مسلسل «حياة خاصة»: الشباب مبدع ...

عن الحياة الطالبية وما يتعرض له الطالب والشباب من مشاكل يسلط قيس ناجي الضوء،

مسلسل شبابي بامتياز ابطاله شباب يحدوهم حلم النجاح وعزيمة التميز، بين طلبة المعهد العالي للفن المسرحي والهواة يكون كاستينغ المسلسل وأحداثه.
النص به الكثير من شيفرات النقد والاسئلة يجسدها ممثلون شباب مازالوا في بداية طريق النجاح يتحسسون خطوات الابداع ومنذ الحلقات الاولى يثبت ان لهم القدرة على التفوق واقناع المتفرج كما تقول نسب المشاهدة على «اليوتيوب» .

المرأة وقضاياها محور الأحداث
تحررت وكل القوانين تساندها الجميع ينادي بحرية المرأة ولكنها لاتزال تعاني من المجتمع واشكالياته تعاني من عقلية ذكورية تعيقها عن تحقيق طموحاتها وأحلامها، المرأة ومشاكلها في مسلسل حياة خاصة خصص لها حيز كبير من الأحداث ، منذ الحلقة الأولى والمرأة لها دورها وحضورها السلبي والايجابي، في حياة خاصة نجدها مسؤولة في مركز امني مهم ولكنها تعاني بسبب الزواج ورغبة الزوج التونسي في «تذوق طبخ زوجته» مع مشكلة الوقت المتأخر والمحيط الاجتماعي والعملي جميعها تكشف ما تعانيه المرأة من هرسلة نفسية رغم تقدمها في المهنة.
في المسلسل ايضا إبراز لحياة الطالبات في المبيتات الجامعية وحكاية كل طالبة تقدم تباعا حسب الحلقات، لكل طالبة علاقة مع الشعبة التي تدرسها ولكل حلم مختلف عن الأخرى يشتركن في السعي لتحقيقه، كل منعن من مكان يختلف عن الاخرى ولكل واحدة حكاية ومنذ الحلقة الاولى يصدم المتفرج بصفعة هديل لزميلها خبيب بسبب التحرش وهي ظاهرة اجتماعية ينقدها المسلسل، بالاضافة الى تسليط الضوء على المعاناة النفسية للطالبات بسبب الزواج التقليدي والعائلي ومحاولة المرأة تحقيق حلمها الشخصي والمهني بدل الاستجابة لطلبات العائلة للزواج، جميعها مشاكل نفسية تهم المرأة يجدها الجمهور في مسلسل حياة خاصة الذى اعطى الكلمة للشباب والفرصة ليبدعوا ويؤكدوا قدرة الشاب على صناعة نفسه وصناعة نجمه.

الحلم ممكن
تدور أحداث مسلسل حياة خاصة في جامعة للسينما، في فضاء ينتج فنانين وحالمين يكون الموعد اليومي مع طلبة اختاروا السينما ليدرسوا ويحلموا ويبدعوا بعدها، في «حياة خاصة» جميع الطلبة اختاروا السينما لانها تمثل هامشا للحرية و للامل كما يقولون منذ الحلقة الاولى، جميعهم تحصل على الباكالوريا ليدرس السينما باستثناء هيثم «هيكل عبيدلي» الذي تحول من دراسة القانون الى السينما فقط لأنه صاحب قريبه الى مهرجان الهواة اراد اكتشاف ذاك العالم الساحر، شخصية هيثم تبدو معقدة ومنذ الحلقات الاولى يشدك اداء العبيدلي من خلال تعابير وجهه فالشخصية قليلة الكلام وتستعمل فقط حواسها للتعبير، للعينين حكايا وللنظرات ايضا، شخصية هيثم وكانها عنوان لمواصلة الحلم، شخصية تؤكد ان للمرء القدرة على الحلم وتحقيق ما يريده متى اراد ذلك.

شخصية اخرى عنوان للحلم والقوة شخصية خالد التي اداها محمد شوقي الخوجة في تجربة تلفزية تختلف كثيرا عن المسرح، خالد شخصية مركبة ايضا ابدع خوجة في تقديم شكواها ووجيعتها، شوقي خوجة اثبت انه ممثل من طينة الكبار و اكد ان التجارب الكثيرة التي اداها على الركح زادت في نضج أدائه الدرامي و الابداعي فهو فطن سريع البديهة يضحكك وفي الوقت ذاته يزرع فيك الاف الاسئلة والشكوك، حضور شوقي خوجة في دور خالد دليل اخر على ان للحلم بقية ويمكن النجاح متى وجدت العزيمة.
حياة خاصة على قرطاج+ مسلسل اجتماعي يطرح العديد من القضايا التي تهم الشباب ويجسدها شباب عمل تونسي ركز على الشباب ميزته الاداء الفردي فكل شخصية لها مميزاتها الخاصة يحاول الممثل اتقانها ولكن النص جد ضعيف والحوار كذلك وكان بالدراما التونسية تشهد ازمة في الكتابة.

زووم على الممثلين:
ككل عام يتنافس الممثلون لشد انتباه المتفرج واقناعه بعضهم يقنعك منذ المشهد الاول واخرون يكون أداؤهم تدريجيا ويتطور بتطور المسلسل عموما، ويمكن الإشارة إلى:

• دليلة المفتاحي: مبدعة دائما
ممثلة مميزة ومتميزة «وين تحطها تنجح» دليلة المفتاحي هذا العام في دور ام علي شورب، كعادتها تقنعك بحزنها وفرحها، دليلة مبدعة و كل متابعي المسلسل تقريبا يشيدون بنجاحها وتميزها.

• العربي المازني: المفاجأة
ممثل عرفه الجمهور في السكاتشات المضحكة والكوميديا وللمرة الاولى يكون في الدراما في دور مركب، العربي المازني كان المفاجأة في أدائه منذ المشهد الاول في دور عبودة النحايسي في مسلسل تاج الحاضرة، العربي المازني اثبت انه ممثل يمتلك الكثير من الطاقة الابداعية فقط كانت تنقصه الفرصة والدور، المازني مفاجأة الحلقات الاولى وأداؤه جد مقنع يبكيك حين يحزن وترى بريقا اثناء احساسه بالفرح متى شعر بالخمول يتحرك ببطء وكانه يحمل ثقل العالم ووطء الدور، المازني نجح في الدراما كما اجمع النقاد.

• محمد علي بن جمعة: متميز ومبدع
لكل دور حكاية ولكل دور تقنياته وطريقة مختلفة في الاداء، الفنان محمد علي بن جمعة يحضر في دور رؤوف في مسلسل جنون القايلة، رؤوف المعلم و زعيم ناس الديوان، رؤوف الطيب و المحب للاطفال خاصة دور هو نقيض ما اداه العام الفارط في الدوامة، محمد علي بن جمعة اثبت انه مبدع حقيقي أداؤه مقنع وحضوره لافت واينما وضع يصنع لنفسه نجاحا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115