انطلاق مشروع «تفنن» بتطاوين: «أول فيلم» فرصة للإبداع والخلق واللامركزية ...

لهم الحلم كي لا تقتلهم الحقيقة، لهم ثقتهم في السينما لحماية الصغار من خطر الدمغجة والفراغ لهم ايمان بقدرة الثقافة على محاربة الجهل والظلم والتمييز الاجتماعي لهم ايمان أن المربي رسول

قادر على توجيه التلميذ الى الامل وزرع الحلم فيه ليكون مواطنا أفضل، هناك في تطاوين حيث قساوة الجغرافيا وظلم التاريخ يكون الفن وسيلة للمقاومة.

ولأن الفن مقاومة وأداة نضال لافتكاك الحق في الحلم انطلق في تطاوين المشروع الثقافي «اول فيلم» وهو مشروع تربوي سينمائي تنجزه جمعية ملتقى الجنوب للثقافة والفنون بالشراكة مع المندوبية الجهوية للتربية بتطاوين المشروع ينجز ضمن برنامج «تفنّن» لدعم القطاع الثقافي التونسي الذي يموّله الإتحاد الأوروبي بالشراكة مع «المعاهد الوطنية الثقافية للإتحاد الأوروبي و ينفذه المركز الثقافي البريطاني بتونس.

الصورة سلاح والسينما أداة للمقاومة
الثقافة أداتنا للمقاومة الفعل الثقافي سلاح لنواصل احلمنا ونشكلها وهي وسيلتنا ليؤمن الاطفال انهم جزء من هذا الوطن، نحن ابناء الجهات الداخلية لنا قدرة على الخلق كل جهات تونس ولادة صغارنا مبدعون وحالمون فلم لا نوفر لهم فرصة تحقيق أحلامهم هكذا صرح محمد راشد رئيس جمعية ملتقى الجنوب عن مشروع «اول فيلم»، ويضيف محدثنا «اول فيلم» هو فرصة للإبداع فرصة الاطفال لكتابة ترانيم الحلم كما يرونها، فرصة للتلاميذ ليثقوا بأنفسهم أكثر وليتنفسوا عبق الحرية من خلال السينما.
و يأتي المشروع في اطار الوعي بخطورة الصورة و بكونها سلاحا ذا حدّين خاصة في ظل الانتشار الواسع لوسائل الاتصال الرقمية و الحديثة و دخولها الى البيوت دون استئذان ( التلفزة، الحواسيب، الهواتف الذكية، شبكات التواصل الاجتماعي).
ومن هذا المنطلق ترى الجمعية المنجزة للمشروع ضرورة تمكين الأطفال من آليات قراءة الصورة و تحليلها خاصة في هذه المرحلة العمرية الخطيرة (بداية سن المراهقة) و تمكينهم ايضا من وسائل التعامل مع هذه التكنولوجيات وتطويعها عن طريق استعمالها لإنتاج أفلام قصيرة تنبع من واقعهم و بيئتهم الاجتماعية والاقتصادية المحلية كي لا يبقوا فقط مجرد متقبلين سلبيين لهذا الكم الهائل من الصور، تلاميذ عشرة مدارس ابتدائية في ولاية تطاوين سيقومون بانجاز افلام قصيرة تعبّر عنهم، افلام تنقل رؤاهم وأفكارهم مدارس نذكر منها مدرسة 20 مارس بتطاوين ومدرسة الزهراء ومدرسة كرشاو وغمراسن والحمادة، لهؤلاء التلاميذ سيكون اللقاء مع السينما لقاء لفهم تقنيات الصورة وتصوير افلامهم ومحاولة فهم الواقع تلاميذ سيثبتون انهم قادرون على الخلق.

مشروع على ثلاثة مراحل
«أول فيلم» ينقسم المشروع الى 3 مراحل كبرى، تتمثل المرحلة الاولى في انجاز تكوين معمّق لـ 11 معلما تم اختيارهم بالتنسيق مع الشريك المتمثل في الجهوية للتربية بتطاوين ، تكوين سيكون شاملا ومنوعا ويتواصل مدة شهرين بمعدل حصتين كل أسبوع ليتمكن من خلاله المعلمون المشاركون من كل ما له علاقة بالسينما والصورة انطلاقا من قواعد التصوير

الفوتوغرافي مرورا باليات قراءة الصورة و تحليلها و اللغة السينمائية وصولا الى السيناريو والتصوير والمونتاج وعمليات ما بعد المونتاج (الميكساج, تصحيح الالوان..).

خلال المرحلة الثانية من مشروع أول فيلم سيقوم المعلمون بافتتاح نواد للسينما والصورة في المدارس الابتدائية التي يعملون بها, حيث سيقومون من خلالها بتكوين 110 تلاميذ ( بمعدل 10 تلاميذ بكل مدرسة) في مختلف فنون التصوير و السينما انطلاقا من المعارف النظرية و التطبيقية التي تلقوها في المرحلة السابقة وتدوم هذه المرحلة أيضا شهرين بمعدل حصة كل أسبوع، أول الحصص اطّرها الاستاذ عبد العزيز بوشمال وهو من أول المربين الذين آمنوا بالسينما وأهميتها في المدارس الابتدائية.

أما المرحلة الاخيرة و الاهم من المشروع فتتمثل في تنمية روح الخلق و الملكات الابداعية لدى الاطفال من خلال تدريبيهم على استعمال وسائل التكنولوجيا والاتصال الحديثة وتطويعها للتعبير عنهم وعن مشاغلهم اليومية والحياتية من خلال انجاز وتصوير افلام وثائقية قصيرة.
هذه الافلام ستكون في النسبة الاكبر منها منجزة من طرف التلاميذ انطلاقا من الفكرة مرورا بكتابة السيناريو والتقطيع الفني وحتى التصوير، لتبقى فقط عمليات المونتاج النهائية التي سيقوم بها مختصون نظرا لصعوبة الامر و عدم قدرة الاطفال عليه بسبب استعمــال برمجيــات متطـورة ومعقدة.
أما اختتام المشروع فسيكون تنظيم حفل ختامي يتم خلاله عرض كل الافلام المنجزة وتوزيع جوائز قيمة بحضور المعلمين وكل التلاميذ المشاركين وأوليائهم.

هذا و تجدر الاشارة في النهاية الى أن المشروع اختار أن يتعامل في المرحلة الاولى مع المعلمين من خلال تكوينهم لا تكوين الاطفال مباشرة، ويهدف هذا الأمر الى ضمان استمرارية المشروع والنوادي في السنوات القادمة وتكوين مزيد من الاطفال حتى بعد انتهاء برنامج «تفنن» الممول للمشروع و المحدود في الزمن وحتى بعد نجاح التلاميذ المشاركين في هذه الدورة ومغادرتهم للتعليم الثانوي.

السينما اداة للمقاومة و السينما حياة اخرى وعالم متواصل من الإبداع للأطفال حقهم ونصيبهم من فعل ثقافي وإبداعي متواصل و«أول فيلم» فرصة للاطفال ليبدعوا ويتعلموا ابجديات المقاومة في فضاء جغرافي جد قاس.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115