دار الثقافة بباب سويقة «دار بلا زوّار»

«لا رؤية لمن لا ثقافة له» كما قال الكاتب طارق حجي، في أحد أعرق مقرّات الثقافة بتونس،

دار الثقافة بباب سويقة، انتظمت ندوة صحفيّة يوم 12 مارس لبسط برنامج مهرجان «القوالة» الذي سيفتح أبوابة للعموم يوم 16 إلى غاية 18 مارس فلم تلتحق به سوى قاعة مقوَّضة وكراسٍ مهدّمة وأجهزة متهتّكة.

تصعد درجات دار الثقافة بباب سويقة ومثلها الكثير من دور الثقافة، آملا في أن تلفحك نسمات الثقافة، تحتضنك أركان المكان المفعم بالطاقة الإيجابية، الطاقة النابعة من الرغبة في التغيير والتطوير، تدخل محمّلا بأمل وتفاؤل كبيرين، تدرك حالما تلتقي بالحضور ذاك اليوم أنها مبادرة من بين المبادرات القليلة الساعية حقّا إلى حقن الأجيال الجديدة بحبّ الثقافة وإلى بثّ نفس ربيعيّ في أولئك الذين سكنهم برد الشتاء وأسكنهم تشاؤما وقنوطا.

يلقاك الفريق المنظم لمهرجان «القوالة» وأعوان دور الثقافة بالترحيب، يمدونك ببرنامج المهرجان فلا يسعك سوى الشعور بالتقدير تجاه عناصر من جنود الثقافة بتونس.
يأتي ميعاد انطلاق الندوة الصحفية للمهرجان، تنتظر وتنتظر ولا يحضر أيّ من الزملاء الصحفيين، يتخلفون عن موعد ثقافي اشتغل طويلا على الجانب الإعلامي الاتصالي.

تدخل قاعة العروض الرئيسية وهناك تستطيع ضمان الإحساس بمزيج أو «كوكتيل» من المشاعر، أن تتفاجأ أوّلا من الحالة المزرية التي يعاني منها سقف القاعة، سقف متداعٍ يكاد يسقط على رؤوس الحضور –لو حضروا- عدد كبير من الكراسي غير القابلة للاستعمال، أرضيّة بهت لونها وأجهزة طال عهدها ناهيك عن المصابيح الكهربائية التي تضاء تارة وتنطفئ طورًا.

«دار الثقافة بباب سويقة من بين أشهر دور الثقافة في تونس العاصمة من ناحية القرب والعراقة لذلك اختارت أن تكون الفضاء الحاضن لمهرجان القوالة» هكذا برّرت مديرة المركز الثقافي «أفرومايد» بحدائق المنزه والمنظمة للمهرجان «نسرين الدالي» اختيارها للمكان الذي سيضم فعاليات مهرجان «القوالة».
وأضافت:»أوّلا لا يمكنني البدء في الحديث عن تفاصيل المهرجان دون أن أضع في الاعتبار الحالة الحرجة التي تعيشها دار الثقافة بباب سويقة شكلا ومضمونا، فإلى جانب البناء والتجهيزات التي تحتاج إلى إصلاحات ضرورية وعاجلة تفتقر إلى عاملة نظافة فمن المؤسف أن أقول أنني بمشاركة زملائي قمنا بأنفسنا بالاستعدادات لما قبل الندوة الصحفية.»

يلتحق أحد المنشطين بدار الثقافة «محمد الهادي الصغير» فيؤيد شهادة محدثتنا ويشتكي بدوره من النقص الفادح في تجهيزات قاعة الإعلامية التي تتكوّن من حاسوب وحيد.

تستأنف «نسرين الدالي» كلامها مفيدة أنّها لن تنسج على منوال المتذمرين دائما من إطارات الدولة لأنها وجدت تعاونًا من المندوبيّات الجهوية بتونس وبالكاف وبمدنين في حين أنها قد تعرضت إلى خيبة أمل من مدير المندوبيّة الجهويّة بأريانة -التي ينتمي إليها المركز الثقافي «أفرومايد»- لرفضه التواصل المباشر معها واصفة الإدارة التونسية بإدارة «الأشخاص».
من الجدير بالذكر أن الإفتتاح يوم أمس الجمعة أثثه كل من «إبراهيم البهلول» و«محسن الخميري» ( عرض تونس) وسيضم اليوم السبت 17 مارس عرض «الخوضة» من مدنين و»الحضرة» من رواد وسيضم يوم الأحد عرض «خرافة مالجريد» لـ«العروسي الزبيدي» يليه عرض الإختتام «عيساوية الكاف» للشيخ «عادل بن علية».
في خضم الظروف الاستثنائية التي تمرّ بها البلاد التونسيّة في المجال السياسي والإقتصادي والإجتماعي يركّز المجال الثقاقي جهوده على أن يكون بريق أمل في واقع رماديّ اللّون..

رحمة.س

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115