هويتنا الدينيّة: أئمة صلاة التراويح بالمساجد والجوامع التونسية (2)

(3) إبراهيم الجمل الصفاقسي:
هو إبراهيم بن أحمد الجمل الصّفاقسيّ الكفيف. مقرئ، مجوّد، فقيه، محدّث، متفنّن في اللّغة متقن لها.

ولد بصفاقس، وأخذ علم القراءات وسائر العلوم عن الشّيخ عليّ النّوريّ بصفاقس. رحل إلى جامع الزّيتونة، وأخذ عن علمائها، من أشهرهم الشّيخ ساسي الجبالي المقرئ.
تصدّر للتّدريس، وتخرّج على يديه كبار العلماء، من أشهرهم: أحمد عجاج القيروانيّ، وحمّودة العامريّ، وعليّ سويسيّ، ومحمّد الخضراوي، ومصطفى الإزميرليّ، ومن أشهرهم أيضا: محمّد الوزير السّرّاج صاحب الحلل السّندسيّة، وقد طلب الشّيخ من تلميذه هذا أن يصنع له حروفا من الشّمع كي يتعرّف عليها باللّمس، محقّقا سبقا على لويس براي بنحو مائة وخمسين سنة. وكان الشّيخ ملازما لرواية الحديث النّبويّ، على مدار أيّام السّنة قبل صلاة الصّبح بمسجد سوق الفلقة، كما كان من عادته رحمه الله تعالى أن يصلّي التّراويح كلّ ليلة برواية. توفّي رحمه الله تعالى بتونس، سنة 1107هـ/1695م، ودفن بمقبرة الزّلاّج.
من آثاره: تثمين للبردة. تخاميس للبردة. جامعة الشّتات في عدّ الفواصل والآيات. شرح الخزرجيّة، في العروض. كتاب في الوقف، أي الوقف القرآنيّ. نظم في «كلاّ» وكيفيّة الوقوف عليها. نظم كتاب النّشر في القراءات العشر، لابن الجزريّ..

(4) محمّد ناجي:
هو الشّيخ الحافظ المتقن محمّد بن أحمد ناجي. ولد في مدينة بني خيار حوالي سنة 1887م، وأقبل على حفظ القرآن في صغره، ثمّ اتّخذ دكّانا لتعليم القرآن الكريم، وتولّى إمامة الخمس والتّراويح في جامع البحيرة، كما صلّى التّراويح في زاوية سيدي ابن عيسى. وكان صاحب حافظة قويّة، إذ يحكى أنّه دخل السّجن ظلما أكثر من تسع سنوات، فلمّا أطلق سراحه – وصادف ذلك بداية شهر رمضان – طلب منه المصلّون أن يصلّي بهم التّراويح، فاعتذر بأنّه لم يكرّر القرآن منذ أكثر من تسع سنوات، ولكن لمّا ألحّ عليه السّيّد محمّد بوتيتي تقدّم إلى الصّلاة فلم يتعثّر في حرف من حروفه. من تلاميذه الصّادق الظّريف، وعثمان الحمّامي، ومحمّد قرويّة، ومحمود قرويّة، والمولدي هويسة... توفّي سنة 1957م.

(5) محمّد (شهر: فرَج) سعيِّد:
هو الشّيخ المؤدّب محمّد بن عليّ سعيّد، المعروف عند النّاس باسم «فرج». ولد في مدينة «بني خيار» (ولاية نابل)، وأقبل على كتاب الله حفظا وتجويدا، ثمّ تابع دروس جامع الزّيتونة، وتخصّص في القراءات، حتّى تخرّج في رتبة مدرّس آفاق. رجع إلى بلده، وتولّى التّدريس وتعليم القرآن في جامع سيدي مسعود، ثمّ فتح سقيفة داره بنهج الجامع الكبير للتّعليم ولخياطة البرانص. كان الشّيخ ذا صوت شجيّ عذب، يصلّي التّراويح في زاوية سيدي عبد القادر، وكان متقنا للمقامات العربيّة والتّونسيّة على وجه الخصوص، فكان يسرد قصّة المولد في المناسبات الدّينيّة وغيرها. من تلاميذه: الشّيخ عليّ الاصرم، المدرّس بجامع الزّيتونة. توفّي الشّيخ سعيّد في شهر ذي الحجّة 1363هـ/ ديسمبر من سنة 1944م.

يتبع

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115