قبل البدء: عيد الرعاة بسمامة نجم البوب «ماركوس شبرنغلر» يغنّي لرعاة الجبل

الوجيعة تصنع القوة، الخوف يزيد من إرادة الانسان للتحدي، الالم يولد أملا و الظلم والتهميش

وقساوة الجغرافيا يصنعون الفن، وهناك في الجبال رضعوا الفن مع الحليب، جميعهم يغني ليتناسى قساوة الواقع، هناك في سمّامة للرعاة عيدهم يكونون فيه اسياد المكان والحدث والزمان، عيد يومي يفتتح بالغناء ويختتم به، ولأنهم حماة الجبل والحاجز الدفاعي الاول يكون عيدا عالميا.
هنا في سفح جبل سمامة عيد يختلف عن البقية عيد يغيب عنه البهرج و مكبرات الصوت ومن التجهيزات التقنية، عيد يلبس فيه الصغار اجمل ما عندهم بينما نجد الفنانين يلبسون كل ماهو رياضي وبسيط عيد تختفي فيه معالم الزينة فالركح غير الركح والمكان غير المكان ، هناك في سمامة سيكون اللقاء هذا العام مختلفا لقاء يجمع اصوات سمامة مع اشهر فناني البوب وسفح الجبل سيعلن الجميع ان سمامة عاصمة للحياة.

كل موسيقات العالم تغني لسمّامة
«النجمة بوب» عنوان للعرض الفني الذي سيقدم سفح جبل سمامة بمناسبة عيد الرعاة، بعيدا عن البهرج والأضواء ينكبّ فنّان البوب الألماني ماركوس شبرنغلر و عدنان الهلالي على إعداد مشروع عرض فنّي يجمع شبرنغلر و مجموعته متعدّدة الجنسيات مع مجموعة أصوات سمّامة وهذا العرض خاصّ بعيد الرّعاة الذي سينتظم من 28 افريل إلى 1 ماي.
في «نجمة بوب» سيمتزج الدرّازي والعكّالي و الحجّالي بايقاعات البوب الصّاخبة التي يعزفها ويغنّيها ماركوس شبرنغلر (المانيا) وجيوفاني ايمانويل (ايطاليا) وتابز مونيا (زيمبابوي) وجوزا فكاي (ناميبيا). من أصوات سمّامة يشارك في «نجمة بوب» محمّد الفقراوي والكامل الهلالي ومصطفى الذيبي و كريم الهلالي ومحمد بن حسن، عرض يجمع نوتات مختلفة وموسيقات متعددة منها الافريقي والعربي والجبلي والصحراوي كلها ايقاعات تتغنى بالحياة وبالارادة ايقاعات تقدم تحية اجلال لمن تمسكوا بجبلهم وغنوا رغم اصوات القصف ورائحة حريق إكليل الجبل، نغمات يوجهونها الى «كاف الحمام» اعلى سمامة اين عقدت الدورة الاولى لعيد الرعاة
و معلوم انّ «نجمة» هي عنوان سهرات الاعراس في الجبال و سيكون عرض نجمة-بوب عرضا فنّيا راقصا وصاخبا عابرا للقارّات ويحتفي بالتقاء فنّاني العالم على نفس الرّكح وعلى هضاب جبل سمّامة رغم الالغام وتحدّيات الفترة الحالية.

سفح سمّامة تحضر المغامرة فهل من مغامر؟
عيد الرّعاة في جبل سمّامة ليس انغلاقا على طقوس الرّاعي البسيطة والجميلة، فهو ما نراه في تظاهرات مماثلة باروبّا حيث مهرجان الرّعاة سرد مسطّح لحياة الرّاعي وترحاله «الهْطاية».. عيد الرّعاة في سمّامة كونيّ لا محلّي استعراضيّ... يكتب ملامح قرية أصيلة ومنفتحة على الآخر المـُـنشد في آن، وهكذا نجتثّ نوايا الانغلاق ونحن نغنّي على انغام «الڤـَـصْبة»... مرحبا بكم في معسكر العشق الإكليليّ بجبل سمّامة من 28 أفريل إلى 1 ماي... إذا كنت تعشق جبلكَ فاحجزْ له جناحا على سفحنا فمحورنا هو «جبال العالم تلتقي في سمّامة» هكذا يقول الناشط الثقافي عدنان الهلالي عن عيد الرعاة الذي سيكون ضيفه فنان البوب كارلوس شبرنغلر.
وقد أبدى فنّان البوب الالماني كارلوس شبرنغلر تحمّسه الكبير لفكرة العمل المشترك مع رعاة جبل سمّامة وهو الذي يعشق المغامرات الفنّية وجاب كلّ القارّات تفاعلا مع مثل هذه الافكار التي تكسر حاجز الخمول الابداعي.
ماركوس سيبقى اكثر من أسبوعين في تونس لينهي الورشة مع أصوات سمّامة ويقوم بجولة في الجهات بعرض «نجمة بوبْ» الصّاخب. وينتظر ان ينتظم عرض لهذا العمل في شارع بورقيبة بالعاصمة قبل التئام عيد الرّعاة ليكون في شاكلة دعوة للجميع للالتحاق بالجبل الشّامخ الذي يكتسح الالغام بالفنون ويقاوم التطرّف بالانفتاح على موسيقى الآخر وعلى شعره ورقصه.

بهذا المشروع الكوني ينفتح المشروع الثقافي الجبلي بسمّامة على موسيقى عصرية لها عشاقها ولا يكتفي بإحياء تراث الاجداد وتكريمه وينتظر أن تكون «نجمة بوب» عملا فريدا يروي بهجة الرّعاة وحبّهم لثقافة الآخر مهما كانت مختلفة و ثقافة الرعاة كونية متشابهة متقاربة و احيانا متجانسة في مختلف انحاء العالم رغم اختلاف اللغة فالمبدأ واحد هو الرقي بالانسان و التعريف بطقوس الرعاة وحياتهم اينما كانوا على وجه البسيطة ورعاة سمامة ربما يكونون الاكثر تمسكا بجبلهم وان قسى.

في المركز الثقافي الجبلي
للنساء حضورهن
يستعد المركز الثقافي الجبلي بسمامة لفتح ابوابه للعموم ولا تزال الاشغال متواصلة وخصص المركز جزءا من اعماله للحرفة اليدوية لذلك سارعت النسوة بتقديم ابداعات ايديهنّ، ومن هؤلاء النسوة «صالحة الهلالي» احدى جرحى الالغام بجبل سمامة، هي من جامعات الاكليل وهي تونسية متمسكة بارضها لا تهاب الجبل وتعشق حرفتها وتصنع من الحلفاء أجمل الحصر.

هي من جرحى ألغام الجبل وموسم جني الإكليل... عادت من المستشفى ولم تتاجر بجرحها... تعدّ الآن حصيرة حلفاء عندما بلغها أن المركز الثقافي الجبلي يسعى إلى تشجيع الحرف الجبليّة وإحيائها لعلّها تعوّض السكّان شيئا من مواطن رزقهم التي فقدوها بسبب تلغيم الجبل وإعلانه منطقة عسكريّة مغلقة... حصيرة الحلفاء اندثرت وعوّضتها سماجة البلاستيك... فريق المركز الثقافي الجبلي و مؤسّسة رمبورغ سعيدان في محاولة لإحياء هذا التراث الجميل...هذا التراث الذي لن ينبعث من جديد إلاّ عندما نستهلك نحن أبناء الشعاب إبداعاتنا الخالدة قبل التعويل على تصديرها، صالحة الهلالي امرأة انموذج عن النساء الكادحات المتمسكات بارضهن وبحرفتهنّ رغم الوجيعة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115