في إطار الدورة 40 للمؤتمر العام لـ«اليونسكو»: تنويه بتجربة تونس في الإصلاح الثقافي

في إطار الدورة 40 للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، تستضيف “اليونسكو” أكبر

منتدى لوزراء الثقافة منذ انعقاد المؤتمر الدولي الحكومي للسياسات الثقافية من أجل التنمية في عام 1998.

ويتيح هذا المنتدى لوزراء الثقافة الفرصة أمام أكثر من 107 وزيرا لمناقشة الدور الذي تضطلع به الثقافة في مجالي السياسة العامة والتنمية المستدامة.

وتشارك تونس في منتدى وزراء الثقافة باليونسكو بوفد متكون من وزير الشؤون الثقافية الدكتور محمد زين العابدين والسيد غازي الغرايري سفير تونس الدائم لدى منظمة «اليونسكو» والسيد فوزي محفوظ المدير العام للمعهد الوطني للتراث والسيد مهدي النجار مدير عام وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية والسيدة فائقة العواني مديرة التعاون الدولي والعلاقات الخارجية بوزارة الشؤون الثقافية والسيدة سيماء المزوغي المكلفة بالإعلام والاتصال بالديوان.

وألقى د. محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية خلال فعاليات منتدى وزراء الثقافة، كلمة أكد فيها على مقاربة الإصلاح والتجديد للسياسة الثقافية الوطنية بتونس التي تعتمد على أهداف تحملها برامج وطنية وهي خمسة برامج «تونس، مدن الفنون، «تونس، مدن الحضارات»، «تونس، مدن الآداب والكتاب»، «التجديد الثقافي الرقمي والمبادرة الثقافية الخاصة» «جيل جديد من المبدعين الشبان و المستثمرين في مجال الثقافة و التراث». كما اعتمدت سياسة الإصلاح الثقافي على البرامج الثقافية الخصوصية وهي خمسة برامج تهتم بـ«الثقافة الجزرية» و«الثقافة ما بين الحدود» و«الثقافة العمالية» و«ثقافة الصحراء والجنوب» و»الثقافة التضامنية و الاجتماعية».

في حين تتولى برامج القيادة و المساندة مرافقة البرامج الوطنية والخصوصية من خلال توجه استراتيجي يهتم بالتشريع الثقافي فالصناعات الإبداعية و الثقافية فالاقتصاد الثقافي الإجتماعي والتضامني فالديبلوماسية الثقافية فالإدارة الثقافية الالكترونية والحوكمة المفتوحة... وتنفيذا لهذه التوجهات الاستراتيجية التي تعنى بتجسيم الدمقرطة والحقوق واللامركزية والمواطنية والديمقراطية الثقافية العمومية، عملت الوزارة على اسناد عمل الجمعيات الثقافية ومبادرات المجتمع المدني الثقافي و هي موجهة لتعميم ثقافة الحق الثقافي وتجسيم ثقافة القرب والأحياء. لذا، انطلقت وزارة الشؤون الثقافية منذ ثلاث سنوات في مقاربة كمية تقوم على مؤشرات التنمية و الجودة الثقافية تحققت معها نتائج مهمة، تعمل الوزارة على تطويرها سنة بعد سنة. و منها تضاعف عدد الأنشطة الثقافية بتونس من 27000 نشاط سنة 2016 إلى 1300000 نشاط سنة 2019 كما تضاعفت الميزانية من 27 مليون دينار سنة 2016 إلى 75 مليون دينار سنة 2019. وتضاعف عدد الجمعيات الحاصلة على دعم في نفس الفترة من 300 جمعية إلى 1400 جمعية و تضاعفت قيمة التمويل من 1 مليون دينار إلى 12 مليون دينار. أما صندوق التشجيع على الإبداع الادبي والفني فقد تضاعف من 60 عملا فنيا إلى 380 عمل فني هذا فضلا عن تضاعف الميزانية المرصودة له ثلاث مرات . كما اهتمت السياسة الوطنية بإحداث المؤسسات الثقافية الكبرى، مسرح الأوبرا و المتحف الوطني للفن الحديث و المعاصر و المركز الوطني لفن العرائس و مركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي وقصر الآداب والثقافة و الفنون «القصر السعيد» ومركز تونس للاستثمار الثقافي ومركز تونس الدولي للحضارات و مدارس عديدة في اختصاصات الإنسانيات. يضاف الى هذه الاحداثات مؤسسات جهوية للثقافة والمكتبات ارتفع عددها إلى ثلاثين لتصبح الشبكة الوطنية للمرافق الثقافية تتكون من 700 مؤسسة ثقافية بين الجهات في حين بلغ عدد المهرجانات المحلية و الجهوية والوطنية والدولية التونسية 800 مهرجان بعد أن كان 400 مهرجان في 2016. علاوة على تعميم معاهد الموسيقى و مراكز الفنون الدرامية في كل الولايات. كما تم إحداث أصناف جديدة من المهرجانات ، على غرار ايام قرطاج السينمائية وأيام قرطاج المسرحية ، لتشمل كل الفنون من فن معاصر وشعر وكوريغرافيا وخزف فني و هندسة معمارية، وأصبح لتونس 16 مهرجانا دوليا قطاعيا بعد أن كان العدد في حدود 6 مهرجانات سنة 2016 ...كما أحدث تظاهرات وطنية قطاعية لتحتفي بالإبداع الوطني من خلال المهرجان الوطني للسينما التونسية والمهرجان الوطني للمسرح التونسي و موسم الموسيقى التونسية والمعرض الوطني للكتاب التونسي لتشجيع الإبداع الوطني و التحفيز على خلق سوق وطنية للثقافة والآداب....تصور جديد لسياسة نتائجها تعدد وتحلل و تقيم و تطور بحسب دراسات قطاعية واضحة المناهج و الأهداف الاستباقية. كما شهد قطاع التراث نقلة كبرى بتقديم الوزارة و مندوبية تونس لدى اليونسكو عديد الملفات لتسجيلها على لائحة التراث العالمي لليونسكو وهي «فخار سجنان» و«جزيرة جربة» و«شرفية قرقنة» و«قصور تطاوين»....

ويتيح منتدى وزراء الثقافة الفرصة أمام أكثر من 107 وزراء لمناقشة الدور الذي تضطلع به الثقافة في مجالي السياسة العامة والتنمية المستدامة، كما ركز الوزراء في نقاشاتهم على الحلول التي يمكن أن تقدمها الثقافة لمواجهة التحديات الراهنة، وإرساء أسس السلام والنهوض بتعليم جيد وإيجاد فرص عمل وإحداث التغيير على الصعيدين الاجتماعي والحضري.

منتدى وزراء الثقافة، ينظم لأول مرة منذ 21 عاما، حيث يجتمع الوزراء من جميع أنحاء العالم لمناقشة أهمية الثقافة وصلتها بالتنمية.

ويعزز هذا المنتدى، دور السياسات الثقافية في خلق مستقبل مستدام للجميع في كل مكان، حيث يأتي في إطار المؤتمر العام لــ «اليونسكو»، الذي انطلق يوم 12 نوفمبر 2019، ويستمر إلى 27 نوفمبر الجاري، وذلك حتى يكون بمثابة مختبر أفكار عالميّ لدراسة اتجاهات جديدة متعددة الأطراف في إطار سلسلة من القضايا الملحة التي تتراوح من التعليم العالي إلى الذكاء الاصطناعي، والمنتدى، واحد من الفعاليات التي سطرتها المنظمة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115