أرشاق: تحيّة شِعْرية حُرّة مِنَ الْكَاتِبِ الـحُرّ لجُنُــودِ الـجُهوريّة اُلْتُونِسِيّة الحُــّرّةْ

حِينَ «ثَوْرَةٍ تُونِسيّة».
وَفي شَارِع «اُلْزّعيم اُلحـبيب بورقيبَة»

كُنْتُ أَمْشِي وَاثِق اُلْـخـُطىَ وإنْ بِي قَلقٌ
مِنَ اُلْشَّأْنِ اُلعْامِ وَاُلْأَمْرِ اُلْعُمُوميَ

كَما كلّ اُلْتُّونسياتِ وَاُلْتّونسيين
واذا بجنُدْي يُوقِفُ دَبّابَتَه اُلْعَسْكَرِيــَةَ ويُطِلُّ بـِرَأْسِهِ

مْنْ تِلْكَ اُلْدّبَابَةُ رَأْسَا
وَيًقولُ لَي أَمَامَ أَصْدِقَائِي وَاُلْـحُشودُ حَرْفيَّا

«يَحْيَا سَليم دَوْلة. يحيا سليم الدّوْلـة»
ارْتَبَكْتُ.

بَـكَى وَاحدٌ مِنْ أَصْحَابي
وَآخرٌ ضَحكَ

وَثالثٌ قَرَصَنِــيَ مِنْ زنْدي
بَاسَتْنِي مِنْ خَدّي صَاحِبةُ صَاحَبـيَ

أَوْ حَبيبتَهُ... لاَ أَدْرِي
وَقَالَتْ لَي : مَا أَعْظَمَ هَذَا اُلْشّعْبْ

وَقَفْتُ إجْلاَلاً لِلْسيّد اُلْـجِنْدِي اُلْشّابِ
وَحَيَيْتُه تـَحِيّة عَسْكريّة

وقُلت لَه بأَعْلىَ صَوْتـِي
تَحْيَا اُلْدَوْلَةُ اُلْتُونِسيّة

تَحْيَا اُلْبِلاَدُ..
تَحْيَا اُلْبلِادُ.

يـَحْيَا اُلْشّعْبُ اُلْعَظيمُ
يـَحْيَا اُلعُشْبُ

تَحيَا اُلْشّمُوسُ وَاُلْأَقـْمارُ
يحْيا اُلْـحُبْ

يـَحْيَا اُلْـجَـمالُ
يـَحْيَا اُلْعَدَلُ

يـَحْيَا اُلْشَّعْبُ اُلْتُّونِسّي اُلعْظِيمُ
حِينَ يُريدُ أنْ يَـكُونَ عَظيِمـًا

يـَحْيَا اُلْشّارِعُ اُلْشّاعِرُ اُلْوَحيدُ
واُلْشّاعِرُ اُلْأَرِسْتُقراطيَ اُلْشّوَارَعــي.

لا أقْصُدُ أحَدًا سوايْ.
آنَ لي أًنْ أمُدَحَ نفْسي

وأتمدّحَ بـِما يليقُ بِي
بالّشعب الذي أنا منْه

وَمَنْ أعْجبَهُ فَقدْ أَعـْجبَهُ....
و مَنْ لم يعْجِبْه فليمدَحْ نفْسَهُ أَمَامي

إنْ سمَحَتْ لَه حَبيبتهُ وَتَاريخَهُ اُلْشَّخْصِيِ.
(....)

 

لا أعْلـمُ حِينهَا أيْنَ كَان «شُعَراء» اُلْبِلاَدْ
وكُتّابـُها...؟

«سُوسْيُولُوجِيون». «مُؤَرّخُونَ». «صِحَافِيون».
«مَسْرَحِيونَ». «رّسَامُونَ». «فَنّانُونَ».

«الْلاّطَة..» و«...» السّياسَة.. بِاُلْـمَعْنى اُلْلغَّوِي
وِلاّةٌ وَ وُلاّةُ وُلاَّةٍ...

يقتنِصُونَ بِالفيديوهات اُلجميلات «لصانع التّغْيير»
واُلعُهدَة ُعلَى اُلـــراويةِ واُلرُّواة

(...)

لاَ شَأْن لَي «بِـمَسَائل الحمّام» واُلْلّحْمٍ...
اُلْكُل حُرّ فِي تَصْريفٍ شُؤونِ أَعْضَائِهِ
وتِلكَ هيَّ اُلدّرَجَةُ اُلْصِّفُر لِلْحُريــّة...

(...)

لَـمْ أَبْكِ لحْظَتَهَا. لَكّننيَ وَحينَ هَاتَفُتُ أُمّيَ في قَفْصَة فيِ اُلْلّيْلٍ لَأَسْأَلَ عَنْ أَحْوالِ اُلأهْلِ هُناكَ...
قالت لي بصَوتِ الأمّ :

«لاَ باسْ.. لابأس... إنْ شَاءَ اللّه
ولدي لَبَاسْ

وإنْ شَاءَ اللّه تُونِس لبَاس».

(...)

حينها...
بَكَيْتُ طَويلاً... طَويلاً.

قَلْبيَ اُلْكَلْبُ بنْ اُلْكَلْبِ سَلِيلُ اُلِكِلِاَبِ
كَـمَـا أُنادِيهِ أَنَا هُوّ قَلْبي
لاَ يتَحمّلُ أَنْ يُــهَانُ تُونِسِيًّا

وَلْوْ كَــانَ دِكْتَاتُورًا كَبَيرًا
اُلنّْفُوسُ اُلْصّغِيرَةُ نَصِيبُها مِنَ اُلْدُنْيَا
دِكْتَاتُورًا صَغِيرًا.

وهْوَ دَائما مِنْ صَنَائِعِ كَتَائِبِ «اُلْكَتبَةِ» وَ«اُلْكُتّابِ»
ذَوِي اُلنّفُوسِ اُلْصّغَيرَةِ
اُلْكّبيرةَ فِي اُلْصَّغَارِ

لاَ حِقْدَ لَي علَى أَحَدْ
تَحْيَا اُلُـحُريّة مُعَلّقَة
تُونُسْ اُلأَبَديّة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115