قبل العرض الأول: «المرقوم» حكايتنا... حكايتي وحكايتك يا تونسي

اجتمعت النسوة، ارتفعت اهازيجهن، غنين عن الحب والحياة، للوشم على الوجه قصص السنين كيف مرت،

بعضهن تحلقن حول «المنسج» و «السداية» اخرى بيديها المغزل تديره برقة لتحصل على خيوط رقيقة من الصوف الناصع البياض، كلهن عنوان للحياة عنوان للتمسك بالارض والهوية وبالاغنية وتراث شفاهي غير مكتوب يحدثنك عن قبصة عن السند والقطار والرديف وتونس فالذاكرة عنهن لا ترشح وانما تحتفظ بكل التفاصيل التي قد تتناساه الكتابة، ذاكرة حية لا تموت كما «المرقوم».

«المرقوم» عرض مسرحي موسيقي، عرض الذاكرة او العرض «الحلم» كما يسميه اصحابه، عرض للمخرج مزار السعيدي و اشراف موسيقي لنبيل بن علي شارك في صناعته كل من عصام احمد وايمن حشوش وخبيب عرعاري وبلال ملايلي وهيثم عبيدي واحمد قروي وزياد الرويسي ومنعم تاج وزهير محروق ونور عمائدية، وكورال عفاف نزار وشادي زيتون وغيث لخضر و غناء محمود العرفاوي وسعيدة الهاني وفادي بوعلاق وحذامي القاسمي ورمزي السندي وجميلة الناصري والسبتي السندي وافراح بدوي واستشارة الباحث المسطاري بوكثير.

«المرقوم» حكاية.. المرقوم قصة
ايام قليلة تفصل ابناء قفصة عن العرض الحدث، عرض سيقدم في المغاور الجبلية بالسند، عرض «المرقوم» لنزار السعيدي واشراف موسيقي نبيل بن علي، اساسه البحث الموسيقي الميداني في تراث السند وقفصة، هناك «قمنا بالبحث عن الاغاني والاهازيج التي تتغنى بالطريزة والمرقوم منذ الجز الى التقرديش والغزلان والنسيج حد الوصول الى صناعة المرقوم في حلته الاخيرة الموشاة بأجمل الالوان» كما قال نبيل عبد المولى لـ«المغرب».

المرقوم حكايات مرقمة وأخرى منسية العرض موسيقي مسرحي يسلط الضوء عن الاغاني المنسية، شهران من البحث في الاغاني المتناقلة مشافهة، اغان تتغزل بالمرقوم ومعه المرأة وقصص العشق عن المرقوم كتبوا: المرقوم غنايات في حلق جبالية:

المرقوم وشم تمسح من جبين عزوزة بعد ما كانت صبية

المرقوم جز وصوف يتفرز

المرقوم غسل خصايل في ماء تتحل

المرقوم تقرديش وشوية تقطيع وترييش

المرقوم سداية يتدور كيف فيلم لحكاية

المرقوم لمات تويزة وضيافات

المرقوم ريشة وخلة وقافلة تسير

المرقوم على من يجينا وزعرة مسقولة الناب وبكرة لمراس

المرقوم دنيا...

«المرقوم» العرض الموسيقي الذي ولد في ذاكرة نسوة تمسكن بالتراث وتمسكن بالأغنية وحافظن على تاريخ الأجداد نسوة لازلن يعرفن ان الاغنية تاريخ وفي السند انطلقت الابحاث الميدانية ثم سيناريو وبعدها جمع الاغاني وإعادة توزيع بعضها توزيع شبابي ليقبل الشباب على اغنية الطرق و«الملولية» (الاهازيج التي تفتتح بها النسوة عادة اجتماعاتهن اثناء ممارسة اي عمل يدوي)، في «المرقوم» سيتمتع المتفرج بأغاني تراثية وموسيقى غربية واعادة توزيع لاغان اخرى، فسيفساء من الالحان والألوان تمتع العين والقلب والأذن ايضا كما صرح المشرف الموسيقي نبيل بن علي.

المرقوم جمع التقليد والتجديد
الموسيقى عنوان للحياة، الموسيقى قصة عاشق متيم تكون الايقاعات وسيلته للتعبير عن لوعة الشوق والغرام، الموسيقى عنوان لحب تفتحت براعمه في قلب عاشقة تمسكت بحب قد يقتلها، الاغنية حكاية، الاغنية حياة و في المرقوم تكون الاغنية عنوانا لنقل قصة عشق المرأة لموروثها اولا، قصة عشقها لحبيبها وبالاغنية يكون المتفرج على موعد مع حكايات عشق تبدأ مع مرحلة «الجز» و «لا من يجينا» وتكون ختامها الهدية «المرقوم» الذي سيهديه العاشق لمعشوقته وبينهما الاغنية مرسالا و»سوق وربص» هدية الحبيب لمحبوبته اغنية الحانها متناسقة ونغماتها مختلفة كما الوان المرقوم.

في المرقوم ايضا اغان من التراث بعضها معروف وبعضها سيسمعه المتفرج للمرة الأولى اغان اعيد توزيعها ومع اللحن الاصلي سيستمتع المتفرج بإيقاعات الجاز والبلوز والريغي، الحان من المناطق لاستوائية تحملك الى الجنوب وبينهما متعة موسيقية يقدمها مجموعة من امهر عازفي قفصة .
الايقاعات مختلفة ايضا ويكون البدء مع «الملالية» وصوت «خالتي جميلة» التي تغني الطرق دون مصاحبة موسيقية لصوتها وحده وتماهيه مع صدى الجبل ايقاعاته وسحره، و «السبتي السندي» هو الاخر سيغني الطرق واهازيج الإبل دون موسيقى فقط تصاحبه اصوات الطبيعة من خرير المياه اثناء غسل الصوف الى اصوات الطيور وهي تعود الى اوكارها ليلا.

بعد «الملالية» يكون اللقاء مع لوحة الايقاعات والطبول لوحة سيصاحبها تقنيات ضوئية وسينمائية في شاشة عملاقة تنقل الحياة اليومية لسكان الريف في داخل السند وقفصة، لوحات انكب على تصويرها كل من سالم قوادرية ووائل ناصري و مونتاج ايمن الزوالي وانفوغرافيا رحمة عايد وفيديو سفيان درويش.
في المرقوم يكون الناي سيد المكان، تصاحبه الزكرة والقصبة، ويكون اللقاء مع ايقاعات السعداوي والفزاعي و المدور بطايحي و البونوارة والربايبي واغاني «لا من يجينا» و «صفات غزال» (اغنية مكتوبة فقط قامت المجموعة الموسيقية بتلحينها) وهزي حرامك وغيرها من الاغاني التراثية التي لها حكاية عن العشق والحب بمختلف تفاصيله وجزئياته.

في السند يكون اللقاء الاول، المغاور الجبلية ستصبح مسرحا، في فضاء غير مالوف سيكون الموعد الاول مع عرض «المرقوم» الذي سيقدم حكاية من تمسكن بالتراث وكنّ ذاكرة حية وابدية بأصواتهنّ غنين ملاحم الحب وبايديهنّ صنعن الصوف ونسجن المرقوم ليكون دليلا عن الاصالة و حكاية يتوارثها الابناء، المرقوم لنزار السعيدي سيقدم مجموعة من الاغاني المنسية بتوزيع موسيقي شبابي وينادي الجميع ان ابحثوا في موروثكم، تونس غنية جدا وذاكرة الشيوخ عنوان للأصالة وكتاب تاريخ موسيقي مفتوح، المرقوم ينادي لتضعوا خيوط الزينة الاخيرة فلبوا النداء ان كنتم عشاقا للحياة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115