اليوم ينطلق الجزء الثاني من «جنون القايلة»: نجح الأطفال في الجزء الأول فما الذي يخفيه سيناريو الجزء الثاني؟

«يا سادة ويا مادة، ناس الدّيوان دلّونا على طريق الخيروالسّعادة، جنون القايلة راجعين، وحكياتهم بالخير فايضة»

بهذه الكلمات تنطلق اولى حلقات مسلسل جنون القايلة (في جزئه الثاني)، سيناريو عزة السعيدي وسامية رحيم واخراج امين شيبوب انتاج التلفزة الوطنية وتمثيل كل من سامية رحيم و عبد اللطيف خير الدين و الاطفال يوسف سوسية وزينب فخفاخ ومحمد عزيز القابسي ومحمد عزيز خلف الله ورنيم عوسجي وحضور لمحمد علي بن جمعة في الجزء الثاني.
كثير من التشويق في رحلة ممتعة يقودها اطفال صغار في المدينة العتيقة، لاكتشاف خباياها وأسرارها، رحلة عجيبة بها الكثير من المؤثرات الخاصة وحكاية «ناس الديوان» وصراع الخير والشر، درس في الوحدة والاتحاد من اجل المصلحة الجماعية حكايا «امي فاطمة» (سامية رحيم) لجنون القايلة الخمس ايناس وإلياس وياسمين و وليد وسامي خمستهم يعشقون الاكتشاف وتقودهم طفولته الى ان يكونوا جنودا يدافعون عن المدينة العتيقة، كثير من التشويق قدمه الجزء الاول فما الذي يحمله الجزء الثاني من جنون القايلة؟.

راهنوا على الاطفال وكسبوا الرهان
يوسف سوسية (الياس) وزينب فخفاخ (ايناس) و محمد عزيز القابسي (سامي) و رنيم عوسجي (ياسمين) و محمد عزيز خلف الله (وليد) خمسة اطفال عاشت معهم الاسرة التونسية رحلتهم في المدينة العتيقة لخمسة عشر حلقة في رمضان 2017 و هم انطلاقا من اليوم يكون للمتفرج على موعد مع «جنون القايلة» في الجزء الثاني، حكاية العمل تبدو بسيطة في الحلقات الاولى من الجزء الاول خمسة ابناء عمّ يجتمعون على مضض في منزل جدتهم «امي فاطمة» التي قامت بأداء الشخصية الممثلة سامية رحيم، خمستهم يشعر بالقلق وعدم الرضا لغياب الانترنيت والهواتف الذكية والتلفاز وكل الانستغرام والفايسبوك والوات ساب وكل مظاهر العصرية عن بيت «امي فاطمة» التي تحكي القصص فقط.
اليوم الاول اي الحلقة الاولى والثانية يكتفون بحكايا الجدة الغامضة ثم تنطلق رحلة الاطفال «جنون القايلة» لاكتشاف المدينة العتيقة ومعهم اسرار «ناس الديوان» ومعهم رحلة البحث عن الخواتم العجيبة الخمسة لخمسة اصدقاء كانوا رمزا للخير ضد كل قوى الشر والأطفال اختيارا ليواصلوا مشوار اجدادهم فان اختلف العصر واختلف الفكر يبقى الشر والخير في صراع ازلي كما نشاهد في المسلسل.

جنون القايلة في جزئه الاول تميز فيه الأطفال رغم صعوبة العمل مع الصغار و الجهد الكبير نجحنا ونجح الاطفال في جلب ثقة المشاهد» كما يقول المخرج الشاب امين شيبوب، في الجزء الاول راهنوا على الاطفال وكسبوا الرهان، من جولة الصغار في المنازل القديمة والاسرار والتشويق الكبير الذي رافق المسلسل هناك الكثير من الرسائل وأولها تعليم الاطفال خاصة التفكير في المصلحة الجماعية بعيدا عن الانا و الذاتية، فالفرق بيّن بين الحلقة الاولى من الجزء الاول والحلقة السابعة او العاشرة في المسلسل يتغير سلوك الاطفال ليصبحوا اكثر وعيا واكثر تفكيرا في مصلحة المدينة العتيقة التي لم يشعروا يوما بانتماءهم اليها ولكن حين ناداهم الواجب «حكايات ناس الديوان والخواتم» لبوا النداء وأصبحوا جنود تلك المدينة.
في المسلسل في جزئه الاول اتشويق ومؤثرات خاصة سينمائية و مع صور تقرب المشاهد الى ديزناي والصور المتحركة احيانا لشد انتباه المتفرجين من الاطفال وارسال قيم انسانية ومجتمعية مثل المواطنة و حقوق الانسان واحترام الاخر والقانون جميعها اداها الاطفال الخمسة بمهلرة حد ان اثرت الشخصيات على حياتهم اليومية «الكثير تغير في شخصيتي واصحبت احب العمل الجماعي اكثر من الفردي» على حد تعبير الطفل محمد عزيز خلف الله في احدى اللقاءات الاذاعية.

المدينة العتيقة اسرار وخبايا وجب الحفاظ عليها
لخمسة عشرة حلقة و اسم المدينة العتيقة وأسماء ابوابها يذكر يوميا في جنون القايلة، الكثير من المعلومات وسط السيناريو للتعريف بالمكان وبمخزونه الحضاري حديث الاطفال عن السور القديم المبني لأكثر من مرة، سؤل ان اسماء الابواب واشارة الى «باب العلوج» الذي كان يسمى باب الرحيبة وبناه ابو اسحاق المنتصر الحفصي عام 1435ميلادي وتغير الاسم حين سكنت امه الايطالية في المكان، وباب سويقية لانه يتوسط السوق وكثير من المعطيات عن المدينة العتيقة ودورها التاريخي في حضارة تونس الحاضرة.
معلومات تقدم في المسلسل بطريقة بسيطة ليسهل حفظها ربما تجيب عن الاسئلة الكثيرة التي قد تخامرك اثناء تجوالك في المدينة وشوارعها وازقتها الضيقة قدمت اما في شكل خرافة لما للخرافة من تأثير في وعي الطفل او في حديث جماعي بين الصغار وهم يلعبون عملا بالمقولة «علّم الاطفال وهم يلعبون».
في المسلسل وجهت اسهم نقد كثيرة للبلدية، لوزرارة الثقافة وللمعهد الوطني للتراث سهام نقد لمن ينظرون الى منازل المدينة العتيقة تهدم او تدخل طي النسيان بعين نصف مفتوحة واذان ربما صمّاء لا تسمع صراخ التاريخ، فاليوم واثناء تجوالك في المدينة العتيقة تجد الكثير من المنازل المهدمة او المهملة او شبه المنسية، منازل لها حكاياها وتاريخها بعضها غلب عليه الطابع العصري وجزء اخر منسي فهل ستستجيب الادارات المعنية الى النقد الذي وجه في الجزء الاول من جنون القايلة؟.

اختلفت الاجيال و الحلم واحد: الدفاع عن الانتماء
«جنون القايلة» سيتكوم كتبته سامية رحيم وعزة السعيدي، نص يسكنه التشويق والمؤثرات الخاصة والغموض والابهار، يجمع أربعة أجيال مختلفة جيل اول تمثله سامية رحيم و عبد اللطيف خير الدين، وجيل ثان تمثله ايمان بدرجح و حكيم مسعودي والجيل الاخير الذي يمثله الاطفال الخمسة، في العمل تختلف الاعمار والافكار ولكن احداث المسلسل تجمعهم ليدافعوا عن المدينة والمكان، لكل حيله وطريقته الخاصة ولكن الهدف واحد حماية المدينة العتيقة من توسعات «قلب الحجر».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115