أوقات الصلاة من القرآن الكريم

إن ما تشير إليه الآية الكريمة أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ

وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا الإسراء- 78، هو الامتداد الزمني الذي تؤول إليه إقامة الصلاة بدخول غاية الدلوك من بعد طلوع الشمس إلى قبل غروبها ، ثم يتواصل ذلك الامتداد من غروب الشمس إلى بلوغ ظلمة الليل وقت العشاء ، ثم ينتهي بالصلاة المشهودة بالقرآن و هي صلاة الفجر.
و بالتالي يخطئ من يحاول استنباط مواقيت للصلاة اعتمادا على الآية الكريمة في سورة الإسراء بمعزل عن بقية الآيات البينات من القرآن الكريم باعتبار أن تلك الآية شاملة للمدة الكاملة التي تقام فيها مجمل الصلوات على مدار اليوم.

ولكن في المقابل يمكن تحديد مواقيت الصلوات التي تتخلل دلوك الشمس من طلوعها وارتفاعها إلى قبيل مغيبها اعتمادا على ما ورد في قوله تعالى في آيات بينات أخرى على غرار تلك المتعلقة بالغدو و الآصال مثلما ورد في قوله جل وعلا:
فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ النور: 36 - 37.

فالغدو والآصال حسب ما ورد في الآية الكريمة هما فترتان تقام فيهما الصلاة ومن ناحية أخرى فإن الفترتين تكون فيهما الشمس ساطعة و تفي الظل ، مصداقا لقوله تعالى: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ الرعد- 15. أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا الفرقان- 45.
ويكون الغدو خلال الفترة الأولى من النهار المشمس الذي يتميز بأداء الناس لأعمالهم كقوله تعالى أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ القلم- 22.

أما الآصال فهو الرجوع إلى الأصل بعد الأداء، خلال الفترة الأخيرة من النهار المشمس التي تمتد إلى ما قبل الغروب و يقال وقت الأصيل هو وقت اصفرار الشمس.

و يؤدي المسلمون تواترا صلاتين في الغدو والآصال : الظهر، والعصر وتكون فيها ذكر المولى جل و علا سرا طبقا لقوله تعالى وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ الأعراف- 205. في حين يتنفل العديد من المسلمين بأداء صلاة الضحى التي تكون بين بداية الدلوك بعد طلوع قرص الشمس قيد رمح: بعد ربع ساعة تقريبا من موعد شروقها و قبيل صلاة الظهر.

لقد نص القرآن الكريم على صلاتي الغدو الآصال تصليان تواترا عند الظهيرة والعصر. كما نص على صلاتي العشاء و الفجر مصداقا لقوله تعالى  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِّن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ... النور- 58.
و في المقابل حددت سورة الروم أوقات الصلوات المعلومة لدينا من خلال قوله تعالى  فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ  الروم:17 - 18.

فاستعمال ظرف الزمان»حين» لم يأت جزافا ، بل هو تحديد لأوقات كونية معلومة للصلوات في السماوات و في الأرض، فضلا عن أمر الله تعالى بالتسبيح أيضا حين القيام للصلاة من خلال قوله  وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ  الطور-48. -تصبحون= صلاة الصبح

-تمسون= صلاتي المغرب و العشاء.- عشيا= صلاة العصر. - تظهرون= صلاة الظهر..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115