اختتام ملتقى سينما الجنوب: الجائزة الأولى من نصيب الفريق اللّيبي.. نعيش حربا لكنّنا نقاوم بالسينما

يقاومون بالكاميرا، سلاحهم صورة وكاميرا صغيرة يحملونها ليوثقا لليومي ولينقل حقائق قد لا تنقلها وسائل الإعلام.. الوضع المضطرب

في بلدهم و قلة الفرص لممارسة الفعل السينمائي دفعهم الى الجارة تونس والمشاركة في ملتقيات السينما لتأكيد ان السينما حياة وأنهم يريدون خوض كل تجاربها.

اختتم ملتقى سينما الجنوب في دورته الخامسة، اختتم فعاليات مسابقة 4*4 وكانت جائزة العين الذهبية من نصيب الفيلم «نخدم نقاوم» لمجموعة هلبة الليبية ، مجموعة مكونة من الثلاثي احمد عيسى واحمد الجليدي وسامر العامري وثلاثتهم يريدون ترسيخ فكرة السينما البديلة في وطنهم ونقل حكايا الانسان.

«نخدم...نقاوم»
الكاميرا سلاح الحالمين الكاميرا وسيلة عشاق السينما لنقل هواجس البسطاء وإيصال افكار المنسيين، بالسينما يقاومون ويردون الاعتبار لمن قست عليهم الجغرافيا بالسينما يحدثونك عمن تناساهم اليوم وضاعوا في زحام الوقت والعمل.

الى شنني تحملك كاميرا فريق «هلبا» الفائز بجائزة العين الذهبية في ملتقى سينما الجنوب في دورته الخامسة، محور الفيلم كان «المقاومة» فاختار ثلاثتهم اي احمد عبد الله الجليدي وسامر العامري وأحمد عيسى الحديث عن العمل كفعل للمقاومة، فالمقاومة ليست فقط السلاح وانما العمل مقاومة ولتضحية لاجل الفكرة مقاومة و المحافظة على حرفة الاجداد مقاومة ايضا على حد تعبير سامر العامري.

في شنني بين المنازل الجبلية المهجورة، وسط هالة من التاريخ وبعض بقايا قرية جبلية غادرها اهلها ونزلوا الى «شنني الجديدة» لازال عمر الميساوي متمسكا بالقرية القديمة ولازال يزاول مهنة ربما تكاد تنقرض وهي «رحي الزيتون بالطريقة التقليدية بالجمل أين يوضع الزيتون في تلك الرحى الكبيرة ويدور حولها الجمل حد رحيه، هنا في المعصرة القديمة التي تعود لمئات الاعوام لازال سكان شنني يصعدون الجبل يحملون الزيتون الى المعصرة القديمة ليعود بزيت في لون الذهب يحافظ على طعمه الاصلي .

عمر الميساوي تونسي ينتمي الى الهناك الى الجنوب ينتمي الى الجبل، مازال يتمسك بمهنة اجداده وان قلت مواردها ولكنه يحافظ على الحرفة لأنها عنوان الهوية، و من واجب السينمائي الوقوف الى جانب البسطاء وايصال أصواتهم وتقديمهم الى الاخر وتلك رسالة مجموعة «هلبا» على حد تعبير احمد الجليدي المختص في تقنيات الصوت.

للموسيقى سحرها مع موسيقى الة الوتر ونوتات امازيغية الروح تتجول كاميرا الفريق الليبي في شنني تحمل المشاهد الى لحظات من المتعة مع بقايا شنني القديمة بعض بقايا جمال ابى الزمن محوه تكون حكاية عمر الميساوي وتقاسيم وجهه، تقترب الكاميرا تدريجيا لتغوص في حركة اليد المرتجفة كإشارة الى صعوبة العمل و تجاعيد رسمت على الوجه هي حكايات الزمن وخطوطه على وجه رجل لم يبلغ الخمسين بعد، تونسي يؤمن ان العمل عبادة واختار ان يقاوم هو الاخر ليحمي بقايا قريته الجبلية من النسيان وكاميرا فريق «هلبة»وثقت لتلك اللحظات وكانت الكاميرا صوته وعرّفت بشخصية محورية في شنني لا يعرفها الكثيرون في محاولة لتكون الكاميرا صوت كل المقاومين بالفكرة و اليد والقلب النابض باسم الوطن ايا كانت الجنسية.

من الحامّة الى شنني...الحلم واحد
للسينما رسائلها المشفرة للسينما ميزتها لأنها صوت المنسيين دوما وتنحاز في ملتقيات السينما البديلة الى الانسان ايّا كان لونه وعرقه وانتماؤه، الفريق الليبي الفائز بجائزة العين الذهبية في ملتقى سينما الجنوب.

تعد مشاركتهم الثانية في تونس وسبق أن فازوا بالجائزة الاولى في ملتقى الحامّة السينمائي بفيلم «شاقي ولا محتاج» فيلم صور في دكان احد اسكافيي مدينة الحامة، شيخ كتبت السنون تجاعيدها على يديه، الكاميرا توثق ليومه كاملا منذ انبلاح الصبح حد قدوم الليل، شيخ يملؤه حب الحياة وحب عمله، الكاميرا تركز اكثر على تجاعيد اليد وتلك السمرة عليها، سمرة تحملك الى تجاعيد وجوه الصادقين الذين يعملون ليضمنوا عيشا كريما «نخدم، خدمتي متعبة اما نكون شاقي ولا محتاج»، في الفيلم يوجه ذاك الاسكافي او «الملاخ» في الدارجة التونسية الكثير من الطاقة ورسائل حب العمل الى الشباب ويدعوهم لصناعة ذواتهم من العدم ويخبرهم انّ العمل حياة فاعملوا.

بين فيلم «نخدم ونقاوم» و فيلم «شاقي ولا محتاج» نقاط تشابه كثيرة اولها جودة الصورة المبهرة التي اعتمد عليها الشبان الثلاثة لأنهم «نؤمن بقدرة الصورة على التغيير، الصورة سلاح وجب معرفة كيف نستخدمه» على حد تعبير سامر العامري.

أحمد عيسى واحمد الجليدي وسامر العامري ثلاثتهم انموذج للشباب الحالم في وطنه، جمعهم حب السينما والصورة وجمعتهم رغبة في تصوير الحقائق ونقلها الى الجمهور في الخارج، رسالتنا الاهم «نقل ما يعيشه الليبيون، نريد ان نكون صوت الحقيقة، السينما قادرة ان تكون الى جانب المستضعفين» كما يقول العامري مضيفا، سمينا المجموعة «هلبا» أي «برشة» لأننا سنقدم «برشة» افكار «برشة» حقيقة و»برشة» احلام سنزرعها لتزهر املا ننثره في وطننا ويفوح شذاه على الجمهور ايا كانت جنسيته، نريد ايصال صوت الانسان الليبي الى الخارج ذاك وحلمنا الذي نعمل على تحقيقه.

 

الاستاذ عبد العزيز بوشمال:
السينما لغة للحياة
اختتم ملتقى سينما الجنوب في دورته الخامسة وهو حلقة من مجموعة من الملتقيات السينمائية البديلة التي ترسخ لفكرة ثقافة القرب والعمل على ايصال السينما للجمهور اينما كان، عبد العزيز بوشمال المربي والسينمائي هو أكثر المؤطرين وفاء لجل الملتقيات السينمائية البديلة، كلما كان هناك ملتقى وجدته يؤطر المشاركين في المسابقات ينصحهم ويساعدهم على التصوير ويقدم لهم تصوراته العامة بخصوص مواضيع افلامهم، عن ملتقيات السينما يقول بوشمال «فرصة للحلم ولولادة الامل دائما، منذ اول لقاء سينمائي في بني خداش قررنا أن نكون سندا لكل الحالمين، نريد سينما بديلة نريد سينما حقيقية سينما تجيء للمواطن ولا تنتظر ذهابه اليها» ويضيف محدثنا ان الكاميرا سلاح الصادقين متى عرف الشباب الحالم كيفية استخدامه سيكون لهم دورهم الفعال في ايصال صوت المواطن وإبراز هواجسه دون السقوط في فخ استدرار عطف المشاهد، فالسينما مقاومة وممارسة. السينما تعني ممارسة الحياة والشعور بحب لكل تفاصيلها، فهم يعملون نحو سينما وطنية بديلة تنطلق من المحلي لتحتفي بالإنسان.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115