اختتام «قوم صوّر»: نشر ثقافة الحياة والتحديث ...

تنافسوا للفوزبجائزة المفتاح الذهبي، شباب عاشق للكاميرا وللسينما حمولوا اسلحتهم

وصوروا هنا وهناك، اختلفت المواضيع ووجهات النظر ولكنهم تشاركوا في حب الفن والرغبة في قيادة مركب الجمال للوصول الى جزيرة للحب يكون الفن لسابع عنوانها، كل احبّ بلاده بطريقته وكل عبر عن هذا الحب بطريقة مغايرة و قاموا صوروا تونس بانهجها وتواريخها وجزرها وكتبها لانهم يعرفون رغم صغن السن ان الثقافة مقاومة.
عشرة افلام شاركت في المسابقة عشرة افلام كانت مواضيعها جد مختلفة اختلاف مخرجيها، في «قوم صوّر» شباب امن بالسينما وبقدرته على النجاح فكتب بالكاميرا ما تعجز الاحرف عن التعبير عنه احيانا.

«أنا المرا أنا التونسية الحرة»
تونس ولاّدة ونساؤها عنوان للتضحية والمقاومة، لام المرأة هي الوطن، لان المرأة ولادة وهي الامل المتجدد دوما وهي شعار النور والمقاومة فاز فيلم «السيدة» بجائزة المفتاح الذهبي، بطلة الفيلم امرأة تونسية كغيرها من النساء مقاومة صلدة تعجز السنون عن اضنائها وانهاكها، هي «التونسية، القوية، المرا الحالمة والصامدة» كما نعتت السيدة المغراوي نفسها، هي امرأة تونسية تسكن وسط العاصمة توفي زوجها فاختارت العمل وقررت ان تصنع لنفسها مورد رزق يضمن كرامتها، تصاحب الكاميرا السيدة صاحبة الثمانية والستين ربيعا، امرأة عجز الشعر الابيض عن مقاومتها، عشقت الخياطة واختارت تلك الالة لتكون رفيقتها وسندها للنجاح، امرة تونسية مقاومة وصادقة قاومت الوحدة والبطالة وصنعت لنفسها طريقة للحياة لتقول ان المرأة ثورة وقادرة على النحت في الحجارة للمحافظة على عائلتها وكرامتها، رسالة الفيلم الى كل النساء ليكن قويات ويعملن ويبحثن عن الامل كلما أوصدت الأبواب الفيلم للطفلة فاطمة المغراوي صاحبة الاربعة عشر ربيعا وفاز بالمرتبة الاولى وحصد المفتاح الذهبي.

«الشياة» حكايات كل المارة
هو الاعلم بحكاياتهم، في وصمته وصراخه وهدوئه الكثير من الحكايا، ماسح الاحذية الشخصية الانموذج في شوارع العاصمة، لكل منهم مكانه المحدد وحكايات المارة يتناقلونها في تلك الشوارع الصاخبة، من مسح حذاء الى حكايات المارة من الموظف الى الطالب الى العامل البسيط جميعهم يقبلون اليه مثقلين بالحكايا ويدبرون عنه بعد أن يكونوا مسحوا احذيتهم وافرغوا شحنة القصص التي تثقل رؤوسهم، الباساج، شارع باريس وباب بحر شوارع تعرف حركية غير عادية، كم هائل من المارة، تركز الكاميرا على الاقدام والاحذية المختلفة فحذاء الموظف يختلف عن حذا العامل حتما ثم تصعد الكاميرا تدريجيا لتركز على الوجوه و الحركة الدؤوب الكاميرا نقلت الاختلاف الذي يعيشه مارة الشارع تماما كهواجس المواطنين لكل حكاية ولكل قصة تختلف عن الاخر، في باب بحر امام تلك النافورة تنساب بعض الاحلام وتنهار اخرى وتتحقق امال وتضيع شخوص وسط الزحام تماما كما الافكار.

امام ذاك الاختلاف تركز الكاميرا على ماسح الاحذية وحقيبة تسقط منها صورة وشهادة جامعية، وكان بمخرج لفيلم يريد ان يسلط الضوء على بطالة اصحاب الشهادات العليا فاغلبهم يترك شهادته جانبا ويبحث عن اي عمل يضمن قوته الكثير من اصحاب الشهائد العليا يعملون ماسحي احذية في شوارع العاصمة، وعن معاناتهم امام ذاك الاختلاف الكبير من المارة أشار فيلم «الشباة» الفائز بالمفتاح الفضي لهارون زمزمي.

التاريخ المنسي السينما أداة للتعريف به
الى المنستير تكون وجهة كاميرا وليد فرج، الى جزيرة منسية وسط البحار غير بعيدة عن فالاز المنستير تكون الرحلة، جزيرة «الغدامسي» هناك وحدهم البحارة هم مرشدو الزوار، مراكبهم الصغيرة وشباك الصيد رفيقة يومهم واداتهم لاكتشاف تلك الجزيرة وحكاياتها، تتجول الكاميرا مع البحارة وتكشف سحر الجزيرة وخصوصياتها حيث المغاور و اثار رومانية قديمة تشهد على عراقة تلك المنطقة.

جزيرة الغدامسي من الجزر المنسسية رغم توفرها على العديد من المعالم الاثرية، جزيرة يمكن ان تكونه قبلة للسياح وللباحثين في التراث المادي ، مكان مميز يشبه كثيرا منطقة «كاب زبيب» ببنزرت ولكنها منسية وحدهم البحارة من يزورونها لاصطياد «التن».، «جزيرة الغامسي» فيلم وليد فرج كشف عن تراث منسي وجزيرة تناستها الذاكرة وتلك هي وظيفة السينما التعريف بكل ربوع تونس.

«قوم صوّر» ... تونس بعيون أولادها
اختتم مشروع «قوم صوّر» الذي اشرف عليه فريق لمخزن الثقافي، عشرة افلام تسابقت على الجوائز، عشرة مخرجين عشقوا السينما وأرادوا أن يكونوا صوتا لأصوات جهاتهم وأن يقدموا صورة لا يعرفها المتفرج عن مدينة ما أو حرفة منسية تكاد تنسى، في «قوم صوّؤر» كانت السينما وسيلة للحياة و لمعاكسة كل القيود والتغلب عليها، تجارب اولى اثبتت ان التونسي قادر على النجاح متى سنحت الفرصة.

لجنة تحكيم «قوم صور»، اعتبرت مبادرة «المخزن الثقافي» خطوة تستحق الإشادة منوهة بمضامين وتصورات الأعمال العشرة المختارة لمسابقة «المفتاح الذهبي» إذ منح المترشحون في «قوم صور» الأمل لسوسن معالج ، إحدى أعضاء لجنة التحكيم، حيث عبّرت عن سعادتها وتفاؤلها بمستوى السينمائيين الشبان ورؤيتهم للمستقبل ولتونس الغد.
وهو رأي وافقها فيه كل من رئيس لجنة التحكيم مليك عمارة، الذي وصف مستوى الأعمال متقارب وهو ما صعب الاختيار على اللجنة  في ما قالت الممثلة سهير بن عمارة أن تظاهرة «قوم صور» أعادتها بالذاكرة لسنوات دراستها للسينما وهي تدرك شعور هؤلاء الشباب حين يقدمون فيلمهم الأول.

ووجهت لجنة تحكيم «قوم صور» تحية احترام للمجهود المبذول من قبل المؤطرين للمواهب المترشحة وهم ابراهيم لطيف في الإخراج، محمد المغراوي في التصوير، كريم التوكابري في الصوت ورابعة السافي على مستوى السيناريو.

كلمــــة سفيـــر الولايــات المتحدة «دانيال روبنستين» حظيت بإعجاب وتفاعل الحاضرين خاصة وأنه اختار مفاجأة الجميع وقراءة كلمته باللهجة الدارجة التونسية مستهلا حديثه معبرا عن إعجابه بخيارات الشباب التونسي واعتماده على الفن وتحديدا السينما كوسيلة للتعبير عن مواقفه وآرائه ومستقبله مؤكدا أن تونس ستعرف مستقبلا مشرقا بفضل هذا الشباب المتقد والواعي والفنان.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115