اختتام أيام قرطاج الشعرية: منصف الوهايبي ويوسف رزوقة يفوزان مناصفة بالجائزة الكبرى

«عِش بالشّعورِ، وللشّعورِ، فإنَمّا دنياك كون عواطف وشعور»

كانت تلك هي وصيّة شاعر الخضراء أبو القاسم الشابي لنا حتى نتعلّم الإصغاء إلى «أغاني الحياة». وليس الشعر سوى ذلك البحر المتلاطم وجدا، المحتدم حبّا، العميق فنّا... فما أروع من فسحة صفاء واستراحة نقاء تحت سماء الشعر نسرقها في غفلة من الزمن. وقد أهدتنا أيام قرطاج الشعرية في دورتها التأسيسية من 22 إلى 31 مارس 2018 رحلات من السفر في مدن القصيدة في ارتحال ما بين حرف ونبض...

في حفل اختتام أيام قرطاج الشعرية بمدينة الثقافة كانت البادرة طريفة وجميلة أن تعزف الفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة محمد لسود لحن قصائد شعرية مغنّاة على إيقاع أصوات طربية شدت بـ» إذا الشعب يوما أراد الحياة» للشابي وقصيدة «الساحرة» لجعفر ماجد وقصيد «يا ليل الصبّ» للحصري. كما جاء تنشيط الحفل بإمضاء الدكتور عبد الحليم المسعودي والإعلامية إنصاف اليحياوي في أجواء من السلاسة والارتجال ورشاقة التدخل...

تكريم منصف المزغني ووزير الثقافة الفلسطيني
في حضرة الشعر في اختتام أيام قرطاج الشعرية رقصت آلهة الحب والجمال وصفقت أجنحة الخيال والأحلام... وقد تناثرت القصائد هنا وهناك لترسم قبلة وتصنع بهجة وتهدي متعة... فكانت الرحلة شيقة في السفر مع قراءات شعرية لكل من الشاعر العراقي حميد سعيد والشاعر اللبناني محمد علي شمس الدين والشاعر الإماراتي محمد عبد الله البريكي والشاعر الأردني يوسف أبو اللوز والشاعرة المصرية شيرين العدوي التي قامت بدورها بتكريم مديرة أيام قرطاج الشعرية جميلة الماجري بإهدائها تمثال «نيفرتيتي» كما كرمت الشاعرة المصرية وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين بمنحه تذكارا لتمثال «أبو الهول».
وبأسلوبه الخاص به وحده في إلقاء الشعر، صعد منصف المزغني على ركح اختتام أيام قرطاج الشعرية لينشد قصائده بتلك النغمة الغنائية التي ميزته في الأوساط الشعرية. وقد تم تكريم الشاعر التونسي منصف المزغني من طرف وزير الشؤون الثقافية.
ولأن فلسطين تبقى الجرح النازف الذي يجترح القصيدة من جسد الوجع ، فقد منحت أيام قرطاج الشعرية لوزير الثقافة الفلسطيني إيهاب بسيسو المصدح ليميط اللثام عن وجه الشاعر فيه قبل أن يكون بدوره محل تكريم وموضع احتفاء.

المتوّجون بجوائز أيام قرطاج الشعرية
على منّصة التتويج، صعد فرسان الكلمة ممن خبروا ترويض اللفظ وتمرسوا في توليد المعنى في دروب الشعر. وقد أسندت لجنة التحكيم التي تتكون من مبروك المناعي وشكري المبخوت ونور الهدى باديس جائزة الإبداع الشعري «جعفر ماجد» مناصفة إلى الشاعرين التونسيين منصف الوهايبي ويوسف رزوقة. وحصد الشاعر يوسف رزوقة جائزة جعفر ماجد عن مجموعته «الذئب وما أخفى» تليه رشائية: الغزالة والزلزال» الصادرة عن دار زينب للنشر سنة 2017. أما الشاعر منصف الوهايبي، فقد توّج عن مجموعته «السوريون» الصادرة عن دار آفاق برسبكتيف للنشر سنة 2016. 
وأن تبلغ القيمة المادية لهذه الجائزة الكبرى لأيام قرطاج الشعرية 15 ألف دينار ، فقد أعلن وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين أنه سيتم منح كلا الشاعرين يوسف رزوقة ومنصف الوهايبي المكافأة المالية كاملة لكل واحد منهما حتى وإن فازا بالجائزة مناصفة.
وقد تم حجب جائزة الديوان الشعري البكر لـ «ضعف المجموعات المترشحة». كما تحصّل الشاعر أكرم عبيدي على جائزة المخطوط الشعري الأول للشعراء الشبان عن مجموعته «نبيذ العشق»، وقد تعهدت الهيئة المديرة لأيام قرطاج الشعرية بطبع هذا المخطوط الفائز وإصداره... وفي ما يتعلّق بمسابقة أفضل قصيدة للشعراء الشبان، توّج الشاعر علي العرايبي بالجائزة الأولى عن قصيدته «نشيد الأبدية السوداء»، وآلت الجائزة الثانية للشاعر نضال السعيدي عن قصيدته «شيزوفرينيا». ومنحت لجنة تحكيم المسابقة الجائزة الثالثة لقصيدة «طرقات في العتمة» للشاعرة شريفة بدري.

المديرة تؤكد نجاح أيام قرطاج الشعرية
«احتفاء بالشعر... احتفاء بالحياة» كان هو شعار الدورة التأسيسية من أيام قرطاج الشعرية. وبالرغم من بعض الهنات التنظيمية والاتصالية فقد أكدت المدير جميلة الماجري نجاح الدورة الأولى من الأيام الشعرية. وفي كلمة لها في حفل الاختتام، قالت الشاعرة جميلة الماجري:»الشعر حمّال القيم الجميلة المحبّة والسلام والجمال... الشعر كما يشيع الفرح فهو يواكبنا في محننا،ولقد احتفلنا بيوم الأرض الفلسطيني في أيام قرطاج الشعرية. وطالما صدح الشعر بقضية فلسطين. هذه الدورة تغلق بابا لتشرع بابا آخر للشعر الذي يستعيد بفضل هذه الأيام تاجه وصولجانه ويكذب المقولة القائلة بأن الزمن لم يعد زمن الشعر. إن الشعر دائم ومستمر في الإنسانية مادامت على الأرض حياة. هذه الأيام التي راهن وآمن بها وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين أقول دون مبالغة ودون غرور أنها نجحت بدليل مواكبة جمهور غفير لها. فقد تفاجأنا بمواكبة كثيفة متعطشة للشعر على عكس ما يقال بأن جمهور الشعر قليل وإن الشعر فن النخبة». وفي رجاء وإلحاح، تمنت الشاعرة جميلة الماجري لأيام قرطاج الشعرية الاستمرار.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115