لا تختزل في الفصل بين الدولة والمؤسسة الدينية، بل تعني بالأساس الاستقلالية الوظيفية والمؤسساتية للأنشطة الاجتماعية بما ينجر عنه تراجع الجاذبية الاجتماعية للدين، فكل دين مهما كان، يدعي لنفسة صفة معيارية تنظيمية، يدخل بالضرورة في تعارض مع عقلنة تنظيم الأنشطة الاجتماعية في المجتمع الحديث. لا وجود لدين بطبيعته متأقلم أم لا مع هذه العقلنة. الإسلام السياسي زاد من توتر علاقة الإسلام بالحداثة.
وربما نذهب أبعد من ذلك بالحديث عن علمنة داخلية للدين تتمثل بالأساس في فردنة التدين وفي القبول بالتعدد الديني في إطار المساواة. بالإضافة إلى نوع من عقلنة النشاط الديني في إطار علاقته المتشابكة بالمجتمع وبالسياسة. حيث أصبح الفعل الديني أحيانا في حاجة إلى أطر وإلى ممارسات علمانية أو لائكية للتعبير عن ذاته. في هذا السياق يمكن أن ننزل تجربة التنظيم النقابي للأئمة أو...