في مهرجان الجموسي للموسيقى المتوسطية بصفاقس: حوار الثقافات في الذكرى 35 لرحيل الجموسي

انطلقت مساء الاربعاء في صفاقس فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان الجموسي للموسيقى المتوسطية التي تنظمها « جمعية محمد الجموسي للموسيقى والفنون »

من 17 إلى 28 جانفي الجاري، إحياء للذكرى 35 لرحيل هذا الفنان بسهرة موسيقية تونسية لبنانية سورية جسمت حوار الثقافات والشعوب والتعابير الفنية التي يسعى إلى تكريسها المهرجان وجددت معاني التضامن العربي والوفاء للقضية الفلسطينية.

كان المركب الثقافي محمد الجموسي بمدينة صفاقس شاهدا البارحة على تجسيم كل هذه القيم من خلال سهرة فنية رائقة واكبها جمهور غفير من عشاق الفن وأثثها كل من الفنان حسن الدهماني والفنانة آمنة فاخر من تونس والفنان روني فتوش من لبنان وفرقة سيف الشام الملكية من سوريا التي افتتحت السهرة بعرض غنائي راقص.
وقدمت الفرقة السورية عرضا شيقا للرقصة الشامية والدبكة السورية، امتزج فيها التعبير الجسماني بالنغم الهادف المحمل بمضامين الوفاء للقضية الفلسطسينة وقيم التضامن العربي وذلك على أنغام أغنية « دمي فلسطيني » للفنان محمد عساف ونغم يتغنى بسوريا تحت عنوان « أنا بعشق أرضك يا سوريا ».

وعرف تفاعل الجمهور المواكب للسهرة والذي ضم الى جانب رواد المهرجان ثلة من الإطارات الجهوية يتقدمهم والي صفاقس وعدد من المثقفين ورجال الفكر ذروته مع اعتلاء الفنان حسن الدهماني الركح وأدائه لباقة من أغاني الفنان الراحل محمد الجموسي مثل «يا ليت الناس أوخيان» و«ريحة البلاد» و«أرقصي وغني» وغيرها.
وقد نسج على منواله فيما بعد كل من الفنانة أمنة فاخر والفنان روني فتوش اللذان قدما عروضا فنية مميزة رافقتهما فيها فرقة موسيقية متكونة من ثلة من الموسيقيين أبناء الجهة بقيادة المايسترو مراد السيالة.

وستتواصل العروض الموسيقية للمهرجان التي ستختتم بسهرة يؤثثها في مركب محمد الجموسي كل من الفنان حسن ناجي من تونس والفنان أيمن لصيق والفنان عادل درياسة من الجزائر.
وستكون هذه السهرة فرصة أخرى، تتجدد فيها وفق ما أكده مدير المهرجان، النوري الشعري، «متعة الجمهور بالتعبير الموسيقي المتوسطي تجسيما لحوار بين الثقافات تحققه الموسيقى باعتبارها لغة مشتركة بين الشعوب».

وأفاد مدير المهرجان أن هذه الدورة ستتضمن أيضا ولأول مرة «أيام العازف» التي تنطلق يوم السبت القادم لتفسح المجال أمام إبداعات العازفين خاصة من شباب الجهة للتنافس على لقب العازف الأفضل وذلك بالتعاون مع إذاعة صفاقس

وبالتوازي مع الغناء، يقام في إطار المهرجان معرضان حول المسيرة الفنية للفنان الراحل محمد الجموسي بكل من المركب الثقافي محمد الجموسي وفضاء ريحة البلاد بالمدينة العتيقة. ويتضمن هذان المعرضان وثائق وصورا تجسم غزارة إبداعات الجموسي في الغناء والتلحين والعزف والتمثيل وكتابة الشعر والخاطرة وحذقه للغات وتجاربه الفنية في فرنسا وإيطاليا وعلاقته بنجوم الفن في العالم العربي.

وكانت كل هذه المعطيات وغيرها جمعت في كتاب بعنوان (مذكرات الفنان محمد الجموسي بين الشفوي والمخطوط 1910 - 1980) للإعلامية سيدة الدو القايد رئيسة جمعية محمد الجموسي للموسيقى والفنون. وقد قامت هيئة المهرجان بمناسبة هذه الدورة باقتناء مجموعة من النسخ وتوزيعها.
كما تنتظم يوم 25 جانفي بالتعاون مع جامعة صفاقس ندوة علمية مصحوبة بورشات موضوعها أثر التطور التكنولوجي على واقع الموسيقى.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115