مهرجان الفنون التشكيلية بالشابة: حومنا بالألوان ... وتراكّنا تكتب إلياذة للحب ...

الفن حياة حين يغازل اللون الريشة تكتب اجمل النوتات وتسحر لبك

وتحملك الى عالم من الاسئلة، الريشة حياة وفي الشابة انكب الفنانون التشكيليون على رسم تلوينات الحلم في «حوم المدينة وتراكنها» ضمن فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الفنون التشكيلية بالمدينة.
في الشابة تختتم يوم 6ماي فعاليات المهرجان لتبقى المدينة لوحة فنية مفتوحة يتأملها الزائر ويبحث عن اسرارها ففي المدينة الصغيرة زينت كل الحيطان كل الابواب القديمة تزينت وأصبحت كتابا مفتوحا يتأمله المارة، مهرجان انفتح على الفضاء الخارجي في اطار سياسة ثقافة القرب وتحقيق لامركزية الثقافة.

حومنا تتحدث فن ...»جيب الفوشة وايجا»
جميلة انت بألوانك الزاهية، ساحرة حيطانك وهي تحدثنا عن تاريخك واسرارك، بهية وأنت تغازلين البحر و تغنين للصيادة «مهما يرجع البحار للبحر الي يغرقوا» فيجيبونك «انت وفني اقوى مني»، بهية انت كطفلة متمردة ومشاكسة، لحيطانك الاف الحكايا، حكايا طمسها الزمان، الوانك بهتت وتلاشى بريقها اكلت الشمس سحرك وخبأت وراء طبقة الغبار بعض أحاديث العشق التي تروينها لكل زوارك، فانت سيدتي البهية «حيطانك الكلها كلام، وبيبانها الكل حكايات، حيوط كلاها زمان وزينتها تنحات و بهتت الوانها وغطات الغبرة اسرارها والوانها طفاتها الشمس ومحاتها» وحان الاوان ليعود لحيطانك بريقها، ان وقفت الحياة فالالوان تبعث فيك الحياة من جديد وتزيدك بهاءا وجمالا، فانت مدينة الحلم بامتياز.
هنا الشابة تتزين بكل الألوان هنا مدينة شاطئية صغيرة تعانق البحر وتلامس السماء مدينة تشعرك بالالفة ان زرتها، لن تشعر بالقلق مطلقا فمناخها وابتسامة اهلها سحر البحر وغموضه، الشابة تعيش مع سحر اللون ورقصات الريشة ضمن فعاليات مهرجان الفنون التشكيلية مهرجان خرج من الجدران المغلقة الى شوارع المدينة والحوم الشعبية واقترب الى المواطن.

هنا في الشابة الكل تجنّد لتلوين المدينة ليعطي للأحياء بريقها وينصت لحكاياها، هنا ابواب نسيها اهلها فاضمحلت ألوانها وحان وقت بعث روح اللون فيها من جديد، هنا حيطان تعكس تاريخ المدينة وتكتنز حكاياها نسيها سكانها فبهتت وتساقط بعضها وهاهم الفنانون يحملون سلاح الفرشاة والريشة ويعيدون تشكيل فيسفاء الحياة من جديد.
في الشابة من ولاية المهدية تتواصل فعاليات مهرجان الفنون التشكيلية الذي ينتظم في اطار الخروج عن المالوف وتحديا من الادارة للشكل التقليدي للمهرجانات و تمردا على فكرة ان وحدها الاماكن المغلقة تكون فضاء للفنون وفي سياسة تقريب الفن من المواطن تكون الحوم والجدران وجهة الفنانين على حد تعبير ايمن الشريف مدير دار الثقافة الشابة.
خارج فضاء دار الثقافة انتشر باعثو الفرحة والحياة على الجدران المنسية، انطلاقا من واجهة دار الثقة بالمدينة فواجهة القباضة القديمة وسوق الحوت و البوسطة القديمة ومدرستي الشابة الوسطى والشرقية، فحومة السوسي والشرقية والوهاب والسلامية وسط المدينة يتجول كل من حمدي مزيو وعبد الرحمان دلدول وتوفيق الفرجاوي وايمان الوذان ومختار الغربي و اشرف عبد العظيم وهاجر العلوي ودرة الحسني ونور الدين عبد العالي وسامي خليفة ومجموعة Brother hood art ليزينوا جدران المدينة وينفخوا فيها بعضا من حياة متجددة.

متى توفرت ارادة النجاح سننجح
الوان زاهية تبعث في النفس حب المكان، اصفر تماهى مع الاسود والبنفسجي، صور لمشاهير الفن التونسي زينوا الحيطان الصامتة، موسيقى تنبعث في المكان من الالات الموجودة على الحيطان، عود يجاوره القانون وأسفلهما الكمان يعزف الحان الحب قبالته الناي يحدثك عن المكان و الى يمينه قيثارة تدعوك لزيارة نوادي الاختصاص وتحثك على الاستماع الى موسيقاك والى نغم الحب داخلك.

زينة المكان جد مبهرة، من الكراسي التقليدية صنعوا اجمل الاثاث بغلاف تونسي الروح فتجد الكليم بكل الوانه الزاهية وتجد «الفولارة» باتت غطاء للكراسي والطاولات، ركن تونسي الروح والانجاز يؤكد انه عندما تتوفر العزيمة و روح الخلق والتجديد فإنه لا يوجد مستحيل على حد تعبير ايمن الشريف، الذي اضاف في تصريح لـ«المغرب» «دور الثقافة بشكلها التقليدي منفرة، الحيطان البيضاء الجرداء تنفر الطفل والشاب لذلك حاولنا التجديد في ديكور الفضاء بحثنا في رغبات الشباب واذواقهم لتكون دار الثقافة قبلتهم، الشباب هم اصحاب الافكار والتنفيذ ونحن نؤطرهم بإمكانياتنا المادية المتاحة، رغم صعوبتها ولكن للحلم نوافذ عديدة» على حد قوله.
أيمن الشريف انموذج عن الشباب الحالم والراغب في التغيير بجدية، شاب يبحث عن التجديد في العمل الثقافي لم يكتف بتكرار مقولة « ماعناش ميزانية، ومراقب المصاريف معطلنا» بل توجه الى الشباب وحاول من العدم خلق فضاء جد مميز، له ألوانه الجميلة وفيه بصمة ابناء المدينة الذين جسدوا حبهم للفن في زينة دار الثقافة، فضاء عمومي اصبح جد انيق بألوانه التونسية وزينته التي تبعث في الزائر حب المكان، ايمن الشريف فنان يعرف ان المؤسسة الثقافية وجب ان تغير حلتها البيضاء الصامتة بأخرى اكثر اشراقا لتستقطب الطفل والشاب ونجح في ذلك لان اغلب المشاركين في زينة جدران المدينة هم من المتطوعين رواد دار الثقافة، شباب يؤمن ان اللون حياة والفن بكل تلويناته نفحة من امل متجدد وينبوع للحلم لا ينضب.

ساحة الفنون..ساحة للفن فعلا
اللامركزية فعل لا قول، ثقافة القرب انجاز ليست شعارات وبالثقافة نكتسح الاحياء ونكون اقرب الى المواطن، الشارع فضاء للمقاومة للحلم و للخوض في شجون المواطن وقضاياه الاجتماعية هكذا يقول المشرفون على مهرجان الفنون التشكيلية في الشابة.
الشابة تزينت، ولبست اجمل الالوان، هنا ساحة الفنون ليست كغيرها، تجاوز المنظمون فكرة الرخامة والتدشين وهيأوا ساحة للفنون جد جميلة، زرعت ورودا وهيئت ارصفتها، لاشهر وهم يعملون ليحول التراب الى اسفلت منظف وأنيق وتزرع الورود بكل الوانها فالشارع فضاء للفن ونريد كسر فكرة حصر الثقافة في الفضاءات المغلقة كما يقول مدير دار الثقافة الشابة.

تهيئة ساحة الفنون هي بادرة مشتركة بين دار الثقافة الشابة و جمعية الطفل و الابداع الجهات الرّاعية لمهرجان الفنون التشكيلية بالشابة في اطار برنامج دورته الثانية بدعم من وزارة الشؤون الثقافية.
في الشابة أصبح هناك ساحة فنون عصريّة بمواصفات نموذجيّة وفيه من الجماليّة الكثير.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115