«اوبرا عايدة» في قصر الجم: هنا نكتب تفاصيل العشق ونحيك أبجديات الحلم

هنا تاريخ يحدثك عن امجاد السابقين، حجارة تتحسس روحك وتخبرك عن حكايا

من سكنوا القصر ومن صارعوا لأجل البقاء والحياة، هنا حكايا الالهة ايزيس ووفاءها لاوزوريس وفاء القمر للنجوم، هنا كل حجارة وركن تحدثك عن قصص حب ولدت بعضها ازهر وبعضها قطف وفي الجم كان اللقاء مع أشهر قصص الحب العالمية، حكاية راداميس وعايدة.
نظم قطب الموسيقى والأوبرا بمدينة الثقافة وولانتي لوليو الترابنية للموسيقى بالتعاون مع جمعية مهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية يوم السبت 30 جوان 2018 العرض الأول لـ «أوبرا عايدة» بالمسرح الروماني..
ونفذ هذه الأوبرا التي تعتبر من أشهر أعمال الموسيقار الإيطالي «جوزيبي فيردي» أكثر من 150 عنصرا ينتمون إلى أركستر وأصوات أوبرا تونس، الأوركستر السمفوني وكورال ليوليو الترابنية للموسيقى والأركستر السمفوني التونسي، بمشاركة راقصين من تونس وسط ديكور وملابس وسنغرافيا مذهلة قام بتصميمها أكبر المصممين في إيطاليا وتم تنفيذها مع عدد من الكفاءات التونسية والإيطالية..

الجم... الفضاء «عشقة ما توفاش»
الف شمعة او يزيد أُشعلت وانتشرت في كامل ارجاء القصر، اعمدة مرتفعة وحجارة صلبة لكل سرها وسحرها، الوان تمازجت بين الاخضر و الاصفر و البنفسجي و الابيض و الأحمر تماهت وكتبت تلوينات قوس قزح تلوينات للحب و العشق، جمهور غفير العدد تنقل الى المدينة العاشقة الجم ليحضر للاوبرا الاشهر عالميا، ويلتقي في ركح جد مميز وفضاء حالم مع «عايدة»، اوبرا عايدة العالمية تحط رحلتها الموسيقية في قصر الجم، حجارة القصر تحدثك قارئي العزيز عن الحب عن التاريخ وتحملك حتما الى جولة استثنائية فهلاّ لبيت النداء استعددت للرحلة.

ألوان جميلة الشموع تراقص نسمات الرياح الخفيفة لتأسر الحضور وتسحر روحه، جولة في ارجاء القصر واكتشاف لبعض اسراره، لوحات كرتونية كبيرة الحجم تعرّف بالجم تعرّف بالمهرجان وبالفضاء، هلاّ انهيت الجولة و جلست لتتابع الاوبرا وتستمتع بكل نوتة موسيقية.

هدوء وصمت يعم المكان، تتحدث الكمنجات اولا معلنة عن بداية الرحلة الموسيقية، لك ان تغمض عينيك دع لقلبك قيادة الرحلة دعه يكون دليلك فموسيقى الكمنجات الساحرة وحدها قادرة على حملك الى اجمل مكان في البسيطة، نوتات هادئة ثم موسيقى من الة الكونترباص، لا تنزعج قارئي العزيز فالرحلة ابتدأت الان، اكمل الحلم واصنع في مخيلتك عالمك الذي تريد فموسيقى العرض ستحملك اينما تشاء لمدة 10 دقائق تتجول النوتات في ارجاء القصر تعانق الاعمدة وتزيد من التهاب الشموع و تصبغ المكان بألوان الحياة فاينما وليت وجهك تجدك امام هالة من جمال وسحر هي بعض من حب راداماس لعايدة.

في الجم تكون الموسيقى اجمل، في الجم يتحد سحر الموسيقى مع اسرار المكان فيكتبان نوتة عنوانها التاريخ والحب والحضارة، في قصر الجم تندفع النوتات من الآلات الموسيقية تماما كموسيقى رذاذ المياه حين تجتمع في الشلالات ويكون المتفرج مثل عاشق يغازل الميته ويداعب سحرها بحثا عما تخفيفه تلك الهالة الشفافة خلفها من سحر يمتع الاذن وينعش الروح والقلب.

في الجم ستحملك الموسيقى الى الاف الاعوام، لك ان تفتح عينيك الان بعد أن حملتك الموسيقى الى الفترة الفرعونية، لك ان تتأمل جمال الالهة
«اوزيس»، في الحكاية الاصلية هناك 1000غرفة في القصر لو تأملت المكان لوجدتك امام الالف غرفة بعضها حقيقي وبعضها صنع على الركح، اللباس الفرعوني، الاميرة امنيريس بفستانها الملكي الاحمر تتباهى امام جواريها، في الجهة الأخرى الجواري يصلن إلى الربّ يسألنه حفظ طيبة من الغزاة، امام الجمهور مباشرة عايدة الحبشية جارية الاميرة بوشام زين وجهها وشعر فاحم اسود كما الليل تعازل حبيبا سكن القلب واحتل نبض الروح حبيبها القائد رادامس بلباسه الحربي هو الاخر يشكو حبه على ايقاعات موسيقى الكمان الحزينة.

«اوبرا عايدة»، حين ينتصر الحب على الواجب
هنا الجم، هنا توسط القمر الفضاء ليشع على المكان ويزيده بهاء وسحرا، هنا الجم ولقاء مع 200فنان بين عازفين ومغنين وراقصين جميعهم امتعوا جمهور المكان بعرض اوبرالي ساحر، اوبرا عايدة، هنا الجم اتحد سحر المكان مع جمال العرض ليقدم ايقونة فنية نادرة ممتعة ولذيذة كخمرة الحب المعتّقة، هنا شرب راداماس ماس الحب حدّ الثمالة فنسي الواجب و السر العسكري و تماهى مع صوت القلب و مشاعره وعشق :عايدة» الجارية الحبشية وفضّل حبها على الاميرة امنيرس ابنة ملك مصر.

أوبرا عايدة تجسد صراعا بين «الواجب والعاطفة»، وتروي قصة أميرة حبشية أسيرة في مصر، تصبح وصيفة لـ «آمنيريس»، ابنة الملك الفرعون. وتقع الفتاتان في حب رجل واحد «راداماس»، القائد الحربي المصري، الذي يبادل عايدة حبا كبيرا يعيشه الجمهور بالموسيقى السمفونية..
ويستمر القالب الدرامي في سرد الأحداث بعد أن تفسد الأمور نتيجة اندلاع حرب بين مصر والحبشة، وتنتصر مصر ويطلبون من راداماس الزواج من ابنة الفرعون مكافأة له على الانتصار، فيسعى إلى الهرب مع حبيبته عايدة، ويفشي بعض الأسرار العسكرية لها دون قصد، فيعتبرونه خائنا لواجبه العسكري ويحكم عليه بالدفن حيا، وتلحق به عايدة وتموت بين ذراعيه في قبرهما.

الموسيقى الفرعونية موسيقى الحب والغضب الهدوء و القوة، اللين والجبروت، جميعها حضرت في اوبرا عايدة اين تحول الركح الى قصر حقيقي وكانك تحضر الحقائق في ممفيس قصر الملك المصري.
لثلاث ساعات والجمهور يحاكي قصة عايدة، حديثها عن الامل والحب، ويتابع تفاصيبل انتصار الحب فرغم موت الجسدين إلا ان اجتماع الحبيبن ولو في قبر واحد هو انتصار لحب عايدة لراداماس، حب كتب باجمل واعذب النوتات الموسيقية و الرقصات الايطالية التونسية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115