اختتم مهرجان المسرح العربي: الحرب وألـم الشّتات ميزة كل العروض

بتوقيت القدس ام البدايات والنهايات كان الاعلان عن توقيت كل الفعاليات المسرحية، بتوقيت القدس عاصمة فلسطين الابدية سيصبح

توقيت كل التظاهرات المسرح فنحن البشر زائلون اما المسرح فباق ما بقيت الحياة.
اسبوع من المسرح ، اسبوع من العروض والورشات والندوات والمؤتمرات الصحفية، اسبوع عاشت على وقعه كل دور العرض في العاصمة مع اعمال مسرحية عربية.

المسرح فعل مقاومة مستمرة
المسرح موجع وجيعة ممثليه ومخرجيه هو جزء منهم ومن ارواحهم، ولاسبوع كان اللقاء مع «وجيعة الشتات» والاغتراب اسبوع من المسرح شاهد فيه الجمهور العربي اوجاعه على الرّكح دون تزييف او تجميل فقد عرّت المسرحيات التي قدمت ما تعيشه الدول العربية من ظلم.
سوريا يعيش ابناؤها الشتات، اما العراق فلم تعد العراق، الى البلدين المشتتين كانت رحلة المسرحيين، من المهجر قدم عرض «حضرة حرة» عمل يقدم وجيعة السوريين هناك خارج وطنهم، على الركح رقصت الاجساد تحدثت عن معاناة الهجرة غير الشرعية والضيم الذي يعيشه اي «لاجئ» وجيعة اللجوء قاتلة، والم الشتات يقصم الروح وينهك الجسد، وجيعة تحدثت عنها مسرحية «هن» لانا عكاش، عمل سلط الضوء على صراع الاخوة وكيف يقتل الاخ أخاه تساءلوا عن اي دين يسمح بالقتل والتقتيل وكيف بالسوري ان يقتل اخيه السوري، ما عاشته سوريا في السنوات الاخيرة من تشتيت وهجرة وألم شاهده الجمهور على الرّكح وعايش معاناته.

مسرحية شخوصها موتى
العراق هو الاخر ولسنوات ينقل الينا وجيعة سكانه، العراق شاركت بعملين في مهرجان المسرح العربي، الاول «رائحة حرب» عرض يحملنا الى وجع الحرب والمه على الروح، عمل عنوانه حرب طائفية تدمر الاخضر واليابس، حرائق مشتعلة منذ اعوام لا يعرفون سرها او نهايتها، حرب مرة طائفية ومرة ضد العدوان وأخرى ضد الجيران، حرب دمرت ملامح العراق ومعالمها ودمرت الانسان داخل المواطن العراقي بعد ان استنشق الجمهور رائحة الحرب تحوّل الى قلب بغداد هناك لا تعرف المفخخ من المواطن العادي، لن تعلم متى ينفجر حزام ناسف يقتل الأبرياء ستتجول بين الجثث وتلقي السؤال «متى يحين دوري، فهناك الموت فجيء كما التفجيرات، في «قلب بغداد».
يحكون في المسرحية عن العراق وعن وجيعتها وعن الموت الذي يعايشونه حد ان اصبح جزءا من ملامح البلد.

وجيعة الأمس ... وجيعة اليوم
اما لبنان فلم تستجمع شتاتها بعد، لازالت بقايا الحرب عالقة بأذهان الممثلين ولازالت ندبات الروح واضحة المعالم، روجيه عساف هرب من الراهن وحمل الجمهور الى 3000عام، الى اشرس الحروب التراجيدية الى «حرب طروادة الضروس» تلك الحرب التي قتل فيها الاطفال واغتصبت النسوة فقط باسم «الالهة» حرب قد نراها جد بعيدة ونسيتها الذاكرة ولكن روجيه عساف وممثليه اخبرونا ان الحروب لا تنتهي وان وقع الحرب لا يزال، فما الفرق بين طروادة وماتعيشه العراق وسوريا، ما الفرق بين قتل الطفل الرضيع في العمل حتى لا يطالب بحق العودة وتقتيل الاطفال الفلسطينيين في حرب 1948، ما الفرق بين التضحية بفتاة عذراء باسم الالهة واغتصاب الايزيديات في العراق واختطافهن ليكن وسيلة تسلية لامير داعش الارهابي ؟ ما الفرق بين صراع اخوين على الحكم وصراع داخلي تعيشه لبنان منذ سنوات، وجيعة الامس واقترانها بوجيعة لبنان اليوم جميعها شاهدها الجمهور العربي على الرّكح فالمسرع تأريخ ايضا.

هواجس العرب هي نفسها
لان المسرح عالمي الانتماء لا يقتصر على دين او جنس ولان الالم انساني بامتياز، نقلت مسرحية « غصة عبور» الاماراتية وجيعة الشتات، عمل تحدث في تفاصيل النفس البشرية، نقل وجيعة اللاجئ، ذاك الذي يجد نفسه فوق جسر لا يقدر على العودة الى الخلف والمستقبل امامه ضبابي مظلم، عن الانسان الذي لا وطن ولا انتماء ولا هوية له تحدثت المسرحية الاماراتية، عمل موجع وجيعة الشتات والغربة، عمل مرهق حدّ البكاء ، بكاء الثكالى والأرامل بكاء الحالمين الذين سرقت احلامهم فقط لأنهم «عرب» او لان بلدانهم تعيش حروبا، الى مشردي العالم الى الانسان التائه فينا والإنسان المستقر بالمنافي اهدى مسرح الشارقة العمل.
المرأة وهواجسها وما تعيشه في البلدان العربية كان حاضرا، مشاكل المرأة وجدها المتفرج في مسرحية «شواهد الليل» الأردنية عمل يحمل كل المسؤولية للمرأة ويتهمها بإفساد المجتمع فقط لأنها احبت رجلا وبعد حملها تركها فأنجبت «لقيطا» ظلمه المجتمع واهانه فقط لانه غير شرعي، مجتمع يتهمها بالزنا والكفر والميوعة ويغض البصر عن كذب الرجل وزيفه فقط لأنه «ذكر».

عن الم المرأة تحدثت «صولو» المغربية العمل الفائز بالجائزة الكبرى للمهرجان، «صولو» تحدث عن وجيعة المرأة ومعاناتها في المجتمعات الذكورية، عن فتاة اضطرت لتعيش كذبة انها ذكر فقط لارضاء رغبة المجتمع، عن الم ختان الاناث النفسي والجسدي ، عن عقلية بالية ترفض الطفل «الانثى» و تهلل «للذكر» تحدث العمل الذي جسد جزء من الم تعيشه النسوة في المغرب ومصر والسودان وعدة بلدان عربية اخرى.

اما تونس فلها المها هي الاخرى، لها مشاكلها لها الم مواطنين لازالوا يبحثون عن موقعهم وحقوقهم بعد ثورة اعتقدوا أنها استحقاق لهم كل ما يريدونه، عن الحقوق المنهوبة، عن البون الشاسع بين النظري والتطبيقي وعن الم المواطن تحدثت «الرهوط» لعماد المي.
اسبوع من المسرح، اسبوع من العروض اسبوع من اللقاء مع اعمال مسرحية التي نقلت وجيعة المواطن العربي، اسبوع انتهى بإعلان كل الفاعليات بتوقيت القدس ام البدايات والنهايات .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115