إصدارات: «طريقي إلى الحرية» للدكتور حمادي صمود حكايات مشوقة في رحلة طويلة

«طريقي الى الحرية» للدكتور حمادي صمود صدر مؤخرا عن دار محمد علي للنشر بصفاقس ضمن سلسلة «سيرة وحكايات»

وذلك في 284 صفحة تضمنت بعد الاهداء مقدمة وثلاثة فصول وهي موارد الصفاء /مسالك الحيرة/ابواب مشرعة.

في الكتاب مسيرة حياة ونضال بكل دقائق تفاصيلها وتنوع مشاربها..هي فعلا سيرة ذاتية ولكنها في قالب سردي ممتع ولغة عربية من الطراز العالي وأسلوب لا أروع منه في الحكي والرجل من أساتذتي في الثمانينات في كلية الاداب بالعاصمة حيث كان المدرج الذي يلقي فيه علينا دروسه مفعما بالطلبة دائما وما اذكره عنه انه حسب ما ذركه لي بعض الاصدقاء انه كان يقول لهم – عندما يستحثونه على الشروع في بداية الدرس «لننتظر زميلكم فلان ومن معه « ذلك انني كنت استقل الحافلة الخاصة الثانية لا الاولى التي تنقل الطلبة من المبيت الجامعي ببارد والى كلية 9 افريل فيكون وصولها متأخرا بعشر دقائق عن الوقت الذي فيه تنطلق الدروس وقد كنت من الناجحين بتفوق في مادة الاسلوبية التي كان يدرسها لنا انذاك.

والحقيقة ان استاذنا حمادي صمود كان يشدنا الى دروسه بغزارة معارفه وباسلوبه في ايصال ما يريد ايصاله الى الطلاب من معارف.وحتى كتابه هذا «طريقي الى الحرية» مختلف في تناوله لموضوع السيرة الذاتية عن كتب اخرى في هذا المجال لكتاب اخرين.. يقول د.حمادي صمود في المقدمة «هذا الكتاب في ظاهره سيرة ذاتية ولكنه لم يصنع ليكون القص فيه دائرا على الذات مسترجعا بالتذكّر لما لم يمحه النسيان من احداث عرفتها.. انما صٌنع ليكون اولا شهادة تتعلق بمرحلة هامة من تاريخ البلاد لاسيما في ميدان التربية والتعليم وصنع ليكون ثانيا تحية اكبار واعتراف بالجميل الى كل من صادفت في الطريق الى حريتي من نساء ورجال كانوا لي مثالا وعونا على الصعوبات الجمة.فمن هؤلاء من كانت اعانتهم تحويلا لمجرى حياة وفتحا لدروب ذهب في الظن أنها انسدت وانسدت معها الافاق التي تحلم النفس بمعانقتها».

كنا ونحن طلبة نجد متعة في دروس استاذنا صمود لتوسعه في الشرح والتفسير والتبسيط وهو يعكس قدرته على التمكن من المنهج في التحليل وابراز الخفايا وهو ما يدل على غزارة معارفه وعمق درايته بمختلف المناهج والاساليب
ومن بين ما يلفت الانتباه في هذه الرواية السير/ذاتية الصادرة بعد مرور سنوات على الثورة والتي جاءتنا بأناس لم يعترفوا بفضل من قاوموا المستعمر الفرنسي وبنوا أسس الدولة الحديثة أن حمادي صمود يقول في المقدمة «هذا الكتاب صنع اولا واخيرا اعترافا لدولة الاستقلال بالجهد العظيم الذي بذلته لتعليم الاجيال والتكفل بعبء الصعوبات التي كان يمكن أن تكون حائلا بينها وبين المعرفة».

«طريقي الى الحرية» كتاب سبقته مؤلفات اخرى كثيرة لاستاذنا حمادي صمود عن التراث والحداثة والخطاب الادبي والبلاغة والاجناس الادبية وفي الترجمة حيث تحصل الكتاب الذي وضعه بمعية استاذه واستاذنا عبد القادر المهيري بعنوان (معجم تحليل الخطاب) سنة 2008 على جائزة الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية في الترجمة وقد تم التتويج في اليونسكو بباريس كما توج د.حمادي صمود هذه الايام بجائزة السلطان عويس عن مجمل اعماله المنشورة كما ان كتابه هذا» طريقي الى الحرية» مرشح لنيل جائزة ابي القاسم الشابي التي سيتم الاعلان قريبا عن الفائز بها ولا نظن احدا غيره اولى بها لما في هذا الكتاب من عبر ودروس ومن متعة وشغف يجدها القارئ وهو يغوص في تفاصيل وجزئيات ومفاجئات هذه المرحلة عبر الطريق التي كانت نهايتها الحرية وهل ثمة ما أروع منها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115