فادية التنير لـ«المغرب»: محرك العروسة يجب ان يكون ممثلا محترفا ومتواضعا

هي طفلة لا تكبر، دائمة الابتسام بشوشة ومرحة كلما جالستها الاّ وطلبت المزيد،

فنانة وباحثة ومثقفة وممثلة مميزة ومحركة دمى «شاطرة» لابتسامتها وقع في نفس مخاطبها ولتلقائيتها على الرّكح جمالية خاصة بها، الفنانة نادية التنير التقتها «المغرب» بعد عرض «حكاية لنساء من بلادي» للحديث بخصوص العرض والتجربة النسائية اللبنانية في مسرح الدمى .
بابتسامة تحيي جميع الحضور في القاعة وكلما سألها احدهم تطلب منه بكل لطف الحديث باللهجة التونسية لانها «ممتعة» محدثتنا فنانة مسرحية خريجة معهد التمثيل ومختصة في مسرح الدمى، تقول انها اشتغلت في المسرح منذ 1984 بعد تخرجها مباشرة و في العام 2003انضمت الى فرقة اصدقاء الدمى صحبة تمارا كلداني وتاتيان بوتشروفا.
وعن سبب اختيارها لمسرح الدمى عن غيره تجيب «اخترت الدمية لانو حلو» و «ممتع» و يمكن للدمية ان تنقد وتكون جريئة وتقول الكثير من

الاشياء وتغوص في مواضيع قد لا يقبلها المتفرج من الممثل ولكنه يقبلها من الدمية.

وعن عرض «حكايات نساء من بلادي» تخبرنا فادية التنير ان العرض يقوم على حكايات واقعية في المجتمع اللبناني والهدف من تقديمها هو التوعية والدعوة الى تغيير بعض الممارسات و الافكار الرافضة لحقوق المرأة و تضيف محدثتنا « نحن نقدك نقدا عن طريق التسلية لا نقول للمتفرج يجب ان تفعل كذا وانما نوصل رسائلنا الى قلبه ومنه نتوجه مباشرة الى عقله وحينها تصبح فكرة تقبله لرأي ما جد سلسة».

فادية التنير تبدو على الركح كطفلة صغيرة تلاعب الدمية وتحركها بكل تلقائية حدّ الشعور ان هناك طاقة عجيبة تجمع الممثلة بالدمية التي تحركها ، وتقول الممثلة عن شروط تحريك الدمية «محرك الدمى يجب ان يكوون ممثلا وشاطرا ولكنه متواضع»، فالتواضع على حد تعبيرها يخلق طاقة وتفاعلا بين المحرك ودميته، فمتى كان الممثل متواضعا باتت للدمية القدرة على اقناع المشاهد كلما تواضع الممثل وشعر بالنص وعايشه حينها فقط تكون الدمية صادقة وتتحرك بتلقائية وصدق لإقناع المتفرج بما تقوله وما تفعله لان المثل وجب ان يكون في خدمة الدمية.

وبخصوص التفاعل مع الجمهور اشارت فادية التنير ان الجمهور عندهم جزء من العملية الابداعية وكلما شارك المتفرج في العمل تكون الرسالة ابلغ ومتى صعد على الركح تمحي الحواجز بين الممثلين والجمهور وحينها تصبح عملية الاتصال والتواصل اسهل وأجمل ويكون المتفرج اقرب الى الدمية .
وتضيف فادية التنير ان الفرقة تتوجه الى الانسان اينما وجد وأنها تعمل في كل مكان «ما بيفرق معنا المكان المهم الرسالة» مشيرة ان المجموعة تطوعية ولا تحصل على دعم مادي من أية جهة لأن عناصرها تؤمن بأهمية المسرح ودوره في التوعية والدفاع عن الحقوق، فتجربتها مليئة حبا وبحثا ودفاعا عن الحق في الحياة يعملن بصفة جماعية تتشاركن الفكرة والمبدأ والحلم.

وفي ختام الحوار اشارت فادية التنير ان الفرقة تحضر لعمل مسرحي هو «الة الزمن» حيث سياخذون الجمهور في رحلة عبر الزمن الى لماضي والحاضر فالمستقبل الذي لن يكون جميلا ن لم نغير من افكارنا وأفعالنا في الحاضر، العمل ننقد معه الحاضر لأجل التأسيس والبناء للغد.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115