في الموسم الجديد لمركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف: اهتمام بالتكوين المسرحي... و«القادمون» في العاصمة

إن كان مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف هو الوريث الشرعي لإنجازات فرقة الكاف

التي شكلّت علامة فارقة في تاريخ المسرح التونسي فلا شك أن رهانات المركز اليوم هي الوفاء لهذا التاريخ العريق في عشق الفن الرابع ممارسة وعقيدة والمراهنة على الارتقاء بمستويات التعبير فكريا وفنيا وخلق مقاربات مسرحية وجمالية جديدة... في هذا السياق جاء البرنامج العام للتكوين بمركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف خلال الموسم الثقافي 2018 –2019 شاملا لكل الأجيال وحافلا بالمختبرات المختصة ومستهلا عروضه بمسرحية «القادمون».
في إطار البرنامج السنوي للتكوين المسرحي أعلن مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف تحت إدارة عماد المديوني عن انطلاق أشغال مختبرات مسرح الأطفال والشباب للموسم الثقافي 2018 و2019 بداية من يوم 1 نوفمبر لتتواصل إلى غاية 30 جوان 2019 تحت إشراف أساتذة مختصين وفنانين مسرحيين.

«تعبيرات الجسد من خلال الحركة والصوت»
في مختبر الشباب
لعلّ مقولة «أعطني مسرحا أعطيك شعبا عظيما» هي الأصدق والأشهر في التنصيص على أهمية المسرح في بناء الإنسان ورقي المجتمع، ولأن التكوين في المسرح هو الخطوة الأولى على سلم للنجاح وبداية الطريق نحو الإبداع يقترح مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف مجموعة مختبرات للتكوين منها ما هو قار ومنها ما هو عرضي بهدف الإحاطة بالمواهب واحتضان الطاقات الإبداعية والرفع من المهارات الفنية للناشئة والشباب.
وتحت عنوان «تعبيرات الجسد من خلال الحركة والصوت» يمنح مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف ركحه للفئة الشابة لتعزيز مهاراتها وصقل مواهبهما والتعبير فنيا عن هواجسها وغاباتها وآمالها... وفي «مختبر الشباب» سيتم الاشتغال على الصوت باعتباره الطاقة الكامنة في الجسد والحركة كدافع لردة فعل الجسد الصوتية في إطار فن مسرح الحركة والصوت. ويفتح هذا المختبر أبوابه إلى الشباب الذين تبلغ أعمارهم 13 سنة فما فوق.

مختبر للناشئة من أجل طفولة متوازنة
يلعب «أب الفنون» دورا كبيرا في التنشئة السليمة للطفل بوصفة وسيلة تربوية وفكرية وجمالية... ونظرا لهذه الأهمية نشأ مسرح الطفل كفنّ مستقل بذاته وأدواته. وفي هذا السياق خصّص مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف في موسمه الجديد مختبرا للناشئة يهدف إلى تنمية قدرات الطفل ومهاراته وصقلها وتغذية مخيّلته من أجل حسن اندماجه في محيطه ومجتمعه وجعله قادرا على الحوار والنقد والتفاعل والانفتاح لتطوير شخصيته تعبيرا وتفكيرا... ويسعى «مختبر الناشئة» إلى تحقيق التوازن بين عواطف الطفل وسلوكه بعيدا عن العنف والتطرف والتردد والانطواء على النفس وذلك بالاشتغال على محورين أساسيين وهما: النمو الحركي وذلك باستثمار مرحلة النمو في جسد الطفل وتطويعها من أجل اكتساب المهارات الجسدية والحركية لتوظيفها ركحيا. وكذلك الخيال باعتبار أن الطفولة هي أرضية خصبة لإطلاق عنان الخيال واستحضار صور لم يسبق إدراكها حسيا فيتصوّر الطفل عوالم غير تلك التي يعيشها...
وتستقطب هذه الورشات الأطفال الذين تترواح أعمارهم بين 6 سنوات و12 سنة.

مختبر متنقل في المدارس الريفية
تكريسا لمبدأ الثقافة للجميع، يهتم مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف بالمدارس الابتدائية في الأرياف والمناطق النائية من خلال وضع خريطة تضم 4 مدارس ستكون وجهة المختبر المتنقل بهدف تمكين تلاميذها من المشاركة في عديد الورشات الفنية. ويمثل هذا المختبر في مختلف اختصاصات الفن الرابع فرصة هامة لاكتساب مهارات أوّلية يستفيد منها أولئك الأطفال الذين لا تتسنى لهم المشاركة في المختبرات التي ينظمها المركز داخل فضاءاته وسط المدينة.
وإلى جانب هذه المختبرات الثلاثة، ينظم مركز الفنون الدرامية والركية بالكاف تزامنا مع التظاهرات الثقافية التي ينظمها أو يحتضنها عديد الورشات الفنية الظرفية تحت إشراف مسرحيين تونسيين وأجانب تكون موّجهة لطلبة المعهد العالي للمسرح ولهواة الفن الرابع عموما قصد الاطلاع على آليات عمل مختلفة ومقاربات حديثة ومستجدة في عالم الفن الرابع الشاسع.

«القادمون» في قاعة الفن الرابع بالعاصمة
تهبّ نسائم الكاف المسرحية على العاصمة التونسية في افتتاح الموسم الثقافي الجديد لمؤسسة المسرح الوطني، وذلك في موعد مع آخر إنتاجات مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف بعنوان «القادمون» يوم الجمعة 19 أكتوبر 2018 بقاعة الفن الرابع على السّاعة السابعة مساء.
و«القادمون» مسرحية من نص وإخراج سامي النصري عن فكرة «ديوان الزنج» لعز الدين المدني. ويلعب أدوارها ثلة من الممثلين هم: المنجي الورفلي وهيفاء الطويهري وناجي الشابي ومحمد السعيدي وزهير عروم ومحمد سليمة وشوقي سالم وسوار عبداوي وسيف الدين شارني.
وستروي مسرحية «القادمون» في نصها الجديد لسامي النصري هذه الخرافة: يلتقي أفراد «فرقة مسرح الشمس» بعد وفاة قائدها المؤسس فتطلعهم ابنته خضراء على وصية الراحل:»حلّ الفرقة وغلق المقرّ» فأين المفرّ! هي أسئلة حارقة عن إجابات حائرة يطرحها المسرحيون في حلهم وترحالهم عن عشق مجنون للخشبة مهدد بالانتحار والموت في كل لحظة بسبب شقاء المهنة...

عن دوافع اختيار مسرحية «القادمون» نصا وركحا وعرضا جديدا يثري إنتاجات مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف، سبق وأن صرّح لـ»المغرب» المخرج سامي النصري بالقول: «يتخذ إنتاج مسرحية «القادمون» مشروعيته من إلحاح وحاجة تفرضهما عدة رهانات أوّلها أن المركز يحتفل بمرور 50 سنة على تأسيس الفرقة المسرحية القارة بالكاف وقد كان هذا النص عن «ديوان الزنج» لعز الدين المدني والذي اشتغلت عليه بدورها مسرحية «القادمون» هو أوّل إنتاجات فرقة الكاف التي جاءت تونسية كتابة وإخراجا وتمثيلا ... كما يكتسي هذا النص رمزية كبرى باعتباره يقدّم التشخيص والتحليل ويدعو إلى استقراء التاريخ واستخلاص العبر في ظل التحولات السياسية والاجتماعية والثقافية... التي نعيشها في تونس اليوم، الآن وهنا...».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115