تشاهدونها غازلوا الخيوط و استمتعوا بجمال الحديد وسحر الخشب، لكم موعد لاسبوع كامل مع الجمال مع فنّ الطفولة بامتياز اسبوع من الحلم و المسرح و الحياة للأطفال كامل المدينة يحتفي بمسرح العرائس فلبوا نداء الحلم لأطفالنا واصدقائنا الصغار فالمسرح مسرحكم وكل المعرض بمختلف جزئياته وأدواته ينادي عقولكم المبدعة لتستمتعوا.
جميلة هي ضحكة الاطفال وساحرة هي اسئلتهم ومبهرة طريقة تعاملهم مع الدمى بكل اشكالها واولوانها عرس للأطفال والعائلة تقدمه مدينة الثقافة لأسبوع تحت مسمى مهرجان قرطاج لفن العرائس.
صغيري لك ان تعانق تفاصيل الحلم في بهو المدينة
تباينت الألوان اختلفت الاحجام والأشكال، شخصيات كرتونية وأخرى من صنع الخيال وثالثة واقعية، شخصيات حيوانية عرفها الاطفال في صغرهم وتعاملوا مع صفاتها من ذكاء الثعلب الى شجاعة الأسد وصبر الحمار وبهاء الغزال جميعها تحضر في المعرض .
منذ مدخل مدينة لثقافة تعترضك الدمى بكل اشكالها وأحجامها، خلف كل دمية او عروسة محركها يسكنها بعضا من روحه واحلامه وحكاياه حكايا عجز لسانه عن قولها فترك للعروسة مهمة ذلك، العرائس بكل اشكالها واحجامها تتولى مهمة النقد و الترفيه تحادث عقل الطفل وتخاطب وجدانه فتمتعه وتترك في نفسه السؤال عن الانسان والفن والحياة.
ساحة المسارح كانت مساء السبت 22 سيتمبر 2018 ساحة للحياة للحب للألوان ساحة لضحكة الاطفال وانبهار الكبار منذ مدخل الساحة يستقبلك نصب برونزي من انجاز المبدع دائما محمد نوير، ثم يستقبلك عاشق الماريونات الازلي عياد معاقل قبل انطلاق الرحلة لاستكشاف جزئيات العروسة والوانها وتفاصيلها مع عرائسيين من دول مختلفة وافكار متباينة عن الفن والماريونات يجمعهم حب مسرح الدمى.
ساحة المسارح، وبهو المركز الوطني لفن العراس بهو قاعة المبدعين الشبان و بهو مسرح الاوبرا وتقريبا كل مداخل قاعة مسرح الجهات جميعها تحتضن اجمل العرائس والدمى في معرض يسعد الطفل فلكل طفل حكاية مع «دمية ما» وكل طفل يلتقط الصور ويسال عن قصة دون أخرى.
في المعرض تحضر العرائس التي تحرك بالخيط والعرائس القفازية والدمى الكبيرة، والدمى نصف عملاقة والدمى المحشوة وغير المحشوّة، عرائس القماش والبلاستيك والخشب الدمى البشرية والحيوانية والنباتية وتلك المتخيلة ذات البعد الميتافيزيقي.
اشكال مختلفة جمعت السنافر مع القطط الذكية مع الدمى العملاقة، الراقصة وحكايا ام السيسي جميعها امتعت الاطفال الذين كانوا الجمهور الاول ليستمتعوا في افتتاح ايام قرطاج لفن العرائس.
فن العرائس فن الطفل والعائلة
هنا تكتب تباشير الحلم وتفصل تراتيل الأمل لساعات وأيام واشهر احيانا ينهمك العرائسي في صناعة دمية ما تتوافق مع ملامح الشخصية المسرحية المطلوبة ينهمك في كتابة ملامحها ولباسها وتفاصيلها لتكون شخصية مميزة تتماهى مع الشخصية البشرية احيانا فالعرائسي صانع الحلم دوما وفي كل الحكايا يكون العرائسي رمزا للخلق والحياة كيف لا وصانع بينوكيو الشخصية الاقرب الى الاطفال نجار صنعه من بقايا اللوح ليصبح الشخصية الاشهر عند الاطفال.
في مدينة الثقافة تحقق الحلم بمهرجان للعرائسيين مهرجان يجمع ابداعاتهم وأحلامهم ورؤاهم ويقدم اعمالهم المنسية الى الجمهور ويوحّد شتاتهم ويجمع شمل الافكار في مهرجان هو انجاز وفرحة لكل عرائسي لكل من استعمل عقله وفكره وروحه ويداه ليقدم للجمهور شخصية او عروسة تنبع بالحياة.
في افتتاح المهرجان قالت رئيسة ديوان وزير الشؤون الثقافية آمال حشانة هذه المناسبة تحقق حلما كبيرا لمختلف أجيال محرّكي الدمى الذين أدركوا للتو شغف جميع المحترفين والهواة بهذا الفن. إن أيام قرطاج لفنون العرائس هي تتويج لمنهج يميل للترويج لفنون العرائس التي تحمل تاريخا ثريا في تونس من خلال الانفتاح على فناني هذا المجال الواعد».
فالمهرجان يكرس لثقافة مسرح الدمى يجمع شتات الافكار في الافتتاح شارك كل عرائسي بانجازه الجميع قدّم القليل من الابداع فاختلفت الدمى وتباينت حد تباين جنسيات اصحابها فالامريكي والكازاخستاني والايطالي والفرنسي و الكويتي والالباني واللبناني اختلفت لهجاتهم ولكن جمعتهم ساحة المسارح وجمعهم حديث الدمى وصوت الموسيقى، تلك الدمية الصامتة جمعت افكارهم وجعلتهم يشاركون في عرض واحد رغم التباين في اللغة.
ايطاليا في الافتتاح الرسمي
انتهت الجولة الخارجية، انتهت لقاءات الاطفال مع الدمى واستمتاعهم بالموسيقى والالوان المتباينة ليكون حفل الافتتاح الرسمي بمسرح الجهات مع العرض الايطالي gea the epilogue. عرض قالت عنه مديرة الدورة حبيبة الجندوبي أنه درس في مسرح العرائس.
و العرض هو جزء من مشروع ولد من إحدى الأساطير الإغريقية «جيا» الآلهة التي جسدت الأرض. وقد شاركت المسرحية في 43 مهرجانا دوليا في جميع أنحاء العالم وحصلت على 45 جائزة دولية، إضافة إلى دعم «Save the Children» المنظمة العالمية لمكافحة العنف ضد الأطفال. وهي أربع تمثلات تحكي قصة الإنسان: الرغبة في الإنجاب والولادة والنمو والتخلي والعنف..
««جيا – الخاتمة» تعيش من خلال حكاية حلم، عالم بلا روح يدمر نفسة بنفسه، ينسل منه الأمل كمصدر للرضا والسعادة
«Gea- The Epilogue» هو عرض باللغة الإنجليزية مخصص لجمهور البالغين مدته سبعون دقيقة، من تأليف وإخراج «فابيو أموداي» وإنتاج شركة مسرح صوفيا أمندوليا.
عرض ينقد العنف ضد الطفل ويؤسس لمسيرة السلام وكيفية انقاذ الطفولة من الواقع ومن عنف يسلطه المجتمع والمحيط، عرض يكتب للطفل طريقا ليعيش وينمو بسلام ليكون انسانا مستقلا وليس طفلا هشّا.
في عرض الافتتاح التقى الاطفال مع كل الاشكال الجميلة عايشوا لساعات متعة الدمى في حركتها البعض ركز مع طريقة تحريك عروسة الخيط وآخرون شاكسوا الدمى العملاقة لمعرفة من بداخلها ورابع يريد ملامسة دمى القماش ومعرفة مما صنعت، لكل طفل سؤال يطرحه ويريد الاجابة عنه بلمس الدمية ومحاولة اكتشاف سرّها، لساعات من المتعة ساعات من اللقاء مع احلام الاطفال بعيدا عن حجج العقلاء ونظرياتهم وغوغائيتهم.
الطبال والزكار في مسرح الدمى؟
في تونس، مهما يختلف اسم التظاهرة او عنوانها أو مكانها او الفئة التي تتوجه اليها، من شمال تونس الى جنوبها من مهرجاناتها الدولية الى تظاهراتها الوطنية فهناك اربعة عناصر قارة لا تغيب عن أي افتتاح، «طبال قرقنة» و «ماجورات قصر هلال» و «السطمبالي» و«السلامية» اربعتهم عنصر قار في كل التظاهرات الثقافية، في افتتاح مهرجان العرائس وجدوا وكانوا عنوانا لنشاز فني منقطع النظير، نشاز يقلق الاذن والصورة ايضا وسط بهاء الدمى وجماليتها، و السؤال ما علاقة الطبّال والزكّار بالعرائس والدمى؟ و الاهم من المسؤول في وزارة الثقافة صاحب فكرة «وجود الطبال والزكار» في كل المهرجانات والتظاهرات سواء تلك الموجهة إلى الكبار أو الموجهة إلى الأطفل؟.