بعد سنتين من الاتفاقية المشتركة بين الهياكل الثّقافية والتربوية والشبابية: شتان بين الواقع والأحلام وبين التنظير والفعل

منذ سنتين وتحديدا صباح الأحد 21 فيفري 2016 ،تم بالمركّب الثّقافي والرّياضي للشّباب بالمنزه السّادس توقيع الاتّفاقيّة الإطاريّة المشتركة

بين الهياكل العموميّة الثّقافيّة والتّربويّة والشّبابيّة في موكب وُصّف بالبهيج جمع تلاميذ ومربين ومديرين ومندوبين ووزراء وصور تذكارية أرّخت  نظريا هذا الحدث الذي حدّد ماسمي ب «ملامح التعاون المشترك بين الوزارات الثلاث والتاسيس لانفتاح المؤسسات الشبابية والثقافية والتربوية على بعضها».

ذكرى مرّت وسط صمت المنظرين المبادرين إلى بعث هذه الاتفاقية الاطارية ،علما وانها ليست الاتفاقية الاولى حيث تم منذ عشر سنوات خلت ، إمضاء اتفاقية بين وزارتي التربية والتكوين والثقافة والمحافظة على التراث هدفت الى تفعيل وتطوير الحضور التلمذي داخل دور الثقافة وجعلها وجهة يرتادها من جديد الشباب المتمدرس  بما يساعد على بث نفس جديد في العلاقة القائمة بين المؤسسة التربوية ونظيرتها الثقافية وذلك من خلال دعم التواصل وتفتح الوسط المدرسي على عالم الثقافة والفنون والابداعات مع الاستغلال الاجدى للتجهيزات والفضاءات والموارد البشرية التي توفرها هذه الفضاءات، كما تؤسس خاصة لتكامل في الادوار والاهداف بين نوادي التنشيط الثقافي بالمؤسسة التربوية ومختلف انواع الممارسات الثقافية في محيطها الخارجي الذي تمثل فيه دار الثقافة الهيكل الاقرب للمدرسة ..ولمتابعة تنفيذ بنود الاتفاقية الاولى وتوفير الظروف الكفيلة بتفعيلها وتحقيق اغراضها تم اقرار احداث لجنة مشتركة بين وزارة الثقافة والمحافظة على التراث ووزارة التربية على ان تحدث ايضا بكل ولاية لجنة جهوية مشتركة تسهر على حسن تنفيذ البرامج المشتركة ويتم تجديد الاتفاقية في مفتتح كل سنة دراسية ..

أي تقريبا نفس الاهداف والتمشيات  للاتّفاقيّة الإطاريّة المشتركة بين الهياكل العموميّة الثّقافيّة والتّربويّة والشّبابيّة لسنة 2016 حيث تضمنت الوثيقة إحداث لجنة مشتركة بين الوزارات المعنية لمتابعة تنفيذ هذه الاتفاقية وتقييمها واقتراح السبل الكفيلة بتطويرها ،كما سيتم بمقتضى الاتفاقية احداث لجنة جهوية بكل ولاية تتولى بلورة مشاريع تربوية وثقافية وشبابية مشتركة وفق خصائص المحيط الاجتماعى للمؤسسات الثقافية والتربوية والشبابية، لكن و إلى حد اليوم فقد بقيت هذه الاتفاقية شبه معلّقة حبيسة  الرفوف والارشيفات بالوزارات المعنية قد يشار اليها عند الحاجة معولين على الذاكرة الجماعية المثقوبة.. ليبقى الحال على ما هو عليه قبل عشر سنوات  وربما بعد العشر السنوات القادمة ؟!.. 
لزهر الحشاني

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115