اختتام مهرجان قفصة للفرجة الحية: دورة أوفت بوعودها، و«رايونو سيتي» من أبرز العروض

أسدل الستار مساء الثلاثاء 1 ماي، على فعاليات الدورة السادسة لمهرجان

قفصة للفرجة الحية، الذي كانت فعالياته قد انطلقت منذ يوم الاثنين 23 أفريل، بتنظيم من مركزالفنون الدرامية والركحية، وتحت اشراف وزارة الشؤون الثقافية، وسجلت هذه النسخة الجديدة مشاركة عديد الدول العربية الى جانب تونس، وهي الجزائر، والمغرب، ومصر وفلسطين وايضا الكوت دي فوار، والتي قدمت جملة من الاعمال المسرحية المحترفة، الى جانب عرض مسرحي للاطفال، وعرض موسيقي راقص بعنوان YIDOHA.

من الإضافات الجديدة للدورة السادسة لمهرجان قفصة للفرجة الحيّة، عقد شراكة بين مركز الفنون الدرامية وجامعة قفصة في اطار انفتاح المركز على الفضاءات الخارجية من جهة، وتشريك الطلبة والمؤسسات الجامعية في تنظيم مثل هذه التظاهرات من جهة ثانية، وتجسدت هذه الشراكة في تنظيم كرنفال احتفالي شبابي، برؤية فنية ومسرحية تختلف عن النمط التقليدي للعروض الفرجوية، وتميز بمشاركة طلابية هامة وبازياء فنية مسرحية، ومن ابتكار المبدعين الشبان الذين ما فتىء مركز الفنون الدرامية والركحية يستقطبهم، ويفسح لهم المجال للابتكار والانتاج فنيا ومسرحيا. والمشاركة في مختلف أنشطة المركز، وخاصة منها الورشات والتربصات والدورات التكوينية، وفي السياق ذاته، فقد كان لمركز الفنون الدرامية والركحية، شراكة هامة لا تقل أهمية عن الأولى مع المهرجان الدولي لمسرح الطفل من خلال الندوة الفكرية المشتركة تحت عنوان «مسرح الطفل والتراث»، وبمشاركة نخبة من المسرحيين من تونس وفلسطين والعراق ومصر، وقدمت خلالها مداخلات:

- أهمية التراث في المسرح الموجه للأطفال: الدكتور مقداد مسلم

- توظيف الموروث الشعبي الفلسطيني في مسرح الطفل الفلسطيني دفاعا عن الهوية الفلسطينية: الأستاذ نادر القنة.

- الحقائق الفنية لمسرح الطفل بين النص والعرض: الاستاذ فارس عبد الشافي

- توظيف العناصر التراثية في مسرح الطفل: الأستاذة ريم العيساوي

رايونو سيتي، من عروض الدورة
رغم تنوع العروض المسرحية، لهذه الدورة، الا ان مسرحية رايونو سيتي، لمركز الفنون الدرامية والركحية بمدنين، استطاعت استقطاب أعداد هامة من الجماهير، رغم طول مدة العرض، ساعة و45 دقيقة، والمسرحية نص واخراج علي اليحياوي، تمثيل، لطيفة القفصي وفرحات دبش وعواطف العبيدي وكيلاني زقروبة، وضو حمزة بن عون، ومكرم الصنهوري ونادية تليش ولسعد جحدير، وعبد العزيز التواتي، وشوقي العجيلي، واسماء بن حمزة، وجهاد الفورتي، وادريس عبد القوي.

وريونو سيتي إسم حي شعبي في مدينة مدنين جنوب الجمهورية التونسية، ما يمكن أن يشير إليه العنوان كون المسرحية ستكون في إلتصاق بخصوصيات هذا الحي سرعان ما يتلاشى عبر متابعة العرض. نكتشف أن الإسم أستعمل لدلالته السحرية و لما يحمله في أتونه من علامات إنفتاح وتماهي مع عالم متعدد الحدود والطبقات، و لكن سمته الإنسان الأساس والرمز.

المسرحية تأتي في إطار وطني متقلب ومربك، تمشي عبره كل الرؤى و النظريات فوق رمال متحركة بلا بوصلة حقيقية للخلاص. واقع لا يختلف عمّا ما تعيشه معظم دول العالم الثالث من تشظي و إنعدام لقيمة الإنسان وإنتشار الأمراض الجسدية والآفات الفكرية و التشوه الإجتماعي. هذا التوصيف البسيط للوضع العام محليا وعالميا يجعلنا نفهم بعض ما سعى إليه المخرج من منطلق الإنسان المحور في إرتباط بوضعه المحلي إلى الصورة العالمية للإنسان وما يحمله ذلك من إحراجات وأسئلة حارقة.

إنفتحت المسرحية على جانب سينوغرافي لمكان ثابث حي شعبي تشقه قنطرة وتحتها مصب فضلات في صورة واقعية لطبيعة هذه الأحياء و فيها إحالة إلى وضعية الإنسان فيها، من ناحية ثانية فتح الجانب السينوغرافي المجال لتوليد الحركة و اللعب عبر مجال فوقي ومجال أرضي تتسابق عبره الحبكة الدرامية وطاقة الشخصيات إلى محاولة الخلاص وتكريس فعل البحث والحيرة و التلظي على جنبات المكان والزمان. إذ أن الشخصيات وإن توحدت في واقع الحيف الإجتماعي و القهر الإقتصادي فإنها بقيت رهينة خلاصات أفيونية وضمادات لا تفي بالعلاج. و من هناك كان للصبغة الدائرية للعمل دور في إثبات هذا الإرتداد والعود على بدء و تكريس حالة الفعل العدمي، و برزت في آتون ذلك النتائج المباشرة لذلك وإحتلت مساحة العنف وعدم قبول الآخر مجمل المشاهد ونجح الممثلون في إيصال هذا العمق الخاوي للتغيير، بطريقة درامية وبدرجة عالية من الاحتراف...

ومن التلوينات الفرجوية الأخرى لهذه التظاهرة الهامة عرض YIDIHA وهو عرض موسيقي راقص لـ Compagnie Dumanlé من الكوت دي فوار، لمجموعة من الراقصين والعازفين وتضمن العرض مجموعة من اللوحات الموسيقية الراقصة، التي تتميز بها عديد المناطق الإفريقية، خلال المناسبات الاجتماعية المختلفة، بإيقاعاتها وأزيائها والتي تجسد ايضا الطقوس الاحتفالية داخل الادغال الافريقية، وحضر العرض جماهير هامة تفاعلت مع الموسيقى الافريقية، والايقاعات، التي نجد ما يشبهها بمناطق الجنوب عللى غرار ما تقدمه مجموعات «البنقة» و»السطمبالي» وايضا ما يعرف بمجموعة «سيدي مرزوق العجمي»...
وقد اوفت الدورة السادسة لمهرجان قفصة للفرجة الحية بوعودها، ما عدى التغيير الذي طرأ على العرض الختامي من فلسطين بعنوان «مذكرات سلفي» نظرا لوصول مجموعة مسرح السنابل متاخرة الى تونس، مما اضطر مركز الفنون الدرامية إلى تعويضها بعرض مسرحية «نحكيو خير» إخراج وليد العيادي...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115