة رغم توجيه هيئة التنظيم دعوات رسمية الى عديد الجمعيات والمسرحيين.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115