غنائية المحبة لفؤاد روايسية: الفن وسيلة لتوحيد الشعوب والتذكير بأمجاد الماضي

الفن لغة تعجز الحدود الجغرافية عن تقييدها، المسرح متحرر من كل القيود تعجز الحدود والجمارك

عن ايقاف جماح نصّ متمرد، الموسيقى لغة الشعوب لغة تتجاوز الموجود وترسم عالما دون قيد او حاجز يفصل بين البشر، الرقص عنوان للتحرر والمكبّلات، ولان الفن قادر على تحطيم كل القيود ولان الفن تأريخ وأداة لتذكير الشعوب بتاريخها استمتع جمهور سوق هراس بالجزائر بعرض غنائية المحبة.
الدم واحد، الهوية واحدة، و«تونس والجزائر شعب واحد» مقولة جسدها المخرج فؤاد روايسية في عرض فني ضخم سماه «غنائية المحبة» عرض تونسي جزائري جسد وحدة الشعبين ومعاناتهما المشتركة امام الاستعمار الفرنسي، عرض جزائري الفكرة وعلى الرّكح تميز كل من ريان القيرواني و لزهر الفرحاني ورياض العبيدي ممثلي تونس في العرض الملحمي.

الفن لتخليد أحداث ساقية سيدي يوسف
بالحب قد نتغلب على التفرقة وبالحب يمكن شحن الروح بالمقاومة ومحبة التونسيين للجزائريين ضاربة في التاريخ والجغرافيا أيضا فتونس كانت ملجؤهم وملاذهم وكانت مكان اجتماع القيادات الجزائرية والكاف تحديدا ساقية سيدي يوسف كانت أكثر المدن شاهدة على تماسك ووحدة الدم التونسي والجزائري وهدية لمن استشهدوا في أحداث الساقية وتخليدا لذكراهم ودمائهم الزكية قدم عرض «غنائية المحبة» للمخرج الجزائري فؤاد روايسية.

ملحمة تخلد لذكرى تونسية جزائرية، ملحمة عن معاناة مشتركة بين شعبين، وعن المشاركة التونسية يحدثنا الممثل لزهر الفرحاني ويقول (للمغرب) غنائية المحبة لفؤاد روايسية نحيي فيها الذكرى الستين لاحداث ساقية سيدي يوسف التي جدت في 8 فيفري 1958 و التي جاءت كرد فعل للدعم التونسي للثورة الجزائرية وسقط فيها العديد من الشهداء الجزائريين والتونسيين وامتجزت فيها دماء الشهداء من تونس والجزائر أيام الكفاح المشترك ضد المستعمر الفرنسي.

ويضيف محدثنا نحـن التونـسيين المشاركيـــن في الملحمة تحدثنا عن صبيحة 8 فيفري وعن العدوان الجوي الفرنسي وكيف بدأت الغارة الفرنسية على القرية بعد اعطاء قيادة القوات الجوية الفرنسية أوامرها في يوم عطلة و سوق و يتم خلاله توزيع المساعدات على اللاجئين الجزائريين من طرف الهلال الاحمر الجزائري والصليب الاحمر الدولي وكانت الخسائر كبيرة ووصفت بالمجزرة الرهيبة».

وفي السياق ذاته يقول الممثل ريان القيرواني عن العرض «غنائية المحبة» هو عمل ضخم يضم اكثر من 70 عنصرا بين ممثلين وراقصين أي فن شعبي وموسيقي وهي في الحقيقة بادرة من المخرج الجزائري فؤاد روايسية الذي راهن علي هذا المشروع بدعم من مديرية سوق هراس وقد قام بالتنسيق معي لنكون مشاركين ايضا في هذا العمل ونرفع راية بلادنا تونس ونمثل وطننا في هذه الملحمة، فالفن عنوان للوحدة والمسرح وسيلتنا للتعبير عن وحدة الشعبين التونسي والجزائري.

لنا الفن للتأريخ والتذكير
«غنائية المحبة» عرض ملحمي مدته ساعة وخمس واربعين دقيقة، لوحات متعددة تجمع الرقص والموسيقى والمسرح، لحظات من المتعة تجسد الحياة اليومية في تلك المدينة الحدودية الهادئة، هدوء تليه عاصفة هوجاء سببها قنابل المستعمر الفرنسي، الملحمة تتحدث عن التاريخ المر لأحداث ساقية سيدي يوسف وهو تاريخ 8 فيفري 1958 والاشتغال عليه ضمن ملحمة غنائية مسرحية تحاكي هذا الحدث بطريقة شعرية قائمة علي التمثيل والرقص والغناء والشعر كما عبر مخرج العرض فؤاد روايسية مضيفا « عمل الجميع هنا بجهد كبير لانجاز هذه الملحمة ومنحها صورة جمالية، وتجسيدها، تخليدا لذكرى 8 فيفري، وهي مجازر اختلط فيها الدم الجزائري بالدم التونسي، نسترجع بها الذاكرة ونسترجع تاريخ آبائنا وأجدادنا، وانتمائهم، ومؤازرة الشعبين لبعضهما» كما جاء في موقع «وقت الجزائر».

ويؤكد الممثل ريان القيرواني انه وفي اكثر من 20 لوحة تكون للعمل عدة أبعاد اولا التأكيد علي ضرورة استرجاع هذا التاريخ لأجيالنا الجديدة وثانيا ليعرفوا معاناة الشعبين التونسي والجزائري أمام المستعمر وثالثا اختلاط الدم التونسي بالجزائري في أحداث الساقية ولكن بتعبيرة غنائية تبعث على الأمل وتأسس لتواصل المحبة والمودة بين الشعبين سياسيا واقتصاديا وخاصة ثقافيا فالثقافة عنوان للوحدة وعنوان لابداع مشترك لو وظّف لكان هناك العديد من الاعمال الفنية المميزة.

«غنائية المحبة» عرض تونسي جزائري، بدعم من ولاية سوق هراس وغياب تام لولاية الكاف التي لم تعر الحدث اهمية ولم تكن شريكا فعليا رغم ان الانتاج ضخم ويستحق ان يعرض في تونس كما الجزائر ويهم ولاية الكاف اساسا فعلى الارض التونسية حدثت المجزرة وفي ارض تونسية دفن الشهداء.

«غنائية المحبة» عمل تونسي جزائري، عمل توثيقي لمجزرة عاش على صداها الشعبان ملحمة، ذكرت أن دم الشعبين واحد، ملحمة نقلت بعض تفاصيل ذات 8فيفري 1958 عمل قد يكون فاتحة لاعمال اخرى تكشف عن تاريخ البلدين وتقدم للجمهور في تونس والجزائر تاريخ بلدين يفصلهما فقط حاجز جغرافي اما التاريخ فمشترك، قد يكون تمهيدا لاعمال ربما تحمل الجمهور الى فترات تاريخية لم تكن فيها حواجز ولا حدود، اعمال متمردة تمرد «دهية بنت تيفان» رمز القوة عند التونسيين والجزائريين.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115