انطلاق ورشات «الورشة 271»: بدأت معالـم الحلم تتجسّد

هنا الحلم، هنا كل تعاليم الحياة مختلفة، هنا بعيدا عن العاصمة تكون للفن متعته، للمسرح سحره وللموسيقى

وقعها الاجمل، هنا بعيدا عن الضوضاء يوجد اطفال يعشقون الحياة ويريدون ان يكون الفن مذهبهم ليقاوموا، هنا حيث اللاشي، هنا حيث العدم خلق الفضاء الثقافي الخاص والوحيد 271، ليكون عنوانا للمقاومة، عنوان لمقاومة الافكار الرجعية والتصحر الثقافي، هنا مدينة «عقارب» من ولاية صفاقس، مدينة عرفت انها وكر لأصحاب الفكر الرجعي وهي أيضا موطن للفنون ايضا فهنا اطفال يقبلون فرادى وجماعات كلما سمعوا بتظاهرة فنية.

بعد انتظار تحقق الحلمة وأصبح لأبناء الجهة فضاءهم الثقافي، كل اطفال الارياف بات لهم فضاء يقدم لهم المسرح والموسيقى ويعلمهم معنى الحياة وكيفيـــة استغــلال مواهبهم ليعيشوا، الفضاء الثقافي 271 (هي عدد الكيلومترات التي تبعدها عقارب عن العاصمة) فتح ابوابه للجمهور وفتح ابواب التسجيل في مجموعة من النوادي وهي الموسيــقى (العزف والكــورال) والفنون التشـــكيلية (الرسم والخـــط العربي) والرقص والمســرح و السينما والمكتبة واللغات (الفرنسية والانقليزية) والحساب الذهني و الهيب هوب والراب والبريك دانس والغرافيتي، جل الفنون ستقدم للصغار لعشاق الحياة، في الفضاء «سنعلمهم ان الفن حياة، سنعلمهم ان الفن مقاومة ونعلم الاولياء الاستثمار في ابنائهم لا لابنائهم» على حد تعبير الفنان شكري البحري.

عن الفضاء الوليد الذي خرج من العدم كزهرة متمردة تقاوم الرياح والعواصف لتظلّ حرة وشامخة ، عن الـ 271 يقول ابن المدينة رابح مجبري:
تطلع وردة من مدينتنا الصامده
يزهر الوقت يزدحم بالبهاء
فيخر الجمال
على بابها في حياء
وتجيء العصافير طيعة ساجده
من جدار تشقق
منذ جدار بعيد
نرسم حلما في المكان
الجديد
نكتب اسمها
بحروف البياض العنيد
ونمشي برفق إلى اللحظة
الفارقه...
على قدم واحده

وفي تصريح لـ«المغرب» أكد شكري البحري ان الورشة 271 مشروع في قلب القرية المنسية،ثقافة في وسط الريف،.في قلب السوق الاسبوعية وسط ضوضاء الباعة وأصوات الآلات سيعلو صوت الفن، الورشة تقدم لجمهورها قاعة للسينما بالإضافة الى رواق للفنون هناك مسرح للهواء الطلق، مسرح سيتسع لعدد محترم من الجمهور في تلك المدينة، والجميل «المكان الجغرافي الذي يحتله الفضاء، وسط السوق قرب المسلخ البلدي وطريق المعهد الثانوي و مركب الطفولة و غير بعيد عن مقر الولي سيدي عقارب مفارقة جغرافية تجعل الفضاء هنا رمزا لاكتساح ما همّش سابقا» على حد تعبيره، لذلك سمينا الفضاء ايضا «فضاء الفن والسلام، فهنا في عقارب هناك الكثير من العروشية نريد ان نحاربها بالمسرح،

والموسيقى»، في الفضاء الموجود في الشارع الرئيسي للمدينة ستكتسح الفنون الشارع لتقرب الفن الى المواطن اكثر ويكون اخر اجل لتعمير استمارة المشاركة في النوادي يوم 28فيفري 2018 وهو تاريخ انطلاق النوادي لاطفال سيجدون متعتهم مع كل الفنون، وللاشارة فعقارب تفتقر الى النشاط الثقافي الدوري باستثناء مهرجان مسرح الطفل الذي تنظمه جمعية الشباب والطفولة ومهرجان سيدي عقارب الصيفي لا وجود لورشات أو نوادي أو تظاهرات قارة تنقذ الطفل من الانحراف او الفكر الرجعي فهل سيكون الفضاء الوليد المنقذ الفعلي لأطفال عقارب من فكر متطرف؟.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115