سرقة دار الثقافة شكري بلعيد بجبل الجلود: لـم تبق إلا الجدران والحسرة وحيّ بلا برامج ثقافية...

استفاقت أمس الثلاثاء مدينة جبل الجلود على وقع سرقة دار الثقافة شكري بلعيد، فحسب شهود العيان لم يترك اللصوص شيئا يذكر في دار الثقافة، وبينما تحولت الشرطة الفنية إلى هناك لرفع البصمات فإن الأبحاث مازالت جارية، ولا يعلم المشرفون على دار الثقافة أنّ عملية السرقة

كانت مساء يوم الأحد أو مساء يوم الاثنين باعتبار أنّ راحة دور الثقافة تكون يوم الاثنين.. سرقة لا تمسّ بالعمل الثقافي فقط وإنما برمزية اسمها..

«فوجئنا بسرقة كامل محتويات دار الثقافة بجبل الجلود، التي بقيت قاعة وسقف، وتمّ خلع الباب الخارجي، رغم أنه متكون من الحديد ويصعب خلعه، لم نجد شيئا، أظنها عملية مدروسة باعتبار أنّ حجم المعدات وعددها لا يمكن أن يسرق في وقت قصير، أعلمنا مركز الأمن الراجعة له الدار بالنظر الذي تحوّل أعوانه على عين المكان بمعية الشرطة الفنية التي رفعت البصمات، نحن مذعورون من هول ما حلّ بنا»، هكذا تحدّث لـ«المغرب» محمد الهادي الوسلاتي عضو بجمعية شكري بلعيد للفنون والإبداع ومن الناشطين في هذه الدار.
وأضاف في نفس السياق: «لقد قام مدير دار الثقافة محسن الماجري بمراسلات لوزارة الثقافة منذ سنة 2014، لتخصيص حارس ليلي لهذه الدار، ولكن لم تقع إلا استجابة، وأغلب دور الثقافة بلا حراسة، كما تمتّ مراسلة الوزارة لكي يتم بناء سور عالي بالدار..
التجهيزات لوزارة الثقافة والبناء لبلدية تونس..

الإشكالية أنه بحل اللجان الثقافية وما ترتب عنه فإن مدير الدار لا يستطيع حتى أن يشترى «كوبة» ولا حتى قارورة ماء لضيوفه، والإشكالية الثانية في هذه الدار أنّ البناء تابع لبلدية تونس، والتجهيزات التي فيها تابعة لوزارة الثقافة، التي خصصت بدورها قرابة المليار لإعادة بناء قاعة عروض كبرى وهيكلة الدار، والإشكال يبقى أنّ وزارة الثقافة لا تستطيع ان تتصرف في اي شيء بإعتبار انّ الملكية لبلدية تونس»..

في نفس السياق يقول مدير دار الثقافة محسن الماجري لـ»المغرب» : «أنا طبقت القانون، فمنعت أي حفلات( الأعراس) التي كانت تقام في الدار، وبقيت الدار تنشط للعمل الثقافي فقط، ولكن لا حياة لمن تنادي، لم يبق لنا أي شيء في الدار.. طالبنا الوزارة بتعيين حارس ليلي وطالبنا بتطويق الدار بسور عالي ولكن لا من مجيب! فأنا برفقة الفريق الذي أعمل معه، نقوم بمجهودات كبيرة، رغم أنّ دور الثقافة خاصة في المناطق الشعبية يرثى لها، أطلب من المجتمع المدني وخاصة الجمعيات الثقافية (وما أكثرها) أن تتعاون مع الدار للعمل الثقافي»..

سرقات مماثلة..
ولا بدّ أن نكر أنه في فجر السبت 28 مارس 2015، تعرضت أيضا دار الثقافة بمنطقة جهينة الشمالية من معتمدية بوحجلة من ولاية القيروان إلى عملية سرقة لجميع تجهيزاتها التي تقدر بـأكثر من 20 ألف دينار .. كما تعرّضت في أكتوبر 2014 سرقة دار الثقافة إبن خلدون بالجم (كافة معدات الإعلامية والطباعة)..
قائمة المسروقات
• 10 حواسيب
• آلات موسيقية
• (4) Projecteur
• محتويات مكتب مدير الدار
• شاشة بلازما
• تجهيزات إلكترونية لاقط هوائي - سكانر – آلة dvd • آلات طابعة (2)

وزارة الثقافة واللوائح غير المحيّنة
للإشارة فإن نسخة وزارة الثقافة بعناوين دور الثقافة ومديريها غير محينة بتانا، مثلا دار الثقافة بجبل الجلود مديرها هو محسن الماجري، في حين نجد في نسخة وزارة المنشورة على موقعها الإلكتروني، أنّ مدير هذه الدار هو فيصل المنصوري (وهو مديرها السابق والذي يشتغل حاليا في دار الثقافة بطبرقة)، لذلك نطلب من الوزارة أن تحيّن قائماتها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115