ملتقى سينما الجنوب: العرض الأول لفيلم «VIOLON» للمخرج رضوان عويساوي

الموسيقى عنوان للحياة.. الموسيقى نوتة أمل متجدد تبعث في الروح الحياة

وتبعث في الكئيب حب الأمل، الموسيقى كما ألوان قوس قزح تزيد السماء رمادية اللون بهاء وتعطي قيمة للسكون، وحدها الموسيقى تبعث فيك الامل وتسكنك بالحب وتشحنك بتفاصيل الجمال هكذا يقول فيلم violonللمخرج رضوان عويساوي الذي كان عرضه الاول في ملتقى سينما الجنوب بتطاوين.
فيلم يوثق لأهمية الموسيقى عند الطفل خاصة، فيلم ينقل للمتفرج قدرة الموسيقى على مسح غبار الحزن من النفس البشرية، فيلم يقدم بالكاميرا رحلة نوتة موسيقية تدفعك لحب الحياة بكل تفاصيلها.

الموسيقى أمل:
أيتها الموسيقى.. إن في أنغامك الساحرة ما يجعل جميع لغتنا عاجزة قاصرة، أيتها الموسيقى ان لسحرك الكثير من الأسرار وحدهم من أحبوك يعرفون كنهها ، أيتها الموسيقى أنّ للغتك الكثير من الشّيفرات وحدها الكاميرا تستطيع الغوص في أغوارها واكتشاف خباياها ونقل رسائلها الكبرى الى المتفرج.
صورة كبيرة لقاعة الدرس، تلاميذ ينهمكون في إعداد دروسهم وتمارينهم، تلميذ وحيد صامت لا يريد الخطاب ولا الدراسة هو محور الأحداث، الطفل حمزة المنياوي في شخصية «عمر» تتسارع الأحداث ليعرف المشاهد انه امام طفل فقد والديه في حادث سيارة واصابه اكتئاب حد تفكيره لعديد المرات في الانتحار ووحدها الموسيقى وتحديدا موسيقى آلة الكمنجة الساحرة أنقذته وأعادت اليه ابتسامة فقدها لاشهر.

كاميرا المخرج تتبع عمر من المدرسة الى المقبرة «نحب نمشي حذاهم» قولته الوحيدة التي يرددها دائما، الى المنتزه فالقنطرة لمحاولة الانتحار والذهاب حيث والديه.
كاميرا المخرج ركزت كثيرا على ملامح الطفل وحزن رسم في عينيه تجسيد للشخصية حد الحقيقة، اختيار الممثلة نجوى ميلاد في شخصية جدة الطفل عمر كانت موفقة لأنها أقنعت المتفرج في لحظات الفرح والترح التي رسمتها على محياها.
الموسيقى هي الحب يبحث عن كلمة، الموسيقى كانت عنوانه السعادة عند الطفل عمر الذي أرجعت له الموسيقى ضحكته وأعادت إلى مخيلته صوت امه وفي قولها «محلاه صوت ولدي باش يكبر ويولي فنان»، نوتات كمنجاة زكرياء القبي، لقد كانت عنوانا للحياة، من رحم كل البؤس ومن رحم وجيعة اليتم ازهرت ضحكة عمر، فيلم violon، لرضوان عويساوي فيلم يشحن النفس بطاقة عجيبة لحب الحياة، الكثير من الطاقة الموجهة خاصة للأطفال فيلم ينصح به للمعلمين وكل العاملين بوزارة التربية ليعرفوا قيمة الموسيقى وليحاولوا مساعدة تلاميذهم على حب الحياة والتمسك بالامل وصناعة الثقة بالذات.

الكاميرا سلاح للحياة
مكان التصوير اختلف حسب رغبة الطفل الشخصية، فضاء الأحداث توزع على عدة فضاءات، الشخصيات مختلفة والفكرة والحضور أيضا. وحدها الرسالة الكبرى واحدة غير مجزئة هي دعوة الطفل الى الحياة ودعوة المربين والأولياء لمعرفة قيمة الموسيقى عند الطفل.
كاميرا رضوان عويساوي تحملك الى عالم الطفل تعايش حزنه وفرحه، تنقل إلى المتفرج ابتسامته الصادقة بعد محاولات للانتحار، رضوان عويساوي مسرحيّ التكوين يحمل الكاميرا لتكون صوتا للحقيقة وصوت حب الحياة والنقد أيضا مخرج له رؤيته النقدية دائما ، مخرج له بصمته الخاصة ورغبة في التعبير عما يسكن الطفل و يوصل صوته ورغبته إلى المتفرج، بالكاميرا ينقل الكثير من الحقائق و الرسائل يعرف جيدا قيمة الصورة وأهميتها عند المتلقي، في «violon» يكون عمر أنموذج المئات من الأطفال الذين يصيبهم الاكتئاب ويعجز المعلمون والأطباء عن إرجاعهم إلى حالتهم الطبيعية ليقدم عويساوي في فيلمه البلسم الساحر وهو الموسيقى، تلك النوتات العجيبة قادرة على سحرك وإبهارك وإمتاعك ودفعك لتعيش حالات من العشق كتلك الهالة التي اجتاحت نفسية عمر بعد اكتئاب و جعلته يرسم ابتسامة هي عنوان لعودته الى الفن، إلى الحياة فالموسيقى حياة والسينما وسيلة للتماهي مع الحياة بكل تفاصيلها.
في اطار لامركزية الفعل الثقافي وفي سياسة إيصال الفن الى عشاقه أينما وجدوا ولتحقيق متعة الجمهور في مختلف الجهات كان العرض الأول لفيلم violon، فيلم صور في العاصمة جمع المخرج ممثليه من العاصمة ليكون عرضه الأول في الجنوب التونسي وتحديدا تطاوين، فهنا يصبح الجنوب مولدا للإبداع وفي ملتقى سينما الجنوب يكون التماهي التام بين كل الفنون والجهات وحدها ارادة الحياة وحب السينما هي الفيصل.

اين معلمي ومؤسسي نوادي السينما
تعيش ولاية تطاوين كما اشرنا في اعداد سابقة على وقع مشروع «اول فيلم» الذي تنظمه جمعية ملتقى الجنوب للثقافة والفنون مع مؤسسة تفنن وبالشراكة مع المندوبية الجهوية للتربية، في المشروع تتمتع 11 مدرسة ببعث نوادي للسينما و سبق أن تمتع 11 معلما بتكوين في الصورة والمونتاج و التحليل السينمائي ليشرفوا على تاطير تلاميذهم الـ 11 ناديا ولأنهم جد مؤمنين بقيمة السينما ولانهم يتعاملون مع نادي السينما كاداة لغرس قيم المواطنة عند الطفل جميع المعلمين لم يسجلوا حضورهم ضمن فعاليات ملتقى سينما الجنوب باستثناء المعلم وليد العجرودي المواكب لفعاليات الملتقى فهل السينما ونوادي السينما لدى هؤلاء العشرة البقية «سوايع زايدة»؟.

جوائز الدورة الثالثة لمهرجان قابس للسينما
• جوائز «تي في 5 موند»
- جائزة «كاميرا شابة» لأميمة اية بعلي - المغرب
- جائزة السيناريو «أرواح» لاحمد زرقاط - لبنان
• أفلام المدارس
- تنويه خاص لفلم «اغمض عينيك جيدا» لعلي البياتي - العراق
- الجائزة الاولى لفلم « اي مالا لا » لايناس عرسي -تونس
• الافلام القصيرة
- تنويه خاص لفيلم «رجل يغرق» لمهدي فليفل - فلسطين
• الصيد الذهبي للافلام القصيرة
- «بونبونة» لركان ماياسي - فلسطين
• الأفلام الوثائقية الطويلة
- تنويه خاص لفيلم «اصطياد الأشباح» لرائد اندوني - فلسطين
• الصيد الذهبي للأفلام الوثائقية الطويلة
- «طعم الاسمنت» لزياد كلثوم - سوريا
• الأفلام الروائية الطويلة
- تنويه خاص لفيلم «ربيع» لفاتش بولغورجيان - لبنان
• الصيد الذهبي للافلام الروائية الطويلة
- «اللي حصل في الهلتون» لطارق صالح -مصر

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115