تجدك امام معرض للبحرية التونسية، وسطه مقود كبير ستتساءل اهو مقود قيادة مدينة الثقافة؟ ستبحث عن اثار دون كيشوت في ظلّ تظاهرة «دون كيشوت في المدينة» فمعرض البحرية اقصى طواحين دون كيشوت واخفاها، فقط في مدينة الثقافة التونسية تاه دون كيشوت من جديد تاهت صوره وآثاره وبقاياه فقط لأن المشرف الاول على مدينة الثقافة ربما لا يعرف البرمجة و لا يعرف ما الذي ستحتضنه المدينة من تظاهرات في تلك الفترة.
في مدينة الثقافة انجزت تظاهرة كبيرة «دون كيشوت في المدينة» تظاهرة نظمتها بيت الرواية بادرة فريدة اشركت فيها كلّ الاقطاب من الرواية الى المسرح والسينما والموسيقى، تظاهرة تؤثث جميع فضاءات المدينة الخارجية والداخلية تظاهرة تحتفي بدون كيشوت العظيم واستقبلت مبدعين وروائيين من امهر الاسماء العربية على غرار واسيني الاعرج وكذلك مسرحيين اهتموا خصيصا بدون كيشوت في أعمالهم كوليد الدغسني والشاذلي العرفاوي وراقصين بأجسادهم كتبوا عن رحلة دون كيشوت هم اجتهدوا ليقدموا للجمهور افضل الاعمال ولكن رحلتهم كانت سريالية وهاموا في غياهب التظاهرات العديدة التي تحتضنها المدينة.
في «دون كيشوت في المدينة» وضعوا مجسمات للطواحين ومعها اثار لدون كيشوت ولكن التظاهرة مرّت وتاه الزائر ومعه المبدع فقط في ظلّ برمجة معرض للبحرية واخر للمعلوماتية معارض اقصت بقايا دون كيشوت واثاره. ؟ فهل المسؤول الاول عن مدينة الثقافة يتابع البرمجة مسبقا ويعرف ما الذي تحتضنه المدينة؟ أم هو الآخر تائه تيه بقايا دون كيشوت في مدينة الثقافة؟.
في المكان ذاته مدينة الثقافة وفي اليوم نفسه يتم برمجة تظاهرتين ضخمتين في التوقيت ذاته، اولا الاحتفال بالأيام الثقافية المغربية في تونس والثاني افتتاح أيام قرطاج للابداع المهجري؟ هل يعقل انجاز تظاهرتين مختلفين في التوقيت عينه؟ الا يعلم السيد الرئيس المدير العام ان الفريق التقني للمدينة لا يستطيع انجاز التظاهرتين معا «الضوء والصوت، والتكنيك» ؟ هل يحدث التنسيق بين موظفي المدينة ومسؤولي البرمجة والرئيس المدير العام؟ الم يكن بإمكانهم تأجيل افتتاح الابداع المهجري الى اليوم الموالي حتى لا يتشتت تركيز العاملين و الجمهور و التقنيين والصحفيين وكذلك الوزير الذي حضر كلمة افتتاح الابداع المهجري في قاعة الاوبرا ثم انتقل مسرعا الى قاعة مسرح الجهات ليحضر كلمة افتتاح الأيام المغربية ثم غادرها من جديد الى قاعة الاوبرا لتقديم التكريمات في الابداع المهجري ليعود الى قاعة الجهات ويكمل عرض جيل جيلالة وبين خروج الوزير وعودته يضيع تركيز الحضور والصحفيين فمن المسؤول عن هذه الضوضاء والبرمجة اللاّمدروسة من حيث الوقت؟ وهل سيتيه المتفرج والادارة كما تاه دون كيشوت؟