عرس الطبوع في نسخته الثانية: بين «تسلطينة» زياد غرسة و رقّة صوت لينا كانت المتعة

عانق ياسمين تونس ياسمين دمشق فكانت المتعة الاجمل والحلم الأسمى وانتعشت دمشق بهوى تونسي متحرر

من كل الحدود والقيود، في المسرح البلدي بالعاصمة غنت الكمنجات حمل الناي الجمهور الى عالم سرمدي مميز ودقت طبول الحلم ونادى العود الجمهور ان هلمّوا الى المتعة اما القانون ملك الجلسة فاستضاف الجميع الى مخدع الطمانينة و الجمال.
في المسرح البلدي بالعاصمة كان العرس حيث احتفى الجمهور بالطبوع وزفها بصوت لينا شاميان وزياد غرسة، تماهت المقامات واختلفت، تبايت اللهجات والانتماءات والآمال ولكن الانتماء الاسمى واحد وهو الانسانية والغناء لإيصال اصوات من شردوا وهجروا.

يصمت الكل في حضرة الملكة، او اميرة تتغنج لتمتع الحضور في مجلسها موسيقاها الحالمة تدفعك لعشقها دون تفكير، الكمان التي عزف عليها محمد الاسود اجمل النوتات كانت تمهيدا لسهرة حالمة ومميزة، عدد الكمنجات في العرض كان 21 جميعهن كن عنوان لنوتة رقيقة وموسيقى هادئة وحالمة، الى جانب الكمان رفيقها الناي ذاك الذي تولى مهمة اخضاع كل المستمعين الى تعاليمه الخاصة وقوانينه الاستثنائية، الناي صوت المغتربين وعلى الركح صلت لينا شاماميان للمغتربين، غنت لسوريا الوجع، غنت لدمشق الجريحة وتساءلت عن سر قوتها امام ما يعيشه وطنها من مظالم ودم ووجيعة لتختم صلاتها بالقول ان الفن حياة وعنوان للمقاومة ولكل السوريين صلت صلاة سلام واستسقت الامن والطمأنينة لشعب يعاني ومدن موجوعة.

عرس الطبوع2 لم يكن عرضا كغيره من العروض لأنه عرض غاص في التراث التونسي، زياد غرسة بمظهره الجديد اسرّ جمهوره وقد «ودعت الجبة نهائيا داخل تونس ولكن اعدكم ان عروض الخارج سيكون الدرابو الى يميني ومعه الجبة»، زياد غرسة كما عهده جمهوره «تسلطن» مع الفرقة الوطنية للموسيقى وغنى من المالوف التونسي، البداية كانت مع «سماعي اصبعين محمد سعادة» مقطوعة سحرها بموسيقى الناي الحزينة، ثم غنى بي رشا وخالق الاطيار ويا كاملة المعاني وزارني المليح وحدونا وهي من المالوف التونسي ميزتها موسيقى الكمنجات مع حضور للعود، موسيقاها هادئة تحمل المتفرج الى عالم صوفي تسبح فيه الارواح في ملكوت من الحرية والجمال.

بعد نصف ساعة من المالوف والأغاني الصوفية كان اللقاء مع الاغاني الاكثر ايقاعا وبهجة، من «لا نمثلك بالشمس لا بالقمرة» الى «علاش تحير فيا» و «بحذى حبيبتي» و يا محسونة اغان يحفظها جمهور المسرح البلدي بالعاصمة وشارك زياد غرسة في المتعة.

أما الجزء الثاني فكان مع السورية لينا شاميان التي غنت بلهجة تونسية، لينا السورية الاصل صلت لبلدها في نوبة الخضراء وعزفت على التها الموسيقية الصغيرة ذات النغمات الرقيقة الة السانسولا تميزها عن غيرها من العازفين واصبحت رفيقة لينا في كل عروضها تقريبا، لينا شاماميان غنت من المالوف التونسي نوبة الخضراء وبصوتها القريب من هدهدة الاطفال تجولت بالجمهور في عالم سرمدي تكون الموسيقى فيه عنوان للحلم، ومن اغانيها الخاصة قدمت «لما بدى يتثنى» و «وحياتك» وهي اغنية جديدة ولدت من البرايف لحنها محمد الاسود اغنية تتحدث عن تونس وسوريا وتجمع البلدين في لحن موسيقي واحد، ثم قدمت «كي يضيق بيك الدهر»، وكان ختام العرس تونسي كافي تحديدا مع الطبلة و «زكرة» سمر

بن عمارة غنت لينا «جيبولي خالي» وهي اغنية من التراث الكافي ومن مقومات العرس أيضا بلكنة سورية مميزة غنت تراث الكاف وغنت لينا المالوف التونسي لتمتع جمهورها في المسرح البلدي الذي جاء بأعداد جد محترمة للاستمتاع بصوت تونسي له جمهوره وهو زياد غرسة ومعانقة صوت دمشقي رقيق له جمهوره في تونس ايضا، في عرس الطبوع فاحت رائحة الياسمين الشامي والياسمين التونسي، عرض موسيقى تماهى مع لوحات تشكيلية تعرف بتونس وموروثها في خلفية الركح.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115