افتتاح مهرجان خليفة السطمبولي بالمنستير: كل الفنون في خدمة المسرح ...

الفنون تجمع عشاق الحياة، الفنون تجمع المقبلين على الجمال وعشاق الامل وصناع الحلم..

هنا روسبينا تزينت لتقدم لضيوفها ابهى العروض، لبست حلتها الزرقاء لتحاكي موج البحر ولون السماء وتخبر حجيج الفن الرابع انها قبلة للحياة وقبلة للأمل وقبلة كل الحالمين، هنا روسبينا ترحب بضيوفها من تونس ومصر والجزائر والمغرب وتستقبلهم بألوانها البحرية المميزة ليبحروا لمدة اسبوع مع لغة الخشبة وحكايات الجسد.
هنا المنستير وهي تستقبل زوارها وتحديدا ضيوف الدورة الرابعة والعشرين لمهرجان خليفة السطمبولي للمسرح وتسعى لتكون مدينة المسرح فالمدينة المثالية شكل من الأشكال الممكنة للمسرح ، تماما كما ان المكان المسرحي صورة من الصور الممكنة للمدينة المثاليّة والمنستير المدينة وبنبلة و البقالطة وصيادة والوردانين سيكونون قبلة للمسرح.

البساط الازرق وخصوصية الجهة
للمنستير الوانها البحرية المميزة، ولتظاهراتها خصوصياتها ايضا، من امام المركب الثقافي بالمنستير الذي تزين بكل تدرّجات الازرق الجميل كانت بداية فعاليات الدورة الرابعة والعشرين لمهرجان خليفة السطمبولي، المدينة رحبت بضيوفها مع السجاد الازرق «عوض الأحمر السائد في بقية المدن لتصنع بذلك خصوصية انطلقت من لوني السماء والبحر غير البعيد عن المركب الثقافي.

في الخارج وأثناء مرور الضيوف على السجاد الازرق كانت موسيقى الساكسوفون عنوانا للبداية وللمتعة مع نغمات تلك الالة المميزة، العازف علي فنطر استقبل ضيوف روسبينا بموسيقاه الخاصة و امتع الجمهور بنغماته الممتعة التي تبعث في النفس الحبور قبل لقاء الخشبة والفن الرابع الناقد.
أمام المركب الثقافي كان عرس ثقافي تمهيدي اقنعة مسرحية وعروض تنشيطية للترحيب بضيوف المنستير، على الدرج تجمعوا تميزهم ألوان زاهية للباس القبايلي الموشى بابهى الالوان كان لباس بنات نادي المسرح بدار الشباب المنستير اللواتي قدمن عرض «القايدة» بالإضافة لفقرات راقصة قبل أن يمرّ ضيوف الدورة فوق البساط الأزرق وصولا لقاعة العرض أين تمّ تكريم عدد من المبدعين.

وفي القاعة الكبرى للمركب كرّم مهرجان خليفة السطنبولي للمسرح بالمنستير عددا من المبدعين الذين قدّموا الكثير للمسرح التونسي، وهم محمد البناني رائد المسرح الاذاعي وكمال اليعلاوي وفتحي اللبّان والمنصف مهني وعلاء الدّين أيوب، وقد عبّر المكرّمون عن سعادتهم الكبيرة بهذه اللفتة التي تحمل الكثير من المحبة والاعتراف بما أنجزوه على مدى سنوات طويلة في المشهد المسرحي التونسي.

المسرح نقد
لا أظن أننا نبالغ في القول أننا اليوم في أشد الحاجة للعناية بالمسرح ... ولعلنا كذلك لا نغالي إذا قلنا إن الأدب التمثيلي هو أكثر آدابنا حاجة إلى الرعاية وبذل الجهد والتماس النضج والأصالة، والتطلع إلى النهوض.نهضة تكفل لشعبنا ماهو أهل له, وعلى الأخص في هذا الوقت الذي نخطط فيه لمستقبلنا وندعم فيه البناء لغد آمن مستقر» هكذا يقول محمد زكي العشماوي وتطبيقا لهذه المقولة كان عرض الافتتاح «ممنوع التصوير» وهي من إنتاج شركة «ميم جيم» للإنتاج بالمنستير، عن نص وإخراج لبسام حمامة وأداء محمّد فوزي اللبّان ومعز بن شعبان وشكري سلامة وبسام حمام.

يطرح موضوع مصور فوتوغرافي يستعمل الطريقة التقليدية في التصوير الفوتوغرافي مما جعل الأحداث تتجاوزه ويظلّ قابعا في قبو إحدى البنايات يعيش مع ذكرياته وآلاف الصور القديمة « نخزرلهم انا وحدي، مع الصور هنا وثقنا لجمال الطبيعة ، وتلك عن باريس عام 1976» هكذا يخاطب ابداعاته وصوره التي يراها ناطقة غير صامتة ليصطدم فيما بعد أنه يعيش في زمن غير زمنه وأن كل المحيطين به قد تخلّوا عنه وبقي وحيدا مع ذكرياته.

في المسرحية الكثير من النقد للعلاقات الاجتماعية وسطوة الانانية الفردية امام مصلحة المجموعة والخلاف بين الاجيال المختلفة دون مراعاة مصلحة المجموعة ، نقد هو روح الفعل المسرحي المتمرد دوما، نقد لوضعية الفنان الحقيقي في تونس، نقد لمعاناة الصادقين امام من يدعون الفن و يمارسونه اعتباطا، وربما استعمال اللون الاحمر في أغلب المسرحية اشارة الى الخطر الذي يعيشه المصور الفوتغرافي والفنان عموما، خطر التهميش والنسيان.

للصورة حكاية
الفنان الباحث عن العمق والتفكير ليجازى بتركه وحيدا منسيا في قبو، في العمل اختاروا الحديث عن المصور الفوتوغرافي فالصورة حكاية ايضا ولها اسرارها ولها رسالة معينة «التصوير... حلمة مخبية وراء الحقيقة» كما يقول المصور في المسرحية فاتحا ذراعيه وكأنه يستقبل نسمات الحرية بعد سنوات من الضيم، ، الى المصورين الصحفيين الذين قدموا لنا تاريخ البلاد ونقلوه بعدساتهم الى من ضحوا كثيرا ليكتبوا تاريخ تونس بالصورة اهدوا العمل ناقدين ما يعانيه المصور الحقيقي الذي يتناول الصورة كحكاية ورسالة ليجازى بالنسيان بينما «طفيليات» التصوير تتمتع بالجاه والشهرة.

تتواصل عروض المهرجان في دورته الرابعة والعشرين ويكون اللقاء مساء اليوم الاحد مع مسرحية تنقد التهميش الذي تعانيه الاحياء الشعبية، الكثير من السخرية من سياسة الدولة في تعاملها مع مواطنيها، احلام تسرق واخرى تجهض واسئلة عن المواطن وحقوقه وواجباته جميعها يلتقيها جمهور المركب الثقافي بالمنستير مع مسرحية « رايونو سيتي» لمركز الفنون الدرامية والركحية بمدنين نص وإخراج علي اليحياوي.

مسرحية من اداء فرحات دبش ولطيفة القفصي وعواطف العبيدي وكيلاني زقروبة وضو حمزة خلف الله و حمزة بن عون و نادية تليش ولسعد جحيدر وعبد العزيز التواتي وشوقي العجيلي وأسماء بن حمزة و جهاد الفورتي و إدريس عبد القوي و مكرم السنهوري.
ويتواصل المهرجان إلى غاية 21 أفريل الجاري بمشاركة عدد كبير من الفرق المسرحية من تونس والجزائر والمغرب ومصر مقدما لجمهور المنستير المدينة والمدن المجاورة باقة من اجود العروض المسرحية التونسية والعربية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115