اختتام الدورة 10 لمهرجان المسرح العربي بتونس: « صولو » من المغرب تتحصل على جائزة أفضل عرض

اختتمت مساء  الثلاثاء 16 جانفي 2018 فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان المسرح العربي بتونس.

واختتمت فعاليات هذه الدورة العاشرة بتتويج مسرحيّة « صولو » للمخرج المغربي محمّد الحرّ بجائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمّد القاسمي لأفضل عرض مسرحي ، وهي من إنتاج فرقة أكون أو لا أكون للثقافة والفنون.

مثّلت مسرحية « صولو » طرحا دراماتوجيّا مقتبسا من رواية ليلة القدر للطاهر بنجلون، و قد خضعت صياغتها الإخراجّة لمسار روائيّ في نقل قضايا تحرّر الذات و إثارة أسئلة وجوديّة تشغل الإنسان انطلاقا من موضوع معاناة المرأة من السلطة المجتمعيّة بمختلف تجليّاتها داخل العائلة و في تعاملها مع الآخر إلى جانب تناولها لموضوع التطرّف الديني بشكل صمني ومحاولة التحرّر منه على الطريقة الصوفيّة،.

وتخلّل حفل الاختتام عرضا لمسرحية « ثلاثين وأنا حاير فيك » لتوفيق الجبالي وعروضا راقصة للفرقة الوطنية للفنون الشعبية.

«ثلاثين وأنا حاير فيك»... أيقونة مسرحية
إن كان الكلام عن الكلام صعب، فلا شك أن حديث الفن عن الفن أصعب! فكيف اهتدى توفيق الجبالي بعبقرية استثنائية إلى نسج لوحة متفردة من الإبداع المسرحي وثّق فيها تجربة عمر من المسرح وقدّم من خلالها ترجمة حيّة لوجع وطن تسكنه الحيرة.
بمناسبة الاحتفال بحدث مرور ثلاثين سنة على تأسيس «فضاء التياترو» الذي تأسس سنة 1987 ليكون أول فضاء مسرحي خاص في تونس والعالم العربي، شاء المخرج توفيق الجبالي أن يكون الاحتفال بنكهة المسرح وبسحر الركح. فكانت ولادة مسرحية «ثلاثين وأنا حاير فيك». في هذا العمل لوّحت السخرية بيديها إلى الجمهور وأطلّ النقد على الركح في ثوب الهزل المرّ في مشهدية مدروسة وسينوغرافيا معبّرة.

ممتعة حد الانبهار ومدهشة حد الافتتان ومربكة حد الانفعال... كانت مسرحية «ثلاثين وأنا حاير فيك» وهي تعزف على الركح شجن الوطن وألم المواطن، وتشدو على الخشبة مأساة الفن ونضال الفنان. أبدا لم يكن هنالك ممنوع أو محظور أو خطوط حمراء في هذه الكوميديا السوداء حيث تجرأ توفيق الجبالي على نقد خطب الساسة وفضح تجار الدين وتحليل أمراض المجتمع في علاقة الإنسان بالأنا والآخر، بالجسد والسلطة والمال...

قد تبدو مشاهد مسرحية «ثلاثين وأنا حاير فيك» مبعثرة وغير محتكمة إلى رابط منطقي ولكن هكذا أراد لها صاحبها أن تلامس سماء التجريب في تجديد للجماليات المسرحية. فكانت فوضى جميلة ومغرية ومثيرة. على خشبة هذا العرض الذي يختزل حياة فضاء وتجربة فنان تحرّر الفكر واللسان والجسد... في صرخة الحرية المدوية في وجه الطاغية والديكتاتورية.
كانت «ثلاثين وأنا حاير فيك» قطعة من الحياة العابثة، القاسية، الحلوة بحنظلها وعسلها... وهو ما جعل كل منا يجد شيئا منه على الركح وكأننا بالمسرحية لسان يتكلم عنا وجسد يتحرّك بدلا منا... فكان جزاء هذه الأيقونة المسرحية التصفيق الحار من الجمهور والهتاف المتتالي إعجابا من صفوف الحضور الذين رفعوا القبّعة لفنان أهداهم لحظة من المتعة الخاصة والفرجة العذبة في زمن عزّ فيه الإبداع.

وإن كان لكل بداية نهاية، فلم تكن الخاتمة مرغوبة في «ثلاثين وأنا حاير فيك» حيث كانت الأمنية أن يطول العرض ويطول أكثر... حتى يتواصل الاستمتاع بهذه التحفة المسرحية التي جادت بها قريحة توفيق الجبالي في «ثلاثين» حيث أثارت العجب والطرب.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115