أرشاق: مارس- آذار مناسبة عوْدة عيد ميلاد توْأَمي في اُلْـميلادِ الشاعر الفَلسطيني _ اُلْكوني محمود دَرويش ابن (حورية ) اُلذكْري ( الـ77 ) أرْفعُ لكلّ لمنْ يحبّونَـه في العَالـم مُعَلّقَةُ ( لاَمِعَـــة ) التّونسيّة

• إشارة أولى من «حَيرة العائِد»:
« لم أولد في مَكانين ولكنْ في وسْعي أنْ أمُوتَ في أكْثر مِنْ مكانٍ

وفي مقْدُوري أيضا أنْ أولدَ وأمُوت في كلّ قصيدةٍ تلك هي حُريتي ...».
من كلمة لمحمود درويش في قفصة 1995
• إشارة ثانية من صاحب «زرادشْت»
«أليْسَتْ اُلْكَلِمَاتُ إنْ هِـِيّ كَما اُلْـمَعَانـِي أَقْواسُ قُزَحٍ وَجُسُورُ أَوْهَامٍ بينَ مَنْ شَتّـتَهُمْ اُلْدّهْرُ مَرّةً وَاحِدِةً وَإلَى اُلْأَبَدْ...؟».
( الفيلسوف الشاعر فريديريك نِيتشة)

(1)

لاَمِعَة يَـــا «لاَمِعَةْ» يـَحـْدُثُ ليَ أَنْ أَحَاوِرَ حَقِيقَةً
اُلْرّاحِلِينَ مِنَ اُلْكُتّابِ واُلْشّعَرَاءْ
كَما (محمّد) و(مَـحْمود)
رأيْتُـني اُلْبَارِحَةَ اُلْرابع مِنْ أفريل 2016
رأيْــتُني فِي اُلْـمـَنامِ طَائـِرًا

يُلاعِبُ صَفَحَاتَ كِتابٍ
تُلاَعِبـُهـَا صَحَائِف مَاءِ نـَهْرٍ لاَ أعْرِفُه
فَـجْأَةً يُنَادِينيَ صَوتٌ أَعْرِفُه
تـَمَلّيْتُ وَجْـهًا آدَميًّا

لـَمْ أعُدْ أذْكُرُ مَلاَمحَهُ. عَضّنيَ حُزنٌ
قَادِمٌ مِنْ بَعِيدٍ... بَعِيــــــــــدْ
فجأَةً جَفّ اُلْنّهرُ وَجَدْتُنيَ أَمْشِي فِي اُلْصّحْراءْ وَحْديَ
وذَلكَ اُلْصّوتُ يتْبَعُنيَ ويُنْشِدُنيَ
مَا لَـمْ أَعُدْ أَذْكُـــرُ
وَالْأقْرَبُ إِلىَ اُلْظَنّ قَصِيدْ «الصّحْرَاءْ»
قُلْتُ لِي

آهٍ (مُـحَمّد)... «دُسْتُورُ اُلفُقراء»
هَلْ لَكَ هُنَا مُشْكَلَةْ...؟
ألمْ يَعْمَل أهْلكَ اُلْذِّينَ هُـمْ أَهْليَ «بِاُلْوَصِيّة» وخَانُوا
«جَنُوبَ اُلْـمَـاءِ» ؟

(...)

اشْتَطَتْ بيَ كُتُبُ اُلرّحيلِ يَاصَاحِبي
أنْتَ تعْرِفُ أَنّي جبانٌ عَــاطِفي
وَحَدِيِثُ اُلْـمَرايا اُلْتَونِسيّة في زَمَنَنَا يجْرحُنِيَ
يَا صَاحِبي
كَمـَا جَرَحْتَنيَ
يــَا صَاحِبيَ

(....)

يَطيرُ بيَ الآن . اُلْآنَ يَطِيرُ بيَ نَشيدُ
« يَا رَسُولَ اُلله خُذْ بيَدِي»
ومَوّالاَت مَوّلانا جَلالِ اُلْدّينِ اُلْرّومي

(...)

اُلْأكيدُ ... اُلْأكيدْ أَنيَّ مَرِيضٌ
بِدَاءٍ غَريبْ يا «لاَمِعَة»
لاَ أُصَدّقُ رَحيلَ اُلْذينَ رَحَلوا وَرَحَلْنَا لِلْبَعَيِدْ اُلْبَعِيدْ
وإنْ هوّ اُلْـحيُّ يعْرفُ ...
أنّه ذاتَ يـَـوْمٍ سَوْفَ يـَرْحَلُ
لَكنّهُ لاَ يُصَدّقُ رَحِيلَهُ اُلْشَّخْصِيّ
يـَحْدُثُ أَنْ أُقِيـمَ حِوَارًا حَقِيقيًّا
آهٍ... آهْ

مَع اُلْرّاحِلِيِنَ كَمـَا ( محمّدٍ ) و(مَـحْمودٍ)
نـَتَبَادَلُ اُلْكُتُبَ وَنمْدَحُ اُلْظِلالَ في اُلْصّحْراءْ.
نَتَبَادَلُ اُلْنّكَاتَ اُلْـحـَمْراءْ واُلْـخَضْرَاء
واُلْأَخْبَارَ ...
واُلْزّمْجَرَةَ وَاُلْهِجَاءَ.
أَحْيَــــانًا

نقْرع أَبَارِيِقَ اُلْفَراغِ اُلْعَاطِفي
نسْتَحْضِرُ سَيرةَ طَرفَة بنْ اُلْعَبْد
واُلْسُّلَيْكْ اُبن اُلْسُّلَكَة
وَسَيِّد اُلْصّعَاليكِ
اُلْشّنْفَرَى. لِروُحِه اُلْسّلاَم

وَ يَتْلُوا اُلْواحِدُ مِنْهُما عَلَى حَضْرَتيَ َما اُجْتَرَحَتْ...
أَنامِلُـهُ اُلْنّحِيلةُ مِنْ فُصُوصِ نُصُوصٍ جَدِيدَةٍ فِي غِيَابيَ
وأتْلُو عَلَى حَضْرتِـهِمَـا
مَا لَـمْ أَنْشُرْ ...
مِنْ سِيرَة «كِليمنْسِيَا اُلجميلَةْ التونسية قَادِحَة اُلْصَوّانِ اُلكَونيَة» فِي كِتَابـيَ

(...)

اُلأكيدُ ..اُلْأكيدْ يَا «لاَمِعَةْ» أَنيَ مَريضٌ
بِدَاءٍ غَريبْ..
رَأَيتُنيَ لاَ أَعْلم إنْ كُنْتُ في اُلْدّنيَا أَتَلَعْــثَـمُ فِي خُطَايْ
أوْ كُنْتُ عِنْدَ أُخْتـِها أَنْزِفُ مِنْ خِيَالِي وَمِنْ ذَاِكِرَتيَ...

رأيْتُنيَ تُقلّبُنيَ اُلْرِيَاحُ واُلْبُروُقُ ذَاتَ اُليَمِيِنِ وَذَاتَ اُلْقلْبِ ...
لمْ أكُــنْ أعْلم إنْ أَنَا فِي مَقَامِ اُلْصّحْوِ
أَمْ لفّني كِتابُ اُلْـمَحْوِ اُلْأبْدِي.

(...)

اُلْأَزَليُّ وَاُلْأَبَدِيُّ شَقِيقَانِ
ويْمشِيَانِ بـِكِتابِ اُلْـحَياةِ يَدًا بِيَدٍ
لاَ أعْلَـمُ إِنْ كُنْتُ كَاسٍ يـَـا «لاَمِعَة» أَوْ كُنْتُ عَــارٍ ...
بِلَحْميَ كَـمَــا وَلَدَتْنيَ فِي «عَـــمْرَةَ» عِنْدَ تخُوم «قَفْصة» أُمّي...

اُلْأكيدُ ... اُلْأكيدْ أَنّي مَريضٌ
بِدَاءٍ غَرِيـِبٍ...
إنّيَ لاَ أصَدِّقُ رَحِيلَ اُلْذِين رَحَلُوا
يـَحْدُثُ أَنْ أُقِيـِمَ حِوارًا حَقِيقيًّا
معَهُمْ فِي يَقْظَتيَ وَمَنَاميَ
(مـَحْمود) ولدْ «حُوريّة « ينْسَى أَحْيانًا مَا كَانَ قَدْ كَتَبَ
وَ(محمّدٌ) وُلْد (بَشْرا) لاَ يَنْسَى أَبَدًا

(...)

اُلْأكيدُ اُلْأكيِدْ أًنّيَ مَريضٌ
بِدَاءٍ غَريبٍ يـَــا «لاَمِعَةْ»

(...)

أَنا أكتُبُ اُلْآنَ مَاشٍ وَ واقِفْ
لاَ أعْرِفُ إِنْ عَلى أَدِيم اُلْأَرْضٍ أَنَا أَمْشِي
أَمْ عَلَى قَارعَةِ صَفْحَةٍ مِنْ كِتابِ اُلْسّحُبْ

لاَ سِيرَةَ ليَ غَــيْر سِيرَة اُلْغائبينَ
لاَ أُفكّرُ حِينَ هَذَا اُلـْحِينْ
فِي غَيْــرِ وَجَعِ اُلْـحَنِينِ
الىَ حَمْحَمَة اُلْـجِـيَادِ

وَرَائـِحَةَ اُلْسِّخَابِ اُلْتِي لاَ زَالَتْ تَــتَـضَوَّعُ
مِنْ جِيدِ أُمّ اُلْغَزالـَةِ: خَالَتِيَ اُلْــرّاحِلَـةْ
فَاطمِة الزّهْراءْ

(...)

/رَحيلٌ يُسلّمُنِيَ إِلىَ رَحيلٍ /
وَ إلاّ كَـيـْــفَ سَوْف يـَجْتَازُ قَلْبيَ هَذِهِ اُلْصَّحْراءَ اُلْعَاطِفيّة دُونَ أَصْدِقَاء
في أَرضٍ مَسّتْ قَلْبَ
تَــارِيخـَها اُلْتّجَاعِيدُ

(...)

اُلْأكيدُ اُلْأكيدْ أَنِيَ مَرِيضٌ
بِدَاءٍ غَريبٍ يــَا «لاَمِعَةْ».
رَأَيْتُنِي مِتُّ قبْلَ أَنْ يـَمُوتَ اُلْـجَـمَاعَةُ وَرَحَلْتُ قَبْلَ أَنْ يـَرْحَلوا أَنـَـــا اُلْذِي لَـمْ يُصدّق رَحِيلَ مَنْ رَحَلُوا . رأيْتُني مِتُّ مَرّةً أُخْرَى وحَييتُ مَرّةً أُخْرَى وَلاَ أَذْكُـرُ كَــيْفَ وَمَتَى مِتُّ وَلاَ كـَيْــفَ وَمَتىَ حَييتُ وجَدْتُنيَ عِنْدَ فَـجْـرِ أَمْسِ لَيْلـِيَ اُلْتّونِسيّ أَمْشِي بَيْنَ اُلْـمَعَاجِـمِ ِفي اُلْصّحْراء تَتْبَعُني ِكلاَبٌ وبغَالٌ وجِيادٌ وِذئَابٌ وَكتُبٌ وقِططٌ وطُيُورْ. رَأَيْتُنيَ
أَتَـهَجَّى كَلاَمَ أَبي إسْحَاقٍ اُلْصّابي فِي «ذِكْـر مَوتِ اُلْـمُلُوكِ و اُلْأَجٍلّةِ وَاُلْرّؤسَاءْ» وَقَدْ ذَهَلَ اُلْسَيّدُ عَنْ اُلْسّادَةِ اُلْشّعَراءْ قُلتُ َكاُلـْمُخاطِبِ نَفْسَهَ و«محْمود» كَانَ يَعدُّ حُصَيّاتا بَينَ أَنامِلِه كَالْـمُسَبحّ أَوْ اُلْغَائِبِ عَنْ تِلْــكَ اُلدُّنْــيَا وَأَهْلَهـَـا وَاُلْضّبَاعِ. علّـهُ يَشْكُو اُلـْمَللَ منْ رَتَابـَةِ أَحْوالِ ذَوِي الجِّنَةِ وَ اُلْعُقَلاَءْ وَ«محمّدٌ» كَانَ يــَقُولُ مَعِيَ بِغُنّة في صَوتِه أَعْرفُها عَنْ ظهْرِ قلْبٍ وحُزْنٍ

طُفولي
أوووفْ /أوووفْ
اُلْـمُلُوكْ /
اُلْرّؤسَاءْ /
اُلْأُمَراءْ/

وَمَنْ عَاصَرهُمْ مِنْ ذَوي اُلْـحِبرِ اُلْأمْكَرِ
ليَسْتَأْثِــرْ اُلْعَلّي اُلْقَديرُ بـِهِم .
أوووفْ /أوووفْ
اُسْتَأثَرُوا بِأَعْمارنَا دُونَنَا وَثـَرواتَ اُلْبِلاَدِ
لتَخُنْهُم أَعْمـَارَهُم خَرّبـُـوا عِمْرانَنَا و أكلوا أعْمَارنَا

أوووفْ /أوووفْ
اُلْـمُلُوكْ /
اُلْرّؤسَاءْ /
اُلْأُمَراءْ

لم يَــتْرُكـُوا لَنَا ولا» قُـَرّيصَة اُلْعَجائز» وما تأكل اُلـْخِرَفَانُ وَاُلْعَنْــزُ وَاُلْـجِدَاءْ
لِيْنَفَذْ اُلْقَضَاءُ فِيهمْ بِاُلْـمَحْو لِلْتَوّ
أوووفْ / أوووفْ
فتّتُوا أَوْطَانَنَا
شَرَّدُوا اُلْثّكَالَى

وَأَسْلَمُوا فَلذَاتَ اُلْأكبادِ لِغُولِ اُلْبَحْر
ليَطْرُقَهُمْ طَارِقُ اُلْـمِقْدارْ
أوووفْ /أوووفْ
اُلْـمُلُوكْ /
اُلْرّؤسَاءْ /

اُلْأُمَرَاءْ

(...)

لاَ أعْرِفُ يــَا « لاَمِعَةْ « إِنْ كَانتْ رُوحَي ثَبَتَتْ
أَوْ كَانَتْ قَدْ إمّحَتْ فِي اُلْأفُق
أَوْ طَارَتْ بـِهَا سُحّيـْـرَةٌ شَارِدَةْ
اُلْأكيدُ / اُلْأكيدْ أَنـّــيَ مَريضٌ

بِدَاءٍ غَريبٍ يَا «لاَمِعَةْ»
إنيَ لاَ أُصَدّقُ رَحيلَ اُلْذِينَ رَحَلُوا
إذْ يـَحـْدُثُ أَنْ أُقيمَ حِوارا حَقيقيًّا
مَعَهُمْ... ونـُـقِشّرُ اُلْفُسْتُقَ

(...)

يَشُدُّني اُلْـحَنِينُ إِلَى» مَطْعَمِ اُلْبُوليرو».
أجْتَازُ اُلْبَابَ تـَجْهَشُ ذَاكِـرَتِيَ .
تُخْرِجُ أَثْقَالَــهَا يـَتَوَحّشُ اُلْقَلْبُ.
يتَقلّبُ اُلْقلْبُ.
يتَلَفَّتُ هُوّ اُلْقَلْبُ.

يقرأُ هُوّ الْقَلْبُ كِتَابَ اُلْأَوَانِيَ واُلجُدُرانْ فَيَرَى
اُلْأَصْدِقَاء ...يَتَصَفَّحُونَ «كتاب اُلْكَأْس»
وَيترَحمُّونَ عَلى اُلْرّقِيقِ اُلْقَيْروانيَ
تأخْذُنِيَ اُلْدّمُوعُ وإنْ هيّ رُوحِي بيْنَ صَفَحَاتِ « كتاب اُلْـمُراقبَة واُلْـعقابة».
يحدُثُ يا» لامْعَة» أنْ نُعَاقِبَ مَنْ نُـحِبُّ حين يـَجْرَحُنَا في القَلْبْ كـمَـا اُلْوطنْ وأَنْتِ بْــمزيدٍ منَ الحُبّ.

(...)

مَا أَشَدّ هَشَاشَتـِيَ .. وَمَا أقْوَانِيَ يــَا «لاَمِعَة»
كَيْفَ لـَمْ أَمُتْ بشَهْقةِ شَوْقٍ أَوْ بسَهْمٍ طَائشٍ مِنْ مَـجازْ

(...)

ابْتَسِمُ لِلْنَّادِلِ اُلْذِي يَـعـْرِفُ حَدْسًا أَحْوالِي اُلْواحِلَـة في اُلْبِلاَدِ
وَمَا حَلَّ بيّ
أَطْلُبُ مِنْدِيلاً عَلَى عَـجَلٍ

وأكتُبُ عَلَى اُلْـمَنْدِيلِ
يبْدُو أَنيَّ سَوْفَ أَسْكَرُ بيَ وَ بِسَوائل اُلْذّاكـِرةِ
ومُكَسَّراتِ اُلْقَلْبِ
هَذَا اُلْـمَسَاءْ...

(...)

فأرْجُو أَلاّ يـُهَشّمَ أحَدٌ زُجَاجَ قَلـْـبِـيَ
ليْسَ خَوفًا عَلَى قَلْبيَ.
فقَطْ لئّلاَ يُثيرَ حُزْنَ اُلْأصْدِقَاءْ
«محمّدٌ ومحمُود» ... ومنْ جَمَعَ مَـجْـلسُنا ويفْتَحَ عَليَّ وَعَليْهمْ «كِتابَ اُلـمَلَلِ»
مِنْ جَديدْ...

(...)

اُلْأكيدُ / اُلأكيدْ أَنّي مَريضٌ
بِداءٍ غَرِيبٍ يــَا «لاَمِعَةْ»
إنّي لاَ أُصَدّق رَحِيلَ اُلْذينَ رَحَلُوا
إذْ يـَحْدُث أَنْ أُقِيمَ حِوَارًا حَقِيقـِـيّا
معَهُم فَتَقُومُ قِــيَامَتيَ اُلْعَاطِفِيّة.

أَرَانـِيَ أَشْكُو ضَاحِكًا (محمُود) (لـِمَحمّدٍ ) لِأنّهُ دَبـّرَ لِيَ
ذاتَ صَبَاحٍ تُونِسِيٍ وَسِيمٍ

في بـَهْوِ « نُزْل الهَنَاء الدّوَلي» مَقْلَبًا مَع شَاعِرِ» مملَكَة اُلْسُّنْبُلـَةِ» «عَبْد اُلْوَهّاب اُلبيّاتي» _ لروحه السلام الأكيد-حِينَ قَالَ لَه هَذا
«الْأفّاك (سَليم) لاَ يـُحِبُّ مِنَ اُلْشّعَرَاءْ غَيْرَ ذَلِكَ اُلْقَبّانِي نِزار»ْ
لِذلكَ هُوّ أَسْمى هَذِهِ اُلْبِنْتْ الحُلوَة اُلْتي يَقولُ أَنـَّـهَا اُبْنتَهُ «هَزَارًا».
هُوّ اُلْأفّاكُ اُلْأكيدُ اُلْذِي أَسْمـَاهَا « هَزَارًا»...
وَلَيْسَتْ أُمّـهَا كَما يَقــُولُ لأنّهُ يَعْشَقُ «نِزارْ»

(...)

أطْرَقَ شَاعِر «مملكَة السُّنْبُلة» وهو يدَاعِبُ بوْسَةَ الخَال التي علَى خدّه وَنظر إليَّ مُبسِما ثمّ نظر الى
«ابن حُوريّةَ» وقال لهُ : «محمود» هَذا الأفّاكَ (سَليم) كما تقُولُ لاَ يـُحِبُّ مِنَ الشّعَراءْ غيرَ مَنْ ذَكَرتَ أهْداني أَنا قصيدا في ديوانه ( السّلوان ) ولم يـُهْدي ( للقبّانِي نـِزار).. وَأنَا أَعْرِفُها تِلْكَ اُلْطّيُور وَأنْتَ واحدٌ مِنْ تِلكَ اُلْطّيور ..
رَأَيتُ (محمودا) ينزَعُ نَظّارتَيه ليمسحَ دموع الضّحِك.

وَأَرانْي يا (لاَمِعَة) كَما أَرَاكِ اُلْآنَ أَشْكُو (محمّدا) «لمحْمُودٍ» لِأَمْرٍ لاَ يَليقُ بـِحُرٍّ ذِكْرُه لـِحـُرّةٍ صَوْنا لَعَقَدِ
«الْـمَـاءِ وَاُلْـمِلْــحٍ» و أَرَى أَنّي أَرَى «محمّدا» يَشْكُونِيَ «لمحمُودٍ» لعَصَبِيّتي اُلْـمُفْرطِةَ
واُتِهامِهِ واُلجمَاعَةِ بِاُلْـجَهْلِ و«الجَهْلِ اُلْـمُرَكَّبْ» .
هَلْ فَهِمِتِ يـَا «لاَمِعَةْ»... ؟

إنِّيَ أَرَى وأَسْـمَـعُ اُبنَ «حُوريّة» كَـمَـا يـُحِبُّ منْذُ زار قفْصَة وَرَقَصَ آخِر الْلّيلِ
أَنْ أُسَـمّيهِ... نعَم يا (لامَعَة).سَمعْته يشْكُونِي يقُولُ «لمحمّدٍ»:
لماذَا لاَ يَكْتُبُ عَنِ اُلْشُّعَراء..
عَسَى أَنْ يحرّرَ الخطاب

مِنْ سَطْوَةِ وسُلْطانِ بعْض أَهْل «اُلْـجامِعَة»..
تدْخل اُلْأشْعَار هُنَاكَ
حَيّةٌ...
وتخرُجُ مُقَطّعَةُ مُكَفّنَة .
مَنْ قَالَ أَنّ «بـُروكـوسْت» اُلْأُسْطُوُرَة

قَاطِعُ اُلْطّريقِ
مُـمَزّقُ أَوْصَالَ اُلْأَبْدَانِ اُلْتِي لِضَحَاياهُ..
وَلصّ اُلْأَعْمَـارِ مَاتْ؟
يَلْتَـمِسُ لِي (مُحَمدٌ) عِنْدَ» مـَحمودٍ» عُذْرًا يقُولُ له:
(سَليمٌ) يَقْتُلُهُ اُلْتّدْرِيسُ.

زاهِدٌ فِي نَشْرِ أشْعَارِهِ
مُـهْمِلٌ لـِحِيَاتِهِ
وَ أَوْراقِه عَنيدٌ ...
كَاسِحُ اُلْرّأس
شِعَارُه: لاَ رئيسَ لِي سِوَى راسِي.َ

(...)

يقولُ لهُ «ابن حُورِيـة» بـِحُزْنٍ:
لاَ بُدّ مِنْ اُلْتّآمُرِ عَليْهِ مَع اُلْـجـمَاعَةٍ لِإخْراجِهِ مِنْ تُونسْ لئِلاَ يـَموتَ...
كما مَاتَ سِواهُ...
اذَا كانَ اُلْأَمْرُ أمْرُ مَالٍ نتـَدبـّرُ اُلْأَمْر ...

(...)

هلْ فهِمْتِ...يا( لاَمِعَة)

(...)

«قَرَأْتُ في أَخْبارِ عُبيد الله بن عبد الله بن طَاهِرٍ:
أنّهُ جَرَى يَوماً في مَجْلسِه بينَ جُلَسَائِه كلامٌ فِي ذَمّ اُلِـمَلَلِ وتقْبيحِهِ واُلتّْعْريضِ بــِهِ،
تغَافَل وَتشَاغَلَ سَاعَةً. فلَما أكْثَرُوا وَلـَم يُبْقُوا في اُلقَوْسِ مَنْزَعاً،
اُسْتَوَى جَالِسًا وَأَقبَلَ عَليْـهِمْ وقال:

ويـْحَكَم أتَدْرُونَ أنـّكُـمْ تَذُمّونَ مَـمْدُوُحًاً...»
قُلْتُ ليَ:
الْشّعْرُ اُلْـجَميلُ قَدْ يـَأْتي كَما
اُلْـمَوْتُ
وَاُلْـحُبّ
وَاُلْـحَرْبُ
وَاُلْإنـْجَابُ
أَحْيانًا ودَائـِمـًا مِنَ اُلـْمَلَلِ اُلْطَّوِيلِ

(...)

طَارَ بيَ خَيَالِيَ حَنِينَ شَوْقٍ إلَى حِكايةِ (لاَمِعَةْ) وَاُلْعَصَافِير «...يَــا» ( لاَمِعَةْ).
حِكَايَتُكِ أَنْتِ .

(لامَعة) سَمْراء جَميلةٌ في لوْنِ اُلْأَرْضِ وَاُلْأُفق.
(لامِعَةْ) تنْهَضُ صَبَاحًا لتُطْعِمَ َعَصَافيرَ «باِب اُلبَحر»...
في سُرّةِ اُلْعَاصِمَةِ اُلْتُونِسِيّةِ
وتَشْتَبِكُ مَعَها

لِأنّ اُلْعَصَافْيرَ تُنافِسُها شُبَّاكَـهَا
وَتَقْصِفُ بِـمَناقِيرِهَا أعْمار نَبَاتـهَا
(لاَمِعَة) تُشَاغِـِي اُلْعَصَافيرَ تَقُولُ كَلاَمًا غَامِضًا للعصَافير حين تـُخَاطِبُـهَا
لــئِــلاَ تجْرَحَـَها
واُلْعصَافير تــَفْهم عَلَيْــهَا لَغْوَهَا وَ لــُغَتها اُلْتِي لاَ يَفْهَمُها سِواهَا...

(...)
تَطِيرُ اُلْعَصَافيرُ ... هيّ اُلْعصَافِيرُ تَطِيرُ بَعِيدًا

لتعُودَ قَريبًا إِلَى مَكَامِنِ وَكَنَاتـِها لتَحْرُسَ بـِغَريزَةِ اُلْطّيْرِ بَيْضَهَا وفِراخَهَا اُلْتِي فِي أَعْشَاشِهَا
كَأنّ(لَامِعَة ) مـَا نــــطَقتْ بـِكَلامٍ غـَامِضٍ تفْهَمُه اُلْعَصَافيرُ وَحْدَهَا..
وَلَيْسَ يَفْهَمُهُ أَحَدٌ سِواهَا
كما هوّ قَلْبـِيَ مَعَ اُلْرّاحِلَيْنِ : (محُمّد) و(محمْود)

... هَلْ هَذا هوّ اُلْـوَفَاءُ لِلْـذّاتِ
يـَـا (لاَمِعَةْ)
(محمود ) هو «محمّد» فِي شِغَافِ قَلْبـِــيَ اُلْـموْجُوعْ
وَ (مُحـمّد) «هوّ (مَحْمودْ) وإنْ هُوّ بـَقَي مِنْ سِهَامِ اُلْصَّدَاقَــــةِ اُلْـمُسَلَّحَــةِ
فِي قَلْـــبيَ بـَــعْضُ سَهْـــمٍ ...
يَــقْطُر هُنَا... هُنَا... وهُنَاكَ

فيِ اُلْـخَـصْرِ وَاُلْظّـــــهْــرِ ...

(...)

اُلْأكِيدُ / اُلأكيدْ يـَـا « (لاَمِعَة ) أَنَّي مَرِيضٌ
بِدَاءٍ غَرِيــــبٍ... غَرِيـِبْ يـَــــا ( لاَمِعَــة)
اُلْآنَ أنا أَطيرُ يـَــا (لاَمِعَــةْ ) ...أَطِيرُ

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115