مهرجان الحمامات الدولي: ولدت فنيا من باب الصدفة ... واليوم تصنع مجدها بقوة

الموسيقى لغة العشاق لغة الصادقين و الحالمين، الموسيقى شدو الملائكة وهمس الصالحين وهوس المغرمين بكل تفاصيل

الحلم الموسيقى صلاة مقدسة لعشاق الحياة لها تراتيلها الخاصة و قواعدها المميزة وان اختلفت الصلوات تبقى الغاية واحدة السموّ بالروح الى عالم سرمدي جميل.
لصوتها سحره وبصوتها الجميل صنعت سفينة للحلم وخطت مخطوطة للجمال وحدها تعرف شيفراتها ، اسست لنمط موسيقي مميز وجميل قوامها بساطة الكلمة ولحن رقيق وصوت مميز يتقن التعامل مع اللغة الموسيقية، من فيديو على اليوتيوب الى عدد من مسارح العالم تكتب فايا يونان قصتها بالغناء والموسيقى.

 

على ركح الحمامات فايا تغني للانسان والوطن
تماهت النوتات الموسيقية الهادئة، موسيقى ساحرة في مسرح يقابله البحر ليزيد من متعة النوتات هسيس امواجه، بفستان ابيض بسيط وجميل حيّت فايا جمهورها وشكرتهم لحضورهم.
نوتات القانون تكون عنوانا للبداية، للرحلة للحلم موسيقى القانون الجميلة يقابلها نوتات الكمنجة الساحرة، في حديث القانون والكمان قصة وطن موجوع تغنّيه في كلمات موجعة تعبّر عن انين الالاف، فايا يونان ابنة «الصدفة» ان صحّ التعبير اصبحت اليوم عنوانا لصوت مميز وكلمات موجعة وألحان تمتع الاذن والقلب معا، فايا يونان انطلقت تجربتها الفنية بتنزيل فيديوهات على «اليوتيوب» هربا من ضغط الدراسة والامتحانات، من اخر 2012 وهي تغني لفيروز وتغني التراث الحلبي، فهي سورية المولد و سويدية الجنسية و بيروتية السكن ومن 2012 الى 2014 تقول «كنت انزل الفيديوهات فقط لأغني اردت ان اغني و استمتع بشيء جديد بعيدا عن الامتحانات» من الصدفة ولدت فنّانة احبها الجمهور واقبل على اغانيها، فنانة عشقت الموسيقى فغنت لها، غنت للوطن العربي المشتت غنت لوجيعة الطائفية والمذهبية والحروب غنت للانسان العربي اينما كان وارسلت كلمات حب اينما كان.
فايا يونان غنّت لجمهور الحمامات «موطني» و غنت «احب يديك» و غنت للراحل اولاد احمد، فايا التي عشقت الموسيقى ودخلت من باب الصدفة الى عالم الموسيقى تحديدا من فيديو تمّ تنزيله على «اليوتيوب» بتاريخ 9 اكتوبر 2016 بعنوان لبلادي وجمع فايا وأختها ريحان غنّت فيه فايا عن الوجيعة والحرب في كل الدول العربية، اغنية تقول فيها « شام لفظ الشام اهتزّ في خلدي، سوريا ثلاث سنوات واكثر من حرب مجنونة انانية، لا منطقية، ثلاث سنوات دمّرت فيها النفوس و العقول و القلوب، حرب اخترقت الابواب خلسة فاستوطنت البيوت واذلّت اهلها، حرب لم تعرف البداية حرب تبحث عن نهاية»، فيديو شاهده 5886332 مشاهد على موقع اليوتيوب وهو عنوان البداية لمسيرة فنية حقيقية انطلقت منذ اواخر 2014 لتجوب بعدها فايا المعروفة بجمال عينيها ولونهما الرمادي المميز وتصبح موسيقاها عنوان «للحب» و «الوطن» وفي جويلية 2015 تقدم لجمهورها اوّل انتاجاتها «احبّ يديك» من كلمات الشاعر مهدي منصور، وتقول:
ستكون لي لو تعشق الأوطان مثلي
سأكون لك لو عاد للأوطان أهلي
عرسي هنالك حيث يحملني فؤادي
وأموت فيك أموت فيك
متى تموت على بلادي

على ركح الحمامات غنّت واضعة يديها على قلبها كتعبيرة عن اعجابها بجمهور عشق اغانيها وحفظها ورددها معها وشاركها نشوتها الموسيقية.

لاننا نحتاج الحب نغني له
ابدع عازف القانون السوري وتالق عازف الكمان المصري وكان عازف الناي التونسي جدّ ساحر، اختلفت الالوان الموسيقية واختلفت جنسيات العازفين ولكنهم اشتركوا في الابداع والتميّز الموسيقي، تماهى المصري و اللبناني والتونسي والسوري ليصنعوا نجاح حفل فايا يونان على ركح الحمامات الدولي.
فايا وفرقتها غنت للحب ارسلت شيفرات الامل لجمهورها غفير العدد، الى العاشقات غنّت «غني للحب»، للقويات غنت «الحب للاقوياء» و للوطنيين غنت «موطني» ، تنوعت الاغاني ومعانيها حسب طلب الجمهور، غنت لفيروز «امي نامت عبكير» وغنت التراث الشامي وامتعت جمهورها بايقاعات الدبكة السورية وحملتهم في رحلة تجمع الكلمة الحلوة و الرقص والجميل ان فايا غنّت باللهجة التونسية واختارت اغنية تتميز بسرعة الايقاع «ريتك مانعرف وين» اختيار اعجب الجمهور الذي تفاعل معها بكل حب.
في مسرح الحمامات تزينت بالياسمين التونسي وارسلت باقات حب الى جمهورها وغنت قصائد ميزتها الكلمة التي تخترق القلب و النبض للحبّ قالت:
ومن قال إني تركت دياري
ما دام قلبك في العمر دار
أحبك لا شأن لي باختياري
فحبك عاصفة لا خيار
وأهزم باسمك كل جراحي
فأغنيتي في هواك انتصار

هي ببساطة فايا يونان، فايا الجميلة التي استطاعت فرض اغانيها في المشهد الموسيقي العربي، فايا غنت على اكبر المسارح وأولها مسرح قرطاج الروماني، فايا صاحبة الضحكة الجميلة يسمونها “فراشة” لخفة دمها في تعاملها مع الجمهور تقول انها تغنّي للإنسان بعيدا عن كل التجاذبات السياسية التي تعيشها بلادها، فايا في الحمامات اغلب جمهورها من النساء من كل الاعمار وكان الفنانة الصورة المؤنثة للقيصر.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115