Print this page

مرايا وشظايا: على هامش عرض «بهيجة» من الجزائر المسرح والرواية... في زواج «الخشبة»

أن يحمل المسرح لقب «أب الفنون» فذلك يعني حتما اتساعه لمختلف تجليّات اللحظة الإبداعية وإرهاصات الحالة الفنيّة... أليس المسرح هو الحياة !

ولعها النرجسية الزائدة عن حدّها أو الرغبة في الترجمة الذاتية للفكرة التي تعبر الخاطرة أو التعلّة بأننا نعيش أزمة نصوص مسرحية... هي التي تدفع البعض من المسرحيين إلى احتكار الاختصاصيين في الآن ذاته: الكتابة والإخراج.
وقد تصيب هذه التجارب وقد تخطئ، لتكون مرّة أخرى العودة إلى نصوص عمالقة الكتابة المسرحية وعلى رأسهم «شكسبير»... في حين يبحث آخرون عن آفاق جديدة وينقبّون عن حقل نصوص «بكر» لم تصل إليه المسارح والأركاح من قبل.

هذا الجفاف في غياب النص المسرحي العربي الذي كثيرا ما يقابله عدم الاجتهاد في فتح النوافذ المغلقة من أجل إطلالة أوسع على العالم من وراء خشبة المسرح ، كان دافعا لعدد من المسرحيين من أجل الالتجاء إلى الرواية لاقتباس المسرحية.

في هذا السياق جاءت المسرحية الجزائرية «بهيجة» التي عرضت، أول أمس، ضمن المسابقة الرسمية لأيام قرطاج المسرحية لتعكس هذا الزواج بين جنس الرواية وفن المسرح. فهذا العرض للمخرج «زياني شريف عياد» مقتبس عن رواية «دون حجاب دون ندم» للكاتبة ليلى عسلاوي وفيه شهادة حيّة عن أحد مآسي العشرية السوداء في الجزائر.
وإن تنقل مسرحية «بهيجة» وجع المجتمع الجزائري الذي لم يبرأ بعد وجرحه الذي بقي أثره حيّا بسبب الدمار الذي لحقه جرّاء أزمة التسعينات، فإنها تدّق ناقوس الحذر منبّهة إلى خطر الأصولية الدينية في حال تربّصت بالمجتمع. فمتى أصبح غلاة الدين أسيادا فإنهم يعيثون فسادا في الأرض ديدنهم الذبح والدم... ومن هنا تتأتى الحاجة إلى المسرح كأداة وعي وشريعة حياة.

المشاركة في هذا المقال