اشارة... حزم المجتمع المدني ينقذ لوحة زبير التركي: لا مهادنة أو مداهنة.. بعد اليوم !

«وما في الشجاعة حتف الشجاع، ولا مدّ عمر الجبّان الجُبن» وفاء لحكمة هذا البيت الشعري، هبّت الجموع واصطفت الحشود في تنديد، في تقريع، في تأنيب... لأصحاب الفعلة «الجاهلة» التي تجرأت على إزالة منحوتة من الحديد الناتئ للرسام الرّاحل زبير التركي من على جدار واجهة مركز البريد بصفاقس تعود إلى سنة 1961.

وهذه المرّة، لم تضع هذه الأصوات هباء ولم تتبخر هذه الاحتجاجات في الهواء ككل مرة، حيث وقع إجبار أولي الأمر على مراجعة أمورهم وإعادة حساباتهم التي آثرت لوحة إشهارية على جمالية لوحة فنية !
وقد أفادت المندوبية الجهوية للثقافة أنه «تم عقد جلسة عمل، مؤخرا، جمعت كلاّ من المندوبية الجهوية للثقافة بصفاقس ربيعة بلفقيرة ولطفي الحلاوي المدير الجهوي للبريد وقع خلالها تدارس ما قامت به إدارة البريد بصفاقس من تركيز للافتة إشهارية على حساب عمل فني إبداعي تاريخي للفنان «زبير التركي» على واجهة المقر المركزي للبريد في صفاقس وبالتنسيق مع معزّ شقشوق مدير عام الديوان الوطني للبريد وقع الاتفاق على إزالة اللوحة الإشهارية في الأيّام القليلة القادمة كما ستقع دعوة مختصين بالتعاون مع وزارة الثقافة لصيانة هذا العمل الفنّي..».

هذا التراجع عن إزالة هذا العمل الفني وحجب هذا الأثر الإبداعي يعود الفضل فيه إلى إصرار المجتمع المدني وأهل الثقافة والفن و المهتمين بالشأن الثقافي عموما، موعظة حسنة لمن يتعظ وعبرة جديرة بالنسج على المنوال ضدّ كل مظاهر الاعتداء أو المس من فنّنا أو ثقافتنا أو تراثنا أو آثارنا ...حتى يبقى لنا الوطن جميلا كما نراه ولذيذا كما نشتهيه .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115