شظايا: بمناسبة اليوم العالمي للمرأة نكتب لمن لن تقرأ كلماتنا مطلقا

الصادقات هنّ الجميلات، الكادحات هن الجميلات، المناضلات هنّ الجميلات، اليوم 8 مارس

يحتفي العالم باليوم العالمي للمرأة، اليوم سيلبسون الزهري وسيتبادلون التحايا وسيذكروننا ان المرأة اساس المجتمع والمرأة عماد البيت وستحتفي ووسائل الاعلام وسائل التواصل الاجتماعي جميعها باشهر النسوة واكثرهنّ تأثيرا.

اليوم لن نكتب للمثقفات، لن نكتب للموظفات لن نكتب لمن انهين تعليمهن، ولن نكتب عن اشهر النساء ولن نتحدث عن النساء القادرات على الكتابة و تبادل التحايا ب»الفايسبوك» و»التويتر» و»الانستغرام» و»الوات ساب»، اليوم سنكتب لتلك التي لن تقرأ لنا مطلقا، سنتكب لتلك التي لن تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي وتكفها سرقة دقائق امام التلفاز لمشاهدة مسلسل ما لتشعر بالراحة.

اليكن انتنّ، اليكن ملح هذه الارض كل التحايا اليك سيدتي وأنت تستيقظين فجرا وتحملين «زوادة الفطور» وتقبلين الى عملك ايا كان سواء توجهت الى الحقول لقطف الطماطم و جمع ما يقي من زيتون، اليك يا من تتحملين البرد والقرّ وانت تركبين الشاحنة وتحلمين برغيف ويوم راحة، الى من تلتقط الملاليم امام تقوس الظهر وانحناءة الساعات الطويلة لتعود وقد اسدل الظلام ستاره وتنكب على شؤون البيت.

اليك سيدتي وأنت تشاركين نسوة الحومة جمع القوارير البلاستيكية من القمامة لتضمني عيشك وتعليم اطفالك، رغم بؤس العمل وخطورته، الى جامعات الاكليل في سمّامة إلى من يدخلن الجبل وهنّ غير عارفات إن كن سيعدن احياء ام اموات ورغمها يكابدن الخوف و البرد لضمان اللقمة وحياة تشبه الحياة.
الى من تنهض فجرا تجمع الحطب وتشعل «الطابونة» على الطريق السيارة وهي ترجو ان تكون الحركة محترمة ويكون لخبزها زبائن يقدرون تعبها امام النار التي تلفح وجهها.

جميعكن لن تقرأن ما نكتب، جميعكن تعرفن ان الورق يستعمل لإشعال النار فقط تلك النار التي تدفئ اجسادكنّ المنهكة ويكفينا ان تكون كلماتنا اداة لدفئكن سيداتي الصادقات.

اليكنّ كل التحايا، اليكن كل عبارات الامتنان لعظمة ما تقمن به فانتن الاكثر دراية بالجهد والعمل الشاق، اليكنّ نساء الهامش كل عبارات الصدق ، اليكن في بعدكن عن المركز وانشغالكن بقساوة الحياة كل الحبور اليكن نرفع القبعة ونقول كنّ بخير، كنّ جميلات دوما كنّ عنوان الصدق والعنفوان فان قست عليكنّ الجغرافيا وظلمكن التاريخ تبقين عنوان الارادة وكثيرات من المثقفات يتمنين القليل من قوتكنّ اليكن نقول ما قاله درويش:

«إنّا نحبُّ الوردَ
لكنّا نحبُّ القمحَ أكثرْ
ونحب عطر الورد
لكن السنابل منه أطهرْ
فاحموا سنابلكم من الأعصار
بالصدر المسَمَّرْ
هاتوا السياج من الصدور..
من الصدور؛ فكيف يكسرْ؟؟ » ...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115