مسرحية «الليلة الثانية بعد الألف» في فرنسا: حين تتشابك الحكاية الأسطورية مع الواقع

يعرض المخرج التونسي شكري علية المقيم بفرنسا مسرحية «الليلة الثانية بعد الالف» في مسارح فرنسا،

ومنذ أسبوع سافر الممثلون من تونس الى فرنسا ليقدموا مجموعة من العروض للعمل الذي قدم في مركز الفنون الركحية والدرامية بقفصة ضمن فعاليات أيام قرطاج المسرحية.
وتكون العروض في «المركز الوطني للرقص» (de Pantin) في باريس، و«مسرح بلينغي» وفي قاعة «روني كاسان» يومي 9 و10 فيفري الجاري.

«الليلة الثانية بعد الألف» هو عمل من إنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بقفصة بالاشتراك مع مسرح «حركة» Haraka الفرنسي، وقد انطلق التفكير في هذا العمل الذي يوظّف جانبا من حكايات شهرزاد وألف ليلة وليلة للهروب نحو الحاضر، منذ 10 سنوات حين كان شكري عليّة في الخارج، ونفّذ فكرته منذ سنة حين انطلق فعليا في التعاون مع مركز الفنون الدرامية والركحية بقفصة.

ويؤكد المخرج انه أنطلق من شخصيات محلية ليتناول مشكلات إنسانية، معتبراً أن التجربة بمثابة عودة إلى الجذور، حيث عرفت مسارح جنوب تونس تجارب علية في الثمانينات.
ويجمع هذا العمل المسرحي بين التمثيل والرقص ويثمّن الحركة وأبعادها التعبيرية اللامتناهية في علاقة مع مضمون القول والكلام، وهو بإمضاء عدد من الممثلين من تونس وفرنسا على غرار : حسن رابح وإيناس ديريمو ومحمد السعيدي وإيمان ممّش ووليد الخضراوي وسعيد السرايري وسارج أتوغا وإيليونس هندريكس.
لم يستند شكري علية إلى القصة الشهيرة «ألف ليلة وليلة» فحسب، بل قام بعصرنة الجزء الذي اختاره منها، وسنجد شهادات واقعية وقراءات في كتب ومقالات صحفية وقصص متفرّقة من الجرائد ووسائل التواصل الاجتماعي، رغم أن معظم الأزياء والسينوغرافيا تعيد المتفرج إلى العصور القديمة لكن النص يحيله دائماً إلى الراهن، وكأن المخرج يستعمل هذه الأدوات

للانتقال في الزمان والمكان بحرية.

«الليلة الثانية بعد الألف»، تجد شهرزاد نفسها في العالم المعاصر الذي لا تعرف كيف تفكّ شيفرته ولا كيف يمكنها أن تتعامل مع البشر فيه، إنه بلد وهمي يستحضر الفوضى الحالية في عالمنا، يعود أيضاً إلى تحالف هارون الرشيد مع شارلمان ليسقطها على الواقع السياسي، ثمة استعادة لـ «متحف باردو» وشخصيات لقيت حتفها في حادثة التفجير ولكن حكاياتها ظلّت مجهولة.

في هذه المملكة التي خذلتها تحالفات تمزّق بعضها بعضا، تلجأ إلى أنقاض «متحف بغداد» القديم. بحثا عن أبنائها الثلاثة المفقودين، فتسافر من هناك إلى المستقبل، حيث تتشابك الحكاية الأسطورية مع الواقع، وتتقاطع قصص الماضي مع حكايات اليوم.
أمام الجمهور الفرنسي سيقدم العمل، عمل له جمهوره في قفصة، عمل سيقدم جزء من تجربة قفصة المسرحية اذ اختار المخرج ثلة من اجمل وابرع ممثلي قفصة خاصة ايمان مماش ومحمد السعيدي.

و تجدر الإشارة إلى أن هذا الفنان استهلّ تجربته المسرحية في بداية الثمانينات مع عبد القادر مقداد ولم يتجاوز عمره 17سنة. وقدم 9 أعمال مسرحية معروفة على غرار « صاحب الكلام » و «الجراد» و «السوق » و «العريش» و «عمار بو الزور» وغيرها. ثم سافر فيما بعد لدراسة المسرح في مدينة « ران » الفرنسية ثم بالمدرسة الدولية الخاصة « جاك لوكوك » التي درس فيها وعمل في الآن نفسه كممثل يتحسس طريقه إلى المسارح العالمية.

شارك في عدد هام من الأعمال المسرحية الفرنسية على غرار «زهرة الفردوس» و «ولادة» و«بيت سارة» وغيرها من الأعمال المسرحية التي أنجزها مسرح «حركة» وراديو فرنسا الثقافية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115