إعدادية بئر الباي - قاعة «الطيب الوسلاتي» للمسرح: لنا المسرح لنلون أحلام التلاميذ ونرشدهم إلى الأمل

المسرح مطية للنقد والحلم، المسرح فعل مقاومة مستمر هو تعليم التلاميذ كيفية المطالبة بحقوقهم وتعريفهم بحقوقهم الكونية،

المسرح عنوان للمواطنة وتدريس المسرح في قاعة مميزة وسيلة لتحبيب التلميذ في المادة ومساعدته على الخلق والإبداع. واختيار اسم الطيب الوسلاتي اسما للقاعة كان الهدف منه تعريف التلاميذ برواد الفن الرابع في هذا الوطن ممن دفعوا سنين كثيرة من حياتهم خدمة للمسرح وللفن وللحياة.

واحتفاء بالمسرح والحياة تحتفي المدرسة الاعدادية ببئر الباي ببن عروس بتدشين قاعة الفن المسرحي في الايام القادمة، قاعة زوقت وأخرجت من بياضها الصامت لتصبح صاخبة بالألوان والفنّ، قاعة ستكون حاضنة للفكرة المتمردة والأداء المسرحي الناقد تحت اشراف الاستاذ صامد الميعادي.

قاعة الطيب الوسلاتي «شعارنا نحلموا بالكبير»
الفن مطية للتمتع بالمواطنة، الفن وسيلة يتعرف بها الطفل التلميذ على حقوقه ويكتسب مواطنته ويكون مواطنا قادرا على التمييز بين الحق والواجب، بالمسرح والفنون تبنى شخصية الطفل التلميذ ويعتدل تفكيره، من خلال ممارسة المسرح يشعر التلميذ أنه جزء من هذا الوطن يعرف جيدا مصلحته الخاصة والعامة ويستطيع التمييز بين ما ينفع الوطن وما يضرّه، بالفنون تبنى شخصية الطفل وتصقل افكاره وتبنى أحلامه هذا هو الهدف من فكرة انجاز قاعات لتدريس المسرح والفنون في المؤسسات التربوية.

تنطلق الفكرة عادة من استاذ مادة التربية المسرحية المؤمن بقدرة المسرح على التغيير، تولد من فكر استاذ يؤمن بالتجديد ويبحث عن الافضل في تدريس المادة المسرحية، استاذ يعرف انّ المسرح فنّ وفكرة متمردة وتواقة الى الحرية ولا يكتفي بتدريس المادة بالطريقة التقليدية وانجاز عدد الساعات فقط وإنما يبحث عن الجديد، يبحث عن فضاء جميل يحتضن ابداعات التلاميذ وأستاذ التربية المسرحية بإعدادية بئر الباي صامد الميعادي يؤمن بأنّ المسرح فعل مقاومة وممارسته عبارة عن ممارسة الحياة والانخراط في تفاصيل الحلم داخلها وفي هذا الاطار ولدت قاعة «الطيب الوسلاتي للفنون».

قاعة تحمل اسم علامة من علامات الفعل المسرحي بتونس، الراحل الطيب الوسلاتي الذي قدم الكثير للفن المسرحي بتونس لذلك سيظل اسمه محفورا في ذاكرة كل محبي المسرح وممارسيه وسيحفر أيضا في ذاكرة تلاميذ إعدادية بير الباي الذين سيستغلون القاعة للعب والإبداع.

الوان مبهرة، الازرق السماوي عنوان المكان، القاعة البيضاء الصامتة اصبحت صاخبة بالألوان والرسومات التي ابدع في تجسيدها مجموعة من فناني جمعية فني رغما عني» الذين انخرطوا منذ عامين تقريبا في حملة تزيين قاعات العروض المسرحية والفنية في المؤسسات التربوية ضمن برنامج «نحن هنا».

الازرق عنوان للحلم، لون مريح ويشجع على الإبداع الجدران البيضاء اصبحت لوحة فنية تماهت داخلها الاشكال والرّسومات، هاهي القارة الافريقية بكل تفاصيلها تحضر على الحائط لتذكر التلاميذ بالانفتاح والاختلاف ونبذ العنصرية، القاعة البيضاء الصمّاء اصبحت موشاة بألوان مميزة تشجع التلميذ على الخلق والإبداع.

نحن هنا...لازال للحلم نصيب
كان انجاز قاعة العروض المسرحية «الطيب الوسلاتي» بإعدادية بير الباي وتزويقها فكرة انطلقت من استاذ المادة المسرحية صامد الميعادي ثم تماهت الافكار والرؤى بين جمعية فني رغما عني وجمعية برج السدرية الغد والمندوبية الجهوية للتربية ببن عروس والإطار التربوي بالإعدادية والسيد مراد العمدوني الذي طالما كرر عبارة «نشجع كل المبادرات الهادفة لإرساء الفعل الثقافي في المؤسسة التربوية».

انجاز قاعة للعروض المسرحية حسب الاستاذ صامد الميعادي كان الهدف منه تربويا بالأساس باعتبار ان التلميذ هو محور العملية التربوية.

انجاز قاعة للتربية المدرسية بذلك الشكل من التزويق لبنة للإبداع وحلقة اخرى لنشر حب الفن عند التلاميذ وهو فرصة اخرى ليتعلم الطفل المسرح ويقبل عليه بدافع الحب لا الدراسة فحيب هي مبادرة اخرى من مبادرات جمعية «فني رغما عني» لمنح التلاميذ الفرصة للتمتع بحقوقهم والدفاع عنها من خلال تنمية حس المواطنة لديهم والإيمان بوطن يتمتع فيه الناس بحقوقهم الثقافية كما أنها فرصة لتحقيق لامركزية ثقافية وتوزيع عادل للمادة الابداعية بين الجميع، كما انّ انجاز قاعة للتربية المسرحية سيقدم فرصة لتبادل الخبرات الفنية والتكوينية من خلال احتضان الورشات التكوينية وحلقات النقاش بخصوص المسرح والفنون عامة وهو ما سيعزز قدرة التلميذ على الحوار والنقاش.

«نحن هنا» هو اسم المشروع الذي تنضوي تحته اشغال تزويق القاعات الفنية في المؤسسات التربوية، نحن هنا فرصة لنشر ثقافة الحياة والجمال، نحن هنا مطية لتقديم الحقوق الثقافية والدفاع عنها، نحن هنا فرصة للتغير ولاكتساح المؤسسات التربوية ثقافيا وفكريا.

«نحن هنا» مشروع انطلق منذ عامين تقريبا، انطلق من المدرسة الاعدادية دوار هيشر ثمّ انتشرت عدوى الفنون في اكثر من ولاية، منوبة وتونس والقصرين وتوزر ونابل، مؤسسات تربوية اغلبها موجودة في مناطق تعيش تهميشا اجتماعيا وثقافيا وكان بعث مثل هذه القاعات فرصة للتلميذ ليتصالح مع الفنون ويمارسها علّ هذه القاعات تكون حاضنة الابداع الاولى لتلاميذ واطفال اجبرتهم الجغرافيا على البعد عن المركز.

و«نحن هنا» كما يقول المشرفون عليه «ليس مشروعا تحدّده عوامل مكانية و زمنية ، نحن هنا مع برنامج موسّع يفتح ذراعيه على محاور اساسية عل غرار التكوين والتدريب والتزويق والتأثيث والانتاج والتوزيع والتحسيس والتوعية واتاحة الفرص لدخول المواهب الصاعدة لمجال الاحتراف والمهنية» ونحن نرسو هنا هذه المرة بعد جولة في ربوع الوطن في اعدادية بئر الباي ببن عروس ولكن لبنات الإبداع لازالت متواصلة ومشوار الحلم لم يكتمل بعد.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115