معاني نور المؤمنين والمؤمنـات

قال تعالى :
يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم

بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيم

بالرغم من أنّ المفسّرين ذكروا إحتمالات متعدّدة لهذا «النور إلاّ أنّ المقصود منه - في الواقع - تجسيم نور الإيمان، لأنّه سبحانه عبّر بـ (نورهم) ولا عجب، لأنّ في ذلك اليوم تتجسّد أعمال البشر، فيتجسّد الإيمان الذي هو نور هدايتهم بصورة نور ظاهري، ويتجسّد الكفر الذي هو الظلام المطلق بصورة ظلمة ظاهرية.
التعبير بـ «يسعى» من مادّة (سعى) - بمعنى الحركة السريعة - دليل على أنّ المؤمنين أنفسهم يسيرون بسرعة في طريق المحشر باتّجاه الجنّة حيث مركز السعادة السرمدية، ذلك لأنّ الحركة السريعة لنورهم ليست منفصلة عن حركتهم السريعة.

وبما أنّ مصدر هذا النور الإلهي هو الإيمان والعمل الصالح فلا شكّ أنّه يختلف بإختلاف درجات الإيمان ومستوى الأعمال الصالحة للبشر، فالأشخاص ذوو الإيمان الأقوى نورهم يضيء مسافة أطول، والذين لهم مرتبة أقل يتمتّعون بنور يناسب مرتبتهم، حتّى أنّ نور بعضهم لا يضيء موضع أقدامهم.
وهنا يصدر هذا النداء الملائكي بإحترام للمؤمنين «بشراكم اليوم جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم».

أحكام الصيام بين الفقه والطب 

 معظم أحكام الصيام لها علاقة وثيقة بالصحة والمرض ، وسلامة المكلف والحفاظ على نفسه هو أحد مقاصد الشريعة الغراء الخمسة التي أنزلها سبحانه من أجلها، لذا كان للطب والأطباء الرأي الأول في الفتوى وفي بيان الإعجاز العظيم فيما تضمنته شريعتنا السمحاء من أحكام فيها كل الخير وكل السعادة لهذا الإنسان عندما يلتزم بتلك الأحكام.

الأمراض المبيحة للفطر:

والأصل فيها قوله تعالى: ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام آخر، يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. وهكذا فإن علماء الأمة قد اتفقوا أن المريض الذي يخاف بالصوم زيادة مرضه أو تأخر برئه أو حصول مشقة لا تحتمل، وذلك بإخبار طبيب مسلم عدل حاذق، أو نتيجة تجربة سابقة للمريض، جاز له الفطر وعليه القضاء بعد الشفاء التام وقدرته على الصيام 
إما إذا كان المرض مزمناً لا يرجى شفاؤه، فإنه يفطر ولا يقضي وعليه الفدية، وإذا كان معسراً لم تجب الفدية حتى تتوفر لديه.
و ينطبق الحكم ذاته على الشيخ الفاني. وإذا صدف أن شفي ذلك المريض الذي لا يرجى برؤه وجب عليه قضاء ما قدر عليه إلا أن يكون الصيام سبباً للنكس فلا يقضي. والفدية إطعام مسكين عن كل يوم أفطره. 

الرخصة بالفطر للمسافر والحبلى والمرضع:

من رحمة الإسلام أنه دين يُسر وسماحة. وقد رخص للمسافر الفطر بما جاء في القرآن في آية الصوم ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام آخر، يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر سورة البقرة: الآية 185 . وذلك حتى لا يجتمع على المكلف مشقة الصوم ومشقة السفر.

إنَّ الحامل والمرضع كلتاهما تحتاج إلى مزيد من الغذاء لتقدمه إلى جنينها أو وليدها وقد يعرضها الصوم أو يعرض الجنين أو الرضيع إلى انحراف في الصحة، وقد اتفقت المذاهب الأربعة على إباحة الفطر للمرأة في هذه الحالة سواء أخشيت على نفسها أو على وليدها وجنينها. كما اتفقوا على وجوب القضاء، ولكن اختلفوا في وجوب الفدية،
كما أن من يعمل في مهنة شاقة كعمال المحاجر والمناجم ولا يجد له متسعاً من الرزق غير ذلك العمل، يرخص له في الفطر إذا كان الصوم يشق عليه مشقة كبيرة بحيث يمنعه من مزاولة عمله الذي يحتاج إليه في كسبه، لكن عليه أن ينوي الصيام كل ليلة ويشرع فيه إلا إذا أدركته المشقة بالفعل، ويقضي إذا أمكن الصيام في فصل مناسب، وإلا أفطر ولا قضاء عليه، بل يدفع الفدية إذا توفرت لديه 

تحريم الصيام على الحائض والنفساء:

عن عائشة رضي الله عنها: « كنا نحيض على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة» رواه الشيخان

إن الحيض عند المرأة وإن كان مرحلة فزيولوجية اعتيادية، لكنها تعتبر من الوجهة الطبية حالة مرضية تحتاج إلى رعاية خاصة، فكثيراً ما تشكو الحائض من توعك في جسمها أو من آلام يرافقها إرهاق وقد يضطرب الهضم، كما تكون قدرتها على المقاومة منخفضة وتنقص حيوية جسمها ومهارته وتضعف حركته.لذا اقتضت حكمة العليم الرحيم أن يمنع الحائض من الصيام رحمة بها، وأمرها بالقضاء كيلا تفوتها خيرات شهر الصيام وأنواره.
أما النفساء التي أثقلها الحمل وأرهقتها أحداث الولادة، وها هي ترضع وليدها من غذائها مع ما هي عليه من مشقة وجهد، فهي بذلك مشابهة للحائض بل هي أكثر ضعفاً وأشد حاجة للفطر، وتقضي بالطبع في أيام أخر .

اللـُّهُمَّ إِجْعَلْ صَلاتِنـَا لِحَبـِيـِبـِكَ الْمُصْطـَفـَى وَرَسُوُلِكَ إِمَامُ أَهْل ِ الصَّفـَا نـُوُرَاً فِي قـُبُوُرِنـَا...وَسَبَبَاً فِي زِيَادَةِ أُجُوُرِنـَا...وَأشْرَحْ بـِهَا صُدُوُرِنـَا...وَيَسِّرْ بـِهَا أُمُوُرِنـَا...وَأكْشِفْ بـِهَا هُمُوُمِنـَا...وَأرْفـَعْ بـِهَا غـُمُوُمِنـَا...وَأغـْفِرْ بـِهَا ذنـُوُبـِنـَا...وَأسْتـُرْ بـِهَا عُيُوُبـِنـَا...وَأعْطِنـَا بـِهَا غـَايَة َمَطـْلـُوُبـِنـَا...وَبَلـِّغـْنـَا بـِهَا مَرْغـُوُبـِنـَا...وَقـُرَّ بـِهَا عُيُوُنِنـَا...وَأقـْض ِبـِهَا دُيُوُنِنـَا...وَآنِسْ بـِهَا وَحْشَتـِنـَا...وَكَفـِّرْ بـِهَا عَنـَّا سَيِّآتِنـَا...وَأرْفـَعْ بـِهَا دَرَجَاتِنـَا...وَأجْعَلْ لـَنـَا بـِهَا نـُوُرَاً بَيْنَ أَيْدِيـِنـَا وَمِنْ خـَلـْفِنـَا...وَعَنْ أَيْمَانِنـَا وَعَنْ شَمَائِلِنـَا...وَأَدِمْ بـِهَا شُهُوُدِنـَا فِي نـَبـِيِّكَ...وَأجْعَلـْهُ لـَنـَا شُهُوُدِاً مُتـَّصِلاً...وَأفـْنِنـَا بـِهِ فِي مَحَبَّةِ رَسُوُلِكَ...أَللـَّهُمَّ إِجْعَلْ شُهُوُدِنـَا لِهُ شُهُوُدَاً جَلِيَّاً مُتـَّصِلاً مَحْفـُوُظاًَ عَنْ شَوَائِبِ التـَّوَهُّم ِ وَالْخـَيَال ِ...وَأجْعَلْ رُؤْيَتِنـَا لـَهُ فِى الدُّنـْيَا وَالآخِرَةِ مِنَ الْبَابِ الْخَاصِّ الـَّذِي لـَمْ يُدْرِكُهُ الْخـَلـَلَ وَالإِخْتِلال ِ...وَأفـْنِنـَا فِي ذاتِهِ فـَنـَاءَاً يُحَقـِّقـُنـَا بـِمُشَاهَدَةِ جَمِيـِع ِحَضْرَاتِهِ...وَيَكُوُنُ لـَنـَا قـُوَّة ً مَصُوُنـَة ً...وَوَاسِطـَة ًمَأمُوُنـَة ًإِلـَى التـَّرَقـِّي لِلِحَضَرَاتِ الإِلهـِيَّةِ...لِنـُدْرِكَ بـِهِ مُشَاهَدَةِ جَمِيـِع ِالْحَضَرَاتِ الْجَلالِيَّةِ...وَالْجَمَالِيَّةِ وَالْكَمَالِيَّةِ وَالْكِبْرِيَائِيَّةِ...حَتـَّى نـَظـْهَرَ بـِمَظـَاهِر ِتـَجَلـِّيَاتِ تِلـْكَ الْحَضَرَاتِ...وَنـَمْتـَدَّ مِنْ نـُوُر ِالذاتِ الأَصْلِيِّ بـِوَاسِطـَةِ الأَسْمَاءِ وَالصِّفـَاتِ...وَأحْضَرْنـَا بـِهَذا الْحَبـِيـِبِ الأَعْظـَم ِعِنـْدَ مَوْتِنـَا...فِي نـَزْع ِأَرْوَاحِنـَا لِيُلـَقـِّنـَنـَا كَلِمَة َ لا إلهَ إِلا الله مُحَمَّدٌ رَسُوُلَ الله.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115