عرض فيلم «رجل بلا صوت» لمنجي عوينات في «لاغورا المرسى»: «ما ضاع حق وراءه طالب»

السينما صوت المستضعفين صوت المنسيين صوت من لا صوت لهم، صوت الحق وصوت

الاخرس وصوت من فقد صوته في خضم صراعات الحياة ومتاهاتها، السينما لم توجد لتكون وسيلة للترفيه وانما وسيلة للدفاع عن الحقوق والحريات والنضال ضد الوجيعة والالم والتعذيب وايمانا منها بقيمة السينما في التغيير كان اللقاء مساء الاثنين 25جوان في فضاء لاغورا مع العرض الاول للفيلم القصير «رجل بلا صوت للمخرج منجي عوينات وعبد الكريم عوينات.

عرض الفيلم نظمته المنظمة الدولية لمناهضة التعذيب احياء لليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب الموافق لـ 26 جوان من كل عام عرض ثقافي حقوقي لتحسيس ضحايا التعذيب و تبليغ اصواتهم.

«ضحايا الشقاء...بلغوا أصواتكم لتنالوا حقوقكم
ألم مرسوم على الوجه، دموع على المقلتين، نظرات ثقيلة تعبر عن وجيعة الظلم وقهر السجن وعذاباته، خطوات الاقدام بطيئة ورتيبة رتابة الوقت خلق الزنازين، اصوات وكوابيس تسكن ذاكرته وتؤرق نومه و تدفعه الى السهر حد الارهاق، ظلم ووجيعة واحساس بالعدمية، خوف من الاطفال ونظرات الاخر، خوف من «الذات» متى كانت وحيدة، هكذا هو توفيق

انموذج عن انسان ظلم وتعرض الى التعذيب خلف القضبان فكانت النتيجة الخوف من المجتمع بعد الخروج من السجن، سجن يقول عنه عبد الرحمان منيف:
«إن السجن ليس فقط الجدران الأربعة وليس الجلاد أو التعذيب ، إنه بالدرجة الأولى خوف الإنسان ورعبه، حتى قبل أن يدخل السجن، وهذا بالضبط ما يريده الجلادون وما يجعل الإنسان سجينا دائما» وفي فيلم «رجل بلا صوت» يكون الخوف السجن الأبدي الذي سكن توفيق منذ دخوله الزنزانة لحدّ خروجه منها.

الفيلـــم تحريكــي صنعـت الشخصيات من الصلصال، بطل الفيلم توفيق تونسي بسيط اللباس يلبس «الدنقري» و «الشاشية التونسية» وهي علامات للاشارة الى جنسية الفيلم وجنسية مخرجه متى عرض في مكان اخر، يعيش حياة هادئة يجمع القوارير فقد النطق بسبب التعذيب وربما خيّر الصمت لعجز الكلمات عن نقل معاناته داخل السجن.

وفي تعليقها على الفيلم اكدت مديرة مكتب المنظمة الدولية لمناهضة التعذيب بتونس «غابريالا رايتر» أن الفيلم يهدف إلى تحسيس العموم وضحايا التعذيب بشكل خاص بعمل المنظمة بتونس، مضيفة أن المنظمة توفر للضحايا امكانية المرافقة القانونية والاحاطة النفسية والصحية والطبية ولعائلاتهم كذلك.

«توفيق» تونسي كان ضحية التعذيب البوليسي خارج السجن وداخله، توفيق انموذج عن 300 الف حالة تعذيب حسب ارقام المنظمة الدولية لمناهضة التعذيب وهو شخصية رمز للانسان المنتهكة حقوقه و عذاباته وعذابات عائلته متواصلة استطاعت كاميرا المنجي عوينات نقلها والدخول الى اغوار الشخصية والنبش فيها لايصال صوته المنتهك الى المتفرج، رسالة الفيلم بينة المعالم هي دعوة كل من تعرض الى التعذيب للابلاغ والحديث عن معاناته دون خوف من المجتمع، «توفيق» فقد صوته فكانت منظمة مناهضة التعذيب صوته فعملها يبدأ متى ينتهي دور الفيلم.

في الفيلم التحريكي الكثير من الشيفرات عن عذابات الضحايا واهاليهم، فباب الزنزانة يفتح اولا لتزوره عائلته كاملة، يفتح الباب الثقيل مرّة ثانية فتكون الزوجة لوحدها يفتح الباب الاثقل ثالثا ليكون الزائر «لا أحد» وكلما نقص عدد الزوار زاد ثقل الوحدة على توفيق ، فيلم يذكر بمحن سجناء الرأي من السياسيين سجناء الحرية الذين وصفهم أيمن العتوم في كتاباته «الانبل» و«الاكثر جرأة» لتحمل وزر السجن والسجان.

المنظمات الدولية والدفاع عن الانسان بالسينما
«رجل بلا صوت» فيلم يوثّق لمعاناة أحد ضحايا العنف والتعذيب البوليسي من خلال شخصية «توفيقّ» الذي تحدث في الشريط عن ظروف إيقافه وسجنه. كما سلّط الفيلم الضوء على المعاناة النفسية والعزلة التي رافقت الضحية بعد خروجه من السجن، فظل صامتا إلى أن قرّر الخروج عن صمته وشجب الانتهاكات والتعذيب الذي كان ضحيتها، والتنديد بكل ما حصل له، وذلك بمساعدة المنظمة الدولية لمناهضة التعذيب ففي احدى المشاهد يسمع توفيق صوت الهة العدل تحدثه عن حقوقه عن تونس وكيف تغيرت وبات له الحق في التعبير عن معاناته وبث شكواه الى منظمات حقوقية تكون سنده، صوت الهة العدل في الواقع كان وثيقة من منظمة مناهضة التعذيب.

وفي ردود الفعل على الفيلم بعد عرضه اعتبر نائب رئيس المنظمة مختار الطريفي أن الشريط يعكس جزءا من آثار العنف الجسدي والنفسي على ضحايا التعذيب والقمع البوليسي، مثمنا شجاعة الضحايا وإقدامهم على شجب ممارسات التعذيب واتباع الاجراءات القانونية اللازمة كخطوة على درب تحقيق العدالة وتبليغ أصواتهم. وذكر الطريفي بأنه رغم قيام ثورة في تونس فإن عددا كبيرا من ضحايا التعذيب لم يشرعوا بعد في القيام بإجراءات تتبع المعتدين قانونيا خوفا من امكانية ملاحقتهم أو التضييق عليهم من جديد وخوفا على عائلاتهم أيضا..

وأفادت نجلاء الطالبي منسقة برنامج «سند» وهو برنامج منضوٍي تحت المنظمة الدولية لمناهضة التعذيب بتونس، أن المنظمة تمكنت من مساعدة ومرافقة 308 ضحية تعذيب بشكل مباشر وغير مباشر (عائلات الضحايا) والإحاطة بهم، وذلك منذ إحداث هذا البرنامج سنة 2013.
بالسينما عبروا عن معاناة ضحايا التعذيب، توفيق الشخصية انموذج عن العديد من الضحايا بعضهم عرف المجتمع المدني بالظلم الذي تعرض له اخرون ذهبت معاناتهم طيّ النسيان ونسيت نضالاتهم الفيلم أداة للتحسيس والمناداة عاليا على ضحايا التعذيب للتعبير وابراز الضيم والظلم دون خوف أو وجل فهم بشر ومواطنون لهم حقوقهم كاملة والحرية والسلامة الجسدية من اكثر الحقوق التي وجب ان يتمتع بها الانسان على وجه البسيطة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115